|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





خالد قاضي
لا تسبوا الدهر
2013-01-05

قبل ساعات ودعنا العام الميلادي 2012م بكل ماحمل من أخبار مفرحة وأخرى محزنة .. وهاهو العام الذي يحمل الرقم 2013م .. وقبل شهر ونصف استقبل العالم الإسلامي شهر المحرم وهو مطلع العام الهجري 1434هـ والذي حمل معه سعادة وفرحاً لبعض الناس .. وأحزاناً ومآسي لآخرين وهذه هي سنة الحياة .. وكم من الناس لايتورع عن سب وشتم السنة أو اليوم أو الأسبوع كأن يقول .. مرت علينا سنة سيئة وآخر يقول لقد مر علي يوم تعيس .. وكانت العرب من شأنها في الجاهلية أن تسب الدهر عن النوازل والحوادث والمصائب التي تنزل من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون (ياخيبة الدهر)، فقال النبي سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم (لاتسبوا الدهر فإن الله هو الدهر) والمعنى أنه في سب الدهر قد وقع السب على الله سبحانه وتعالى لأنه هو فاعل ومقدر الأقدار بخيرها وشرها. ومن حق الإنسان أن يفرح لفرح أخيه وأن يحزن لما يحزن أي مسلم وأن يتفاعل مع الأحداث التي تدور حوله ولكن بكل إيمان كامل وليس بجزع أو سب الدهر الذي نهى عنه رسولنا الكريم .. فمثلاً مايحدث لإخواننا في سوريا شيء مؤلم على القلب وعلى النفس وهو قدر عليهم ومن واجبنا الدعاء لهم بالفرج القريب وحقن دماء الأبرياء. ولعل من أسعد الأخبار التي ودعنا بها العام الميلادي 2012م هي خروج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ متعه الله بالصحة والعافية ـ من المستشفى بعد إجرائه للعملية الجراحية بكل قلوب تلهج بالشكر والدعاء لله سبحانه وتعالى بأن منّ على ولي الأمر بالشفاء .. ولأننا نؤمن بالقدر خيره وشره وهذا هو الركن السادس من أركان الإيمان فقد ودعنا قبل أسبوع بكل الحزن الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الثقافة والإعلام (صديق الإعلاميين) ولله ما أعطى وما أخذ. وعلى صعيد الوسط الرياضي وبكل إيمان كامل حمل العام 2012م أخبارا رياضية منها ما هو سار وسعيد ومنها ما يوصف بالأسوأ، وفي هذا الصدد أحاول أن أستجمع قوى ذاكرتي وأقول بأن من أبرز الأخبار السارة هي وصول الأهلي لنهائي دوري أبطال آسيا حتى وإن خسر أمام التحالف الكوري مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم .. ومن الأخبار السارة فوز أحمد عيد بمنصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بالانتخاب وهو إنصاف لتاريخ (أبورضا) الذي تدرج في العمل الرياضي منذ أن كان لاعباً وإدارياً وعضوا في لجنة الاحتراف قبل أن يكلف بتسيير شؤون اتحاد الكرة .. وكانت المفاجأة غير المتوقعة أن المرشح الآخر خالد بن معمر قد حاز على 30 صوتاً في تكتل وتحالف غير مبرر ضد أحمد عيد الذي أظهر روحاً طيبة حتى بعد الفوز الصعب بالمنصب الأصعب. ومن المناسبات الرياضية السعيدة التي تشرفت بحضورها قبل أن أودع الرقم 12 هي حفل جائزة “الرياضية” للتميز الرياضي مع الراعي RPM في قاعة فور سيزون في الرياض بكل ماحمله الحفل من أناقة وترتيب حيث أخذ كل نجم حقه في الحفل بحضور الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق .. ولأن الأخبار السارة قليلة وتعد على الأصابع أصبحت أتذكرها بصعوبة بالغة، فالأحزان وحدها هي التي تبقى في الذاكرة وكأنها أصبحت جزءا منا .. أما من حيث الأسوأ في 2012م فإن تصريح رئيس الشباب خالد البلطان في برنامج (أكشن يادوري) مع وليد الفراج لما حمل من كلمات أخجل أن أذكرها بحق الإعلاميين .. ومن حيث السوء فإن تصريح المحامي عمر الخولي في قناة لاين سبورت بأنه تلقى رشوة بنصف مليون ريال من عضو شرف اتحادي لإرغامه على الاستقالة وإسقاط إدارة محمد بن داخل من أجل انفراد الإدارة الجديدة بكعكة وقيمة مبلغ الراعي الجديد لنادي الاتحاد .. وكذلك فتح قضية اتهام لاعب الوحدة السابق بتقديم رشوة لحارس نجران جابر العامري في القناة الرياضية السعودية بعد حدوثها بعامين. ولاشك أن تراجع هبوط الفريق الاتحادي بهذه الصورة وانسحاب العضو الداعم عبدالمحسن آل الشيخ من الضخ المالي لإدارات الاتحاد هو من الأخبار السيئة على الجماهير الاتحادية .. وكذلك الأزمة المالية التي تهدد مستقبل فريق الشباب وهذا ماجاء على لسان لاعبه أحمد عطيف من أن هناك لاعبين لهم رواتب ومتأخرات عقود .. وقبل أن أختتم الأسوأ أرى أن تصريح المحامي ماجد قاروب بتهديد اتحاد الكرة من خلال شكوى للفيفا يجمد فيها النشاط الكروي السعودي وهو التصريح الذي هز الوسط الرياضي خاصة وأنه جاء من أحد الأشخاص الذين نفترض فيهم الحفاظ على أسرار مهنة المحامى .. وعلى سيرة كرة القدم فالجماهير الخليجية تستعد اليوم لاستقبال مباريات وأحداث دورة الخليج 21 في البحرين، وعلينا أن نتعامل مع الموضوع على أنها كرة قدم وليس سياسة أو كرامة وألا تخرج المنافسة عن المستطيل الأخضر. أقفل هذه السطور من حيث ما بدأت نحن قوم بإذن الله لا نسب الدهر لأننا نؤمن بالقدر خيره وشره ولكن أن نحزن ونفرح فهذه طبيعة الإنسان.