لايختلف اثنان على التنافس بين الاتحاد والأهلي منذ سنوات طويلة وهو على أشده في جميع الألعاب لدرجة أنني كنت في زاوية لي قبل سنوات لو أن اتحاديا وأهلاويا لعبا (البلوت) لحدث بينهما شجار وقلتها من باب المداعبة ولكن مايحدث في السنوات الأخيرة من الطرف الاتحادي من روح عدائية غير مبررة ضد كل ماهو أهلاوي وفي جميع الالعاب والمستويات أمر يثير الريبة وقد يصل بالأمور من العلاقات السيئة بين الناديين إلى ما لاتحمد عقباه .. في الأيام الخوالي وقبل أربعين أو خمسين عاماً لم يكن معظم أهل جدة أو بمعنى آخر جماهير الاتحاد أو الأهلي يحملون شهادات عليا أو على قدر كبير من التحصيل العلمي ولكنهم كانوا محترمين في علاقاتهم الأخوية وكان الانتماء للحارة وللصداقة .. كانوا أقل تعليماً ولكنهم أكثر ثقافة وتقديراً من الصغير للكبير بغض النظر عن الميول .. حتى في المقاهي الشعبية التي اشتهرت بها عروس البحر الأحمر كان يجتمع لاعبو الأهلي والاتحاد في روح أسرية في زمن من حقنا أن نطلق عليه (الزمن الجميل). واليوم ونحن في جيل التعليم والتحضر والانفتاح على كل مايدور في العالم وخاصة في المنافسات الرياضية .. ولسنا ببعيد عن مباراة ريال مدريد ومانشتر يوناتيد وكيف تعاملت جماهير مانشستر بكل روح رياضية عالية رغم خروجها من دوري أبطال أوروبا وفي المقابل كيف تعامل النجم الكبير كريستيانو رونالدو بعدم احتفاله بهدفه في مرمى الفريق الانجليزي العريق وقال إنه تقدير للجماهير وللمدرب اليكس فيرجسون .. كل هؤلاء وهم غير مسلمين .. ونحن من وصانا ديننا الحنيف وروسولنا الكريم بالأخلاق والتسامح والعفو .. إذاً أعود لبداية السطور ولماذا هذه الروح العدوانية من معظم فرق نادي الاتحاد ضد كل ماهو أهلاوي .. والسؤال الأصعب من يغذي هذه الروح وزرع الحقد والكره على الأهلي حتى في قلوب ناشئي وبراعم الاتحاد رغم أن الموضوع رياضة وكرة ومنافسة شريفة وليست مسألة كرامة .. وحتى أوضح أكثر أن الاتحادية زودوها ضد الأهلي فإن آخر ماكنا نتوقعه أن تحدث خناقة واعتداء لاعب اتحادي ضد لاعب أهلاوي في لعبة مثل كرة الماء كما حدث أمس الأول .. وقبلها من يصدق أن جماهير الاتحاد اعتدت على جماهير الأهلي بعد نهاية مباراة تنس الطاولة على بطولة الخليج التي أقيمت في صالة نادي الاتحاد قبل اشهر. ويعلم الله أنني لست متحاملا على الاتحاد ولكن الحقائق مثبتة بالصوت والصورة .. ماذا حدث من إبراهيم هزازي ومن أسامة المولد بعد فوز الأهلي في إياب دوري أبطال آسيا الموسم الماضي .. وبعدها امتد الشغب والروح العداوانية الاتحادية وانتقلت من الكبار إلى الصغار فاشتبك ناشئو الاتحاد مع الأهلي وبعدها في مسابقة كأس فيصل .. وللمعلومية التي يجب أن يعرفها الاتحاديون فإن الأهلي وخاصة في كرة القدم فقد سبق للاتحاد وأن حقق عددا كبيرا من البطولات في الدوري وكأس الملك وكأس ولي العهد من أمام الأهلي ولم يظهر بعدها الأهلاويون لاعبون أو إدارة أو جماهير أو إعلام أي روح عدائية حتى ولوكانت تصرفات من بعض اللاعبين الذين تخلص منهم الأهلي كانوا يقابلون الانتقاد والشجب من الاعلام الأهلاوي. والآن ونحن على صفيح العدوانية الاتحادية ضد الأهلي والتي زرعها متعصبون جهلة فإن المبادرة السريعة مطلوبة من إدارة الناديين وليس من إدارة الاتحاد فقط ونتطلع إلى زيارة أخوية من إدارة الاتحاد إلى إدارة الأهلي أو العكس أو اجتماع ثنائي أخوي بعيداً عن الرسميات والغرف المغلقة وأنا واثق من أن الوعي الأهلاوي بكل صناع القرار في هذا النادي سيرحبون بأي مبادرة لتصفية الأجواء فالأهلي والاتحاد هم اخوة وهم (ملح الكرة) بل وحلاوة الرياضة السعودية .. وأن تترك الأمور على هذا الوضع ويترك الحبل على الغارب فإن المسؤولية كبيرة على الادارة الاتحادية في توعية لاعبيها بأن لاعبي الأهلي هم اخوة لهم وليسوا اعداء والشاطر من يكسب في الميدان .. إن في الاتحاد والأهلي من العقلاء الذين يملكون من الخبرة ورجاحة العقل والمنطق مايكفي لانهاء ووقف هذا الموقف الاتحادي الجماعي ضد كل ماهو أهلاوي. حتى الادارات الاتحادية في السنوات الأخيرة وإن كنت استثني إدارات الاتحاد في فترة طلعت لامي وأحمد مسعود وهي الفترة التي حقق فيها الاتحاد أكثر بطولاته المحلية والخارجية .. بعدها بدأت الروح العدوانية الاتحادية بفعل فاعل خاصة وأن هناك من أشعل الفتنة بين الفريقين على طريق الكاميرا الخفية التي كان يقدمها الممثل المصري القدير ابراهيم نصر تحت شخصية (زكية زكريا) لن ينسى الأهلاويون الطريقة التي لعب بها الاتحاد أمام الأهلي في دوري العام الماضي ولا أقصد فوز الاتحاد بالنتيجة ولكن أقصد الخشونة والعنف الاتحادي والتي تسببت في إصابة المهاجم الأهلاوي عماد الحوسني من قبل المدافع الاتحادي أسامة المولد في وقت كان فيه الاهلي ينافس على بطولة الدوري مع الشباب .. وفي العام الماضي قدم رئيس الاتحاد محمد بن داخل المهاجم البرازيلي ويندل هدية للشباب ودعماً له في وقت كان الاتحاد بحاجة لخدمات هذا المهاجم. ـ الفقراء هم أكثر سعادة من الأغنياء .. أكبر كذبة في التاريخ صدقها الفقراء.