|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





خالد قاضي
البطولات وحدها لا تصنع الكبار
2013-02-16

الكبير .. كبير .. ولأن الأهلي من الكبار والاتحاد أيضاً من الكبار فقد كانت جماهير الفريقين العريقة والوفية هي نجم الديربي رغم أن الفريقين يتنافسان بعيداً عن لقب الدوري وخارج أسوار المربع الذهبي، إلا أن الأهلي هو الأهلي والاتحاد هو الاتحاد .. وقبل الديربي شاهد الجميع مباراة النصر السعودي أمام العربي الكويتي في بطولة الأندية العربية وكيف حضرت جماهير النصر بكثافة .. وعندما يلعب الهلال ويحضر في المنافسة فجماهير الزعيم لاتتردد لحظة في الحضور .. وعندما كنت أردد وأتمسك بعبارة الأربعة الكبار فإن المقصود بذلك ليس المنافسة على البطولة ولكن الأربعة الكبار هم كبار بجماهيرهم حتى وإن خذلهم اللاعبون من حيث الأداء الفني داخل الملعب .. في وقت نرى فيه فرقاً تنافس على بطولة الدوري ومع ذلك فإن جماهيرها تعد على أصابع اليد الواحدة وهذا لا يعيبها ولكنني ضد المكابرة في ذلك. ولسنا ببعيد عن ديربي الأهلي والاتحاد في الشرائع والذي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدف كان الاتحاد هو السباق نحو التسجيل برأس مهاجمه المجري الجديد .. لكن فيكتور السفاح الأهلاوي أخرج الأهلي من مفاجأة اتحادية غير متوقعة وأدرك التعادل مع بداية الشوط الثاني في مباراة تعاطفت فيها العارضة الاتحادية مع فريقها وأخرجت لسانها مرتين من أمام النجم البرازيلي الكبير برونو سيزار صفقة الموسم في الكرة السعودية والذي قدم نفسه في الديربي بشعار الأهلي كنجم كبير سيكون له شأن مع الفرقة الأهلاوية. لقد نامت (عروس) البحر الأحمر جدة حزينة ليلة أمس الأول .. فالاتحاد الذي تقدم بالهدف لم يكمل فرحة جماهيره .. حتى الأهلي الذي تعادل أهدر كل الفرص السانحة للتسجيل ومن باب الإنصاف أن نشيد بنجومية الحارس الاتحادي الصاعد فواز القرني .. فلا المدرج الأصفر احتفل وفرح ولا المدرج الأخضر رقص وابتهج وكانت فرحة لم تكتمل لكلا الفريقين .. ولولا جبن المدربين جاروليم وكانيدا من التقدم والمغامرة الهجومية لظهرت المباراة بصورة فنية أفضل، فالأول احتفظ بالحوسني شوطاً كاملاً .. والثاني تأخر كثيراً في الزج بصانع الألعاب الجديد الفريدي والمهاجم نايف هزازي العائد من مباراة السعودية والصين بمعنويات عالية وشهية مفتوحة .. لكن كانيدا وكأنه يصفي حسابات قديمة مع الهزازي جاءت هذه المرة على حساب القوة الهجومية الاتحادية .. أما عدم إشراك جاروليم للحوسني من بداية المباراة فهو تصرف غير مبرر حتى وإن غاب الحوسني عن التسجيل إلا أنه يفتح ثغرات ويسرق عيون المدافعين عن فيكتور والقادمين من الخلف. أتصور أن نجومية المباراة ذهبت في المقام الأول لجماهير الفريقين التي سجلت رقماً قياسياً في الحضور الجماهيري في الدوري السعودي بلغة الأرقام 28.188 ألف متفرج متجاوزة رقم مباراة الاتحاد والهلال .. أيضاً كان سيزار الأهلي نجم بالفعل في أول ظهور كامل له أمام الاتحاد رغم معاندة العارضة الاتحادية له في كرتين .. ولا يفوتني أن أشيد بنجومية المدافع الاتحادي المخضرم حمد المنتشري الذي لعب في غير مركزه وجهز هدف الاتحاد الأول .. ويبقى فيكتور الأهلي صاحب حضور متميز حتى وهو في أسوأ مستوياته فهدف التعادل شفع له إهداره لفرص سهلة لاتضيع من مهاجم مبتدئ .. لكنه فيكتور حبيب الجماهير الأهلاوية. والواضح أن الرابح الأكبر من ديربي الشرائع هو المدرب الاتحادي كانيدا الذي أنقذه الهجوم الأهلاوي من الرحيل وإلغاء العقد بالاكتفاء الأهلاوي بالتعادل الذي اعتبره أشبه بالخسارة في ظل الظروف الصعبة الفنية والنفسية التي يعيشها الفريق الاتحادي قياساً بالاستقرار الفني والإداري والمالي الذي يعيشه الأهلي والذي في ظل الدعم السخي الذي يقدمه رمز الأهلي الكبير الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز للإدارة الأهلاوية .. لكنها ضريبة الثقة المفرطة التي دخل بها لاعبو الأهلي ومدربهم جاروليم المباراة وكادوا أن يدفعوا الثمن لولا التعادل الذي اعتبره الكثير من الأهلاويين بأنه أفضل ألف مرة من الخسارة أمام الاتحاد .. وأعتقد أن الفريق الأهلاوي افتقد للتوازن المعروف عنه من بعد خسارته للنهائي الآسيوي في كوريا فقد نزف الفريق نقاطاً ليس لها مبرر من قبل مباراة الاتحاد كانت كفيلة بأن تضعه في مقدمة الدوري في المركز الثاني على أقل تقدير .. فلاعب في قدرات موهبة محسن العيسى لماذا لا يكون أساسياً من بداية المباراة؟ ولا أقصد مباريات الاتحاد ولكن جميع المباريات .. لكن مشكلة جاروليم لا يصحو إلا متأخراً في الربع ساعة الأخيرة من المباراة، فاللاعب يحتاج إلى وقت حتى يدخل أجواء المباراة .. أما كانيدا فإنني أتفق مع عدد كبير من النقاد بأنه كبل القدرات الهجومية الاتحادية ولولا استهتار لاعبي الأهلي ثم العارضة لكان كانيدا في بيته في إسبانيا هذا الأسبوع.