الواضح أن السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد ضحك علينا ولا يزال يستخف بعقولنا وهو يردد أسطوانة مشروخة وهي عدم تدخل الحكومات في عمل الاتحادات الرياضية وفي شؤون كرة القدم .. بينما هو بلاتر نفسه يحرص على مقابلة الملوك ورؤساء الدول وأمراء الدول ويطلب منهم الدعم والمساندة المالية وتشجيع كرة القدم في دولها منها ما هو دعم معلن ومنها ما هو تحت الطاولة خاصة وأن بلاتر نفسه طالته اتهامات ساخنة ببيع حقوق ومنح دول في استضافة بطولات كروية عالمية وهو الرجل الذي يقضي ولايته الأخيرة على عرش (فيفا) الذي هزت أركانه قضايا رشوة وشراء أصوات .. هذا ما يعلن وما خفي كان أعظم .. إن جوزيف بلاتر الذي دس السم في العسل لصديقه القطري محمد بن همام وكاد له المكايد لمجرد أن ابن همام قدم نفسه كمرشح منافس على رئاسة (فيفا) .. كيف يناقض بلاتر نفسه في وضح النهار؟ .. وكم من الاتحادات الأفريقية والعربية هددها وعاقبها بالوقف والمنع من المشاركات تحت بند تهمة التدخل الحكومي في كرة القدم .. أليس هذا استخفافا وضحكاً على الدقون من بلاتر الذي يتوهم أنه الأذكى في العالم رغم أن ألاعيبه الثعبانية قد انكشفت للعالم؟ .. كيف لا تتدخل الحكومات في تشجييع ودعم الكرة وتصحح مسارها إذا حدثت أخطاء من اتحاد اللعبة؟ .. والواضح أن بلاتر (يستهبل) عندما يطالب بعدم التدخل الحكومي في شؤون الكرة في دول العالم .. ومن حقي أن أسأل بلاتر وأتمنى أن ألتقيه في أي مؤتمر صحفي حتى أسأله .. من يبني الملاعب الرياضية التي تكلف المليارات من الدولارات أليست بقرار حكومي ومن ميزانية الحكومات .. ومن الذي يوفر السلامة والأمن في الملاعب أليست هي الحكومات؟.. قد يرد علي أحد ويقول إن مثل هذه الأمور تحدث بشكل واضح في العالم العربي وأقرب مثال على ذلك ما حدث من مجزرة راح ضحيتها المئات من قتلى وجرحى في بورسعيد المصرية في مباراة الأهلي و المصري في العام الماضي بسبب غياب الأمن في الملعب مما نشر الفوضى .. إذاً لنذهب إلى أوروبا وأمريكا الجنوبية وتركيا التي أعلن بلاتر قبل أيام أنها جاهزة لاستضافة كأس العالم للشباب بعد أن حصل على تطمينات من الحكومة التركية .. إذاً ما هي علاقة الحكومة التركية باستضافة كأس العالم وهل يستطيع بلاتر أن ينظم بطولة كأس العالم (المونديال) بدون موافقة من حكومة البلد المضيفة؟.. ورداً على ضحكة بلاتر علينا شاهدنا رئيس وزراء كوريا وهو يشرف على تنظيم بلاده خلال استضافتها لمونديال 2002 م وكيف زادت شعبية الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك عندما ارتدى قميص الديوك الأزرق وحضر النهائي في كأس العالم بين منتخب بلاده والبرازيل واستقبل وكرم منتخب بلاده في الإليزية .. وبعد ذلك شاهدنا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وهو يحتفل على الهواء بفوز بلاده باستضافة مونديال 2022 .. ألم يعترف بلاتر يومها بأن الدعم القطري الحكومي السخي هو الذي شجع (فيفا) لمنح قطر شرف تنظيم كأس العالم .. وبعد مشكلته والاتهامات المتبادلة مع القطري ابن همام خرج علينا بلاتر بفكرة سحب كأس العالم من قطر بحجة حرارة الطقس .. إن تصرفات بلاتر المضحكة أصبحت مثار السخرية وهو يناقض نفسه بين فترة وأخرى .. وها هي البرازيل بكل إرثها الكروي تستعد لاستضافة كأس العالم 2014 بعد أن حصل بلاتر على موافقة الحكومة البرازيلية والإيفاء بمواعيد تجهيز الملاعب وإعادة بناء الملعب الشهير (ماراكانا) الذي كان يتسع لـ 120 ألف متفرج وخفضت مدرجاته إلى 75 ألف متفرج لأسباب ودواعي أمنية. إن من واجب بلاتر أن يشكر الحكومات ويطالبها بالدعم لكرة القدم وحتى لو حصلت الخصخصة والاحترافية في أندية كرة القدم فإنه لا بد أن يكون للحكومات دعم وتدخل وإلا عمت الفوضى كرة القدم في العالم .. لا تصدقوا بلاتر فإنه يضحك عليكم وهو أكثر من يقابل الملوك والرؤساء وأمراء الدول ويحصل منهم على الهدايا والدعم .. أعتقد أن نصف جبهة بلاتر قد تم نسفها بنجاح .. ويبقى نصف جبهته لموقف أعضاء (فيفا) الذي لا يزال بلاتر يطمع في الاستمرار في منصبه حتى لو احتاج الأمر لكرسي متحرك يتنقل به. ـ المواقف الصعبة .. تظهر معدن الرجال الأوفياء .. ورحيل النجم الكروي الخلوق محمد الخليوي كشف عن معدن أصدقاء الفقيد وفي مقدمتهم الرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبدالله بن عبد العزيز والأمير فهد بن خالد رئيس النادي الأهلي.. وإدارة نادي الاتحاد وأعضاء شرفه ولن أنسى النجم الاتحادي المعتزل حمزة إدريس والنجم محمد نور والنجم خالد مسعد والنجم محمد شلية وحسن خليفة .. وليسامحني من نسيت اسمه على وقفتهم الإنسانية وحرصهم على حملة الوقوف مع أسرة وأبناء محمد الخليوي من خلال تسديد ديونه وشراء منزل لأسرته .. والمباراة الودية المنتظرة بين الاتحاد والأهلي التي سوف يخصص دخلها لأسرة (الأستاذ) .. وسيبقى أبناء بلاد الحرمين هم رمز العطاء والوفاء لكل الأوفياء.