عندما قام الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب بزيارة لمقر نادي الاتحاد قبل أسبوعين كان المسؤول الأول عن الرياضة السعودية يدرك جيدا أهمية عميد الكرة السعودية على خارطة الرياضة في الوطن .. وكانت هذه الزيارة المباركة فأل خيرعلى الاتحاد ومنحت إدارة محمد الفايز ونائبه عادل جمجوم المزيد من الثقة خاصة وأن هذه الإدارة تعرضت لانتقادات شرفية وضغوط جماهيرية بعد تعرضها لأزمات مالية وديون كبيرة وتعرضت أيضا لمحاولات إسقاط من أقرب المقربين لها بعد حملة الإحلال والتجديد والتي طالت عددا من نجوم الفريق السابقين .. وبعدها ها هو الاتحاد يعود إلى الأمجاد من أوسع الأبواب ومن بطولة كأس الملك الغالية ومن أمام بوابة الشباب الصعبة وفي الرياض وبرباعية تاريخية من أقدام مختار فلاته وفهد المولد ونايف هزازي والضربة القاضية من المجري ساندرو .. إنه الاتحاد يا سادة الذي يولد كل فترة من جديد من رحم المعاناة الصعبة .. كيف لا و هو الاتحاد العريق الذي تحدى كل الأزمات منذ ولادته في عروس البحر الأحمر في العام الهجري 1347 متجاوزا الثمانين عاما بكل شموخ الشباب ونشاطهم وبحكمة وخبرة كل الشيوخ الذين عاصروه وشربوا معه الحلوة والمرة. وعلى طريقة الانتفاضات العربية القديمة والمعاصرة أستطيع أن أسمي ما حدث في الاتحاد العميد بانتفاضة 29 مايو، وهو نفس اليوم الذي حقق فيه الاتحاد واحدة من أجمل بطولاته في نهائي تاريخي رد فيه اعتباره من خسارته أمام الشباب في عام 2009 م وبنفس النتيجة القاسية ولكن هذه المرة جاءت أكثر مرارة وقسوة .. مختار الذي سجل الهدف الأول الاتحادي أيضا رد اعتباره بعد تنسيقه من الشباب .. وفهد المولد (ما شاء الله وتبارك) كان عند الموعد وسجل هدفا عالميا .. وعاد نايف هزازي ليكتشف نفسه من جديد ويعيد صداقته مع الشباك من جديد .. أما ساندرو فقد وجه رصاصة الرحمة للشباب في الوقت بدل الضائع .. وحول هدفي ناصر الشمراني إلى سراب وهذا لا يقلل من نجومية ناصر في النهائي ولا أدري لماذا عاقبت إدارة الشباب مهاجمها الخطير بالعقوبة المالية 200 ألف ريال في وقت كان من المفترض على رئيس الشباب خالد البلطان أن يحمل المسؤولية على المدرب المغرور برودوم الذي أحبط ناصر وتيجالي بوضعهما على دكة الاحتياط في الشوط الأول بدلاً من معاقبة ناصر الشمراني الذي طالما أفرح الشبابيين .. إن سياسة خالد البلطان الإدارية واستفزازه للفرق الأخرى هي السبب الرئيسي الذي جعل الشباب مكروهاً من كل الجماهير على عكس ما كان الشباب في فترة الرؤساء السابقين بداية من الأمير خالد بن سعد صانع أمجاد وبطولات الشباب ومن بعده محمد جمعة ومحمد النويصر وطلال آل الشيخ والمالك .. ولم يكتف البلطان من سياسته المناوئة مع كل الأندية السعودية ولم يسلم منه أحد حتى أكملها باختيار قريبه طارق النوفل ليكون مديرا للمركز الإعلامي الشبابي والذي زاد الطين بلة لدرجة أن المدرب برودوم رفض أن يكون النوفل على دكة البدلاء بسبب تدخلاته في الحديث مع اللاعبين وحشر أنفه في ما لا يخصه من الأمور الفنية .. ولعل ما حدث للشباب هذا الموسم وخروجه من الموسم الكروي بدون أي بطولة هو نتيجة سياسة الرجلين والتي تحتاج إلى تدخل سريع من أصحاب الحل والربط وصناع القرار في نادي الشباب لإعادة الليث إلى وضعه الطبيعي ومكانته السابقة عندما كانت كل الجماهير السعودية تشجعه بكافة ميولها أيام طيب الذكر خالد بن سعد الذي لم يتعلم البلطان منه فن الإدارة. عودة للاتحاد العريق الذي أبى إلا وأن تعانق كأس الملك ضفاف الأمواج عروس البحر للسنة الثالثة على التوالي بعد أن كانت في ضيافة جاره الأهلي موسمين .. وإذا كان رئيس نادي الاتحاد المهندس محمد فايز قد أعطاه الله على قدر نيته الطيبة على طريقة المثل الشعبي الذي يقول (النية مطية) .. فإنه من الواجب أن يشيد الاتحاديون بالوقفة المشرفة لعضو الشرف الفعال أسعد عبد الكريم الاتحادي المخضرم مع إدارة الفايز، موكدا أن اتحاديته لا تقبل المساومة ولا تخضع للمزاجية .. أيضا كان هناك طلب خاص من الفريدي للعضو الداعم عبد المحسن آل الشيخ بالعودة لدعم النادي من جديد وأهدى له الكأس الملكية الغالية .. أيضا كان لاعبو الاتحاد أوفياء مع جماهيرهم ومع أصدقاء الأمس محمد نور وزايد والمنتشري وتكر وأهدوا لهم البطولة التي أستطيع أن أطلق عليها بطولة انتفاضة 29 مايو .. ألف مبروك للاتحاد وعشاقه الذين ضربوا أروع الأمثلة في عشق العميد .. وما أشبه الليلة بالبارحة فالاتحاد حقق كأس الملك هذا الموسم وهو سابع الدوري .. والأهلي حقق هذه الكأس قبل موسمين وهو تاسع الدوري .. وشكرا لنواف بن فيصل على دعمه لكل الأندية السعودية من خلال زيارته الأخيرة للوحدة والاتحاد وأندية حائل وأندية الأحساء .. ومن حق جماهير الاتحاد أن تتفاءل بنواف بن فيصل .. ونهاية موسم سعيد لكل الأبطال: الفتح بطل الدوري، والهلال بطل كأس ولي العهد، والاتحاد بطل كأس الملك، ولعل أجمل ما في بطولة الاتحاد الأخيرة أنها جاءت على حساب تجاوزه أول الدوري وثاني الدوري وثالث الدوري في النهائي .. وهي البطولة التي أعادت الروح للاتحاد من جديد من خلال بطولة سوبر أمام الفتح، وبطولة آسيوية مقبلة جاءت على حساب النصر .. و 4 ملايين ريال جائزة كأس الملك أتمنى من إدارة الفايز أن تحول إلى مكافآت للاعبين نظير جهودهم، وللمدرب الأسباني بينات الذي أتمنى أن يجدد عقده .. وكذلك سيكون نادي الاتحاد على موعد مع رعاية تجارية كبيرة كما عرفت من مصادري أنها ربما تكون الخطوط القطرية.