|




سعد المطرفي
أخطر بطولة وأخطر توقيت
2012-12-30

 



في السنوات الخمس الأخيرة أصبحت دورة الخليج مضيعة للوقت ، وهدرا ثنائيا لعاملي الزمن والمال  في منافسة لم تعد ذات خصوصية مشوقة ، ولا قيمة مضافة للمجتمع الرياضي الخليجي كأسرة واحدة  ،  وذلك بعدما أصبحت الدول الأساسية الست تتفق على نمو كرة القدم ومناشطها المحلية واقتصادياتها موازنات عالية جداً ،  واليوم و للأسف تحولت هذه  البطولة إلى وبال يهدد مخرجات النتاج التعليمي وقياسات الجودة المعرفية للطلاب والطالبات أيضا  ، فاختبارات التعليم العام  على الأبواب ، وستنطلق الأسبوع المقبل ،  وستستمر لمدة أسبوعين ،  واختبارات التعليم العالي انطلقت وهي مستمرة ، وهذا التزامن مع موعد انطلاق البطولة لا يعني سوى خلق مناخ من التشتيت الذهني للطلاب والطالبات في المملكة العربية السعودية فقط ومن بين غالبية دول المجلس ، على اعتبار أن بعض دول المجلس سيكون ذراع التعليم لديها  بجناحيه في إجازة مبرمجة مسبقاً ، والبعض الآخر كالإمارات العربية المتحدة الشقيقة  للتو الطلاب والطالبات  عائدون من إجازة استمرت لمدة أسبوعين ، فكيف وافقنا على هذا التوقيت وقبلنا به  ؟  ومتى ننظر إلى ماهو أهم في مثل هذه المواقيت الزمنية  ؟  وكيف يتجاوز الطلبة خطورة توقيت البطولة على قدرتهم الذهنية في خوض الاختبارات بكفاءة عالية وتركيز أعلى ؟ . 


فربما سيقول قائل من المنافحين عن مثل هذه الأخطاء من يريد أن يتفرج على مبارياتها لن يكرهه أحد على ذلك ، ومن يريد أن يذاكر في منأى عنها بوسعه أن يفعل هذا .


ولو افترضنا أننا يجب أن نسلم بذلك ، هل من المنطلق أن يعلم ٨٣٪  من الطلاب أن هناك بطولة ومباريات  وسيدعونها تمر دون مشاهدة ؟ بالتأكيد لا . 


وإعادة النظر في توقيت هذه البطولة في نسخها المقبلة ضرورة ملحة جداً يجب أن يتنبه لها المسئول عن هذا الملف ، فالدولة تنفق المليارات على قطاع التعليم  بشقيه العام والعالي ، وليس من السهل التأثير على قياساته  بمنافسة يمكن أن تؤجل لأسبوعين أو ثلاثة أو تلغى تماماً ، فالطلاب والطالبات هم ثروة البلد الحقيقي ، وهم من يجب إعادة  برمجة مثل هذه المنافسات من أجلهم ومن أجل أن لا تشكل سبباً في انخفاض مستوى التحصيل الدراسي  لديهم ، خصوصاً وأن البطولة ليست مهمة من حيث المقياس الفني ولا الأدائي  . 


فدورة الخليج موعد انطلاقتها أصبح يشكل خطرا يهدد تحصيل الطلاب خصوصا من هم دون سن الثامنة عشرة الأكثر ولعاً بكرة القدم  والأكثر حاجة للتوجيه ، فهي قد تستحوذ على ٤٣٪ من الزمن المقدر للمذاكرة  بفعل مبارياتها والبرامج المصاحبة لها وهذا يكفي