لا يعتقد أحد من خلال عنوان هذه السطور أنني أدافع عن حارس الهلال الموقوف خالد شراحيلي بقرار تأديبي من لجنة مراقبة المنشطات، فاللاعب مدان بفتح العينة ويستحق العقوبة شأنه شأن الذين سبقوه من اللاعبين بالإيقاف بنفس العقوبة.. ولعل ما حدث لشراحيلي عبرة لا بد أن يستفيد منها الآخرون من اللاعبين في جميع الألعاب، ولا أتصور أيضا أن لجنة مراقبة المنشطات تترصد لاعبا بعينه والدليل أن اختيار اللاعبين للفحص يتم بطريقة عشوائية كما يعرف الجميع. لكن ما جعلني أتعاطف بشدة مع اللاعب خالد شراحيلي هو أنه تعرض للتشهير الشخصي سواء بالاسم أو بالتلميح من إعلاميين ظهروا في قنوات حكومية أو خاصة والأشد من ذلك أن بعض أعضاء شرف أندية بارزين خرجوا في برامج رياضية لها شهرتها وفتحوا النار على اللاعبين السعوديين وإن كانت كلمة البعض غير مبررة في كلامهم الذي كان مقصودا به حارس الهلال الموقوف شراحيلي لموسمين فهناك من قال إن خالد شراحيلي لم يتناول منشطات وكانت أقرب إلى المخدرات، وإعلامي آخر قال في برنامج رياضي آخر إنه شاهد بعض اللاعبين يتناولون حبوباً مخدرة أو منشطة.. والأشد أن هناك من شهّر باللاعبين السعوديين تحت شعار البعض أو الشفافية بأن مشكلة المنتخب السعودي والكرة السعودية أن هناك لاعبين يشاركون في سهرات ليلية ماجنة ويشربون الخمر ويتعاطون الحشيش المخدر.. ولا أدري لماذا خرجت موجة الاتهامات بعد موضوع شراحيلي؟.. وتبقى الأسئلة لماذا كل هذا التشهير ومن قال إن معظم اللاعبين على هذا الخلق، ألم يكن يعرف بأن هناك أولياء أمور قد يحرمون أبناءهم من المشاركة في الأندية أو الانضمام لها في أي لعبة؟ ويبقى السؤال الأبرز لماذا كل هذا بعد إيقاف شراحيلي، هل لأن هذا اللاعب أو الحارس مسكين وليس لديه ظهر يحميه كغيره من بقية النجوم المشهورين والذين لهم كاريزما معينة أو شهرة جماهيرية أو حماية من أعضاء الشرف أو المسؤولين الذين سرعان ما يستخدمون نفوذهم في إنقاذهم من أخطاء ارتكبوها سواء داخل الملعب أو خارجه وما أكثر ما عملوا في خارجه حتى لو قطع لاعب مشهور ولديه ظهر إشارة مرور أو اعتدى على غيره أو شارك في سهرة ماجنة أو فعل فاضح فإن هناك من يخرجه من هذه الورطة ولا أريد أن أخوض في الأسماء لأنني أتكلم للعبرة وليس للتشهير لأنه عار علي أن (أنهى عن خلق وآتي بمثله). شراحيلي أخطأ ونال عقوبته لكن التشهير به محرم شرعا وقانونا وعرفا وفي كل الأديان والأدلة على ذلك كثيرة.. لجنة المنشطات نفسها لا تستطيع أن تفصح عن نوعية المادة المحظورة التي تناولها اللاعب.. وهناك من خرج وخالف هذا القانون.. كيف يكون موقف اللاعب المشهر به أمام أفراد أسرته وأمام المجتمع والجميع يعرف أن السرية مطلوبة في الأمور الطبية، فالطبيب مثلا يؤدي القسم قبل أن يمارس مهنته على أن يحافظ على أسرار مرضاه.. وموظف البنك مثلا لا بد أن يكون حريصا على أسرار عملاء البنك ولا يستطيع أن يكشف عن أرصدتهم أو مواقفهم المالية.. حتى المتورطون في قضية سيول جدة على سبيل المثال لم تعلن أسماؤهم في الصحف، وكنا نسمع مسؤول في الأمانة.. أو أمين سابق.. ونحو ذلك فما بالك بقضية لاعب اتهم بالاسم في الإعلام بأنه تعاطى المخدرات؟ إن ما تعرض له شراحيلي الهلال هو تشهير من حق اللاعب أن يعرف قضية كل من ألمح أو أساء إليه..ألم يكن شراحيلي نفسه نجم الحراسة الأول في الهلال ويستحق الوقفة معه على الأقل ليعود لناديه ومجتمعه بشكل أفضل.. فالنصر قبل ذلك وقف مع لاعبه المصري حسام غالي وبعده مع اللاعب أحمد عباس. أنا شخصياً مع عقوبة المخطئ لكن التشهير به حتى لو بالتلميح خطأ بل محرم شرعا.. ولك الله يا شراحيلي لأنك (مسكين ما لك ظهر).