في السنوات الخمس الأخيرة أصبحت دورة الخليج مضيعة للوقت ، وهدرا ثنائيا لعاملي الزمن والمال في منافسة لم تعد ذات خصوصية مشوقة ، ولا قيمة مضافة للمجتمع الرياضي الخليجي كأسرة واحدة ، وذلك بعدما أصبحت الدول الأساسية الست تتفق على نمو كرة القدم ومناشطها المحلية واقتصادياتها موازنات عالية جداً ، واليوم و للأسف تحولت هذه البطولة إلى وبال يهدد مخرجات النتاج التعليمي وقياسات الجودة المعرفية للطلاب والطالبات أيضا ، فاختبارات التعليم العام على الأبواب ، وستنطلق الأسبوع المقبل ، وستستمر لمدة أسبوعين ، واختبارات التعليم العالي انطلقت وهي مستمرة ، وهذا التزامن مع موعد انطلاق البطولة لا يعني سوى خلق مناخ من التشتيت الذهني للطلاب والطالبات في المملكة العربية السعودية فقط ومن بين غالبية دول المجلس ، على اعتبار أن بعض دول المجلس سيكون ذراع التعليم لديها بجناحيه في إجازة مبرمجة مسبقاً ، والبعض الآخر كالإمارات العربية المتحدة الشقيقة للتو الطلاب والطالبات عائدون من إجازة استمرت لمدة أسبوعين ، فكيف وافقنا على هذا التوقيت وقبلنا به ؟ ومتى ننظر إلى ماهو أهم في مثل هذه المواقيت الزمنية ؟ وكيف يتجاوز الطلبة خطورة توقيت البطولة على قدرتهم الذهنية في خوض الاختبارات بكفاءة عالية وتركيز أعلى ؟ .
فربما سيقول قائل من المنافحين عن مثل هذه الأخطاء من يريد أن يتفرج على مبارياتها لن يكرهه أحد على ذلك ، ومن يريد أن يذاكر في منأى عنها بوسعه أن يفعل هذا .
ولو افترضنا أننا يجب أن نسلم بذلك ، هل من المنطلق أن يعلم ٨٣٪ من الطلاب أن هناك بطولة ومباريات وسيدعونها تمر دون مشاهدة ؟ بالتأكيد لا .
وإعادة النظر في توقيت هذه البطولة في نسخها المقبلة ضرورة ملحة جداً يجب أن يتنبه لها المسئول عن هذا الملف ، فالدولة تنفق المليارات على قطاع التعليم بشقيه العام والعالي ، وليس من السهل التأثير على قياساته بمنافسة يمكن أن تؤجل لأسبوعين أو ثلاثة أو تلغى تماماً ، فالطلاب والطالبات هم ثروة البلد الحقيقي ، وهم من يجب إعادة برمجة مثل هذه المنافسات من أجلهم ومن أجل أن لا تشكل سبباً في انخفاض مستوى التحصيل الدراسي لديهم ، خصوصاً وأن البطولة ليست مهمة من حيث المقياس الفني ولا الأدائي .
فدورة الخليج موعد انطلاقتها أصبح يشكل خطرا يهدد تحصيل الطلاب خصوصا من هم دون سن الثامنة عشرة الأكثر ولعاً بكرة القدم والأكثر حاجة للتوجيه ، فهي قد تستحوذ على ٤٣٪ من الزمن المقدر للمذاكرة بفعل مبارياتها والبرامج المصاحبة لها وهذا يكفي