في ليلة إقالة مدرب الأهلي التشيكي جاروليم .. لم تكن المعلومة كاملة أمامي ولم تكن الصورة واضحة بالنسبة لي خاصة وأن الخبر الرسمي الذي وزعه المركز الإعلامي الأهلاوي كان مقتضباً ولم يتطرق للتفاصيل وخلفيات القرار الأهلاوي الذي تباينت حوله الآراء مابين مؤيد وآخر معارض .. في تلك الليلة وبعدها بأيام كنت حريصا على عدم الادلاء برأي واعتذرت عن المشاركة في أكثر من برنامج لأنني لا أستطيع أن أبدي رأياً على معلومة ربما تكون خاطئة أو مغلوطة. ولأنني أثق كثيراً في مصادري الخاصة القريبة من صناع القرار داخل البيت الأهلاوي فقد حصلت على حقيقة القرار الأهلاوي المتعلق بالمدرب جاروليم الذي لاينكر أحد نجاحاته في الموسم الماضي مع الفريق الملكي وبلوغه نهائي كأس القارة وقبلها المنافسة على بطولة الدوري والفوز بكأس الملك .. ولكن نجاح جاروليم أو أي مدرب في فريق آخر يتوقف على الدعم والمتابعة الإدارية .. فمثلاً هل كان بوسع المدرب التونسي فتحي الجبال أن يحقق ماحققه في الدوري مع الفتح لو كان على سبيل مدرباً للشعلة أو التعاون أو نجران؟ .. ولايذكر نجاح مدرب الفتح إلا ويذكر معه العفالق والراشد .. وفي الأهلي وفر الأمير خالد بن عبدالله الداعم الأهلاوي بل العاشق للأهلي كل مايملك من مال ووقت ومتابعة ومعه إدارة الأمير فهد بن خالد رئيس النادي .. ومشكلة أعضاء الشرف والإدارات أنهم دائماً على صفيح ساخن، فالمدرب ينال الصيت والشهرة عند الإنجازات وعند الإخفاقات تنهال الاتهامات على الداعمين والادارات وهو نفس ما تتعرض له الصحافة والإعلام. أعود لخلفيات قرار الأهلي مع جاورليم وأستطيع أن أؤكد لكم من خلال البحث والتقصي بأن جاروليم أقيل ولم يستقيل والأسباب مقنعة لدى الإدارة الأهلاوية ومن أبرزها أن المدرب أصبح لا يتجاوب مع أي مناقشة فنية وأصابه داء العظمة والغرور خاصة بعد النهائي الآسيوي ونسي جاروليم أن تدريبه للأهلي هو إضافة لتاريخه وليس إضافة لتاريخ الكرة الأهلاوية التي تعاقب على تدريبها مدربون كبار وأسماء لها شنة ورنة بداية من البرازيليين ديدي وتي سانتانا ولازاروني وسكولاري .. حتى نيبوشا المغمور حقق له الأهلي من الشهرة مالم يحلم بها. إن جاروليم هو الذي تحرش كثيراً بإدارة الأهلي حتى من قبل النهائي الآسيوي هو الذي دخل في مشاكل لا داعي لها مع الجهاز الطبي ومع عدد من مساعديه وطالب باستبدالهم في الموسم الماضي .. حتى حفل التكريم رفض أن يحضره وتسلم الشرط الجزائي بالكامل .. وسبق له وأن دخل في مفاوضات مع أندية قطرية من أبرزها الغرافة القطري وهذا مخالف لأنظمة العقود .. وفي أحد الاجتماعات التي كانت تناقشه فيها إدارة الأهلي لم يبدِ جاروليم أي روح جماعية لدرجة أن رئيس الأهلي غادر الاجتماع غاضباً بسبب أن جاروليم تهكم على بعض لاعبي الأهلي وقال مما قال على النجم الخلوق محسن العيسى بأنه لايصلح أن يكون لاعب كرة .. ومن يصدق أن جاروليم طلب من إدارة الأهلي التعاقد مع لاعب الهلال محمد الشلهوب في الوقت الذي كان يرفض منح الفرصة للوجوه الأهلاوية الشابة إلا من خلال ضغوط إدارية كانت معها الحق والدليل نجاح مصطفى بصاص وسلطان السوادي .. إن ما أثار إدارة الأهلي وأغضبها أن جاروليم كان في قمة الاستهتار وعدم المبالاة وعدم التركيز حتى في التغييرات لدرجة أن النجم تيسير الجاسم والذي عرفه عنه قلة الكلام انتقد جاروليم بعد خسارة الأهلي من التعاون في الفترة التي نزف فيها الأهلي نقاط لامعنى لها أمام فرق أقل بعد العودة من كوريا كانت هذه النقاط كفيلة بأن تضع الأهلي في موقف أفضل في سلم الدوري. أعرف جيداً أن إدارة الأهلي وصناع القرار في القلعة يملكون من الحكمة والخبرة الكثير .. والدليل أن قرار إقالة جاروليم قد اتخذ بالفعل من خلف الكواليس بعد خروج الأهلي من النصر من مسابقة كأس ولي العهد .. لكن فوز الأهلي على الشباب في مكة دورياً برأسية الحوسني أجل اتخاذ القرار وبعدها عاد جاروليم ليواصل استفزازه للإدارة من خلال الفوز الصعب على الفيصلي والتعادل أمام الاتحاد وهو تعادل لم يكن مقنعاً للإدارة والجماهير .. وجاءت مباراة الغرافة في الافتتاحية الآسيوية في مكة ويومها فاز الأهلي بدعاء الوالدين وكانت تغييراته غير مقنعة وقيد كل القوى الهجومية في الأهلي .. والدليل على أن قرار الأهلي كان في مكانه فإن لاعبي الفريق رحبوا بالقرار واحتلفوا بقدوم المدرب الصربي أليكس الذي سبق وأن قاد الأهلي منذ موسين للفوز على الاتحاد في نهائي كأس الملك. وعلى جماهير الأهلي وأنا لست مخولاً بالدفاع عن القرار أن تثق في خبرة وحنكة صناع القرار الأهلاوي فالمدرب أليكس ليس بالضرورة أن يكون صاحب شهرة عالمية وبدايته مع الأهلي أمام الاتفاق كانت مقنعة رغم الأخطاء الدفاعية في العمق بسبب لعب كامل الموسى وأسامة هوساوي على خط واحد والمبالغة في مصيدة التسلل. هذه حقيقة إلغاء عقد جاروليم .. حتى في الخبر الصحفي الأهلاوي كانت مثالية الأهلي حاضرة حتى في صياغة الخبر دون الإساءة للمدرب .. وفي النهاية فإن الأهلي كيان لن يتوقف عند محطة جاروليم .. وإن أحسن أليكس فليستمر وإن فشل فالمدربين يا كثرهم .. المهم ثقة الجماهير بالإدارة.