أذكر أنني في عام 2007 على وجه التحديد طالبت اتحاد الكرة بنقل نهائيات الكرة السعودية والمباريات التنافسية وخاصة التي كانت تجمع بين ديربي جدة بين الأهلي والاتحاد من ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة إلى ملعب الشرائع بمكة المكرمة من أجل إنهاء معاناة الحضور الجماهيري لهذه المباريات في ظل عدم استيعاب مدرجات ملعب جدة للزحف الجماهيري الهائل يوم أن كانت سعة المدرجات في هذا الملعب لا تتجاوز الـ15 ألف متفرج ..لكن أن يدفع الأهلي والاتحاد ثمن اللعب في الشرائع جميع المباريات وحتى المباريات الغير تنافسية والتي لا يزيد فيها الحضور عن بضعة آلاف من مشقة السفر وعدم الاستفادة الكاملة من اللعب على أرضهما في جدة وعدم الاستفادة من مباريات الذهاب والإياب. وفي غمرة فرحة الجماهير الكروية في جدة بتوسعة مدرجات ملعب جدة والتي بدأ فيها العمل وكان مقررا أن تنتهي مع نهاية شهر رمضان المبارك أو في أسوأ تقدير مع نهاية شوال .. لكن مع زيادة مطالب رعاية الشباب في زيادة حجم العمل ظهر على السطح إحباط جديد واستمرار للمعاناة مع ظهور المشكلة الأخيرة من الشركة المنفذة للمشروع بسقوط مظلة المدرجات أثناء تركيبها والحمد لله أن هذا السقوط جاء على مقاعد ومدرجات خالية من الجماهير وإلا لحدثت كارثة لا تحمد عقباها .. ومع هذه المستجدات في مشروع مضاعفة سعة ملعب جدة يبدو أن الموضوع (مطول) في ظل انتظار اعتماد وزارة المالية للمبالغ الإضافية تستمر معاناة الأهلي والاتحاد لموسم جديد ودوري جديد في اللعب خارج أسوار جدة .. ومن هنا فإن على اتحاد الكرة التعامل بمنطق وعدل مع مطالب أهلاوية واتحادية ستأخذ طريقها نحو المطالبة الرسمية بموافقة اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين ممثلة في رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد ونائبه محمد النويصر في الموافقة للأهلي والاتحاد لخوض مباريات الدوري المقبل (دوري عبد اللطيف جميل) على ملعبي الفريقين في جدة خاصة وأن ملعب الأهلي أصبح جاهزا لاستضافة أقوى المباريات وكذلك ملعب الاتحاد الذي يحمل اسم الأمير فيصل بن فهد ولعل استضافة ملعب الأهلي الذي يحمل اسم الأمير محمد العبدالله الفيصل مباراة الأهلي أمام الفيصلي الأردني في الأسبوع الماضي وخرجت المباراة بشكل تنظيمي ممتاز مع نقل تلفزيوني مباشر للقناة الرياضية السعودية تؤكد بأن إمكانية خوض الأهلي والاتحاد لمعظم مباريات الدوري المقبل على ملعبهما وهذا من أبسط حقوق الأهلي والاتحاد إذا عرفنا بأن هذين الملعبين سبق وأن استضافا مباريات دوري في مواسم سابقة، بل إن الأهلي استضاف على ملعبه في مقر النادي أول نهائي على بطولة أبطال آسيا أمام دايو الكوري كأول فريق سعودي يلعب نهائي بطولة آسيوية وهذه معلومة لمن يجهل تاريخ (الملكي) .. ولا بأس أن يلعب الاتحاد والأهلي المباريات التنافسية على ملعب الشرائع بمكة المكرمة أمام الهلال والنصر على سبيل المثال على اعتبار أنها فرق جماهيرية مع إمكانية إقامة مباراتي الأهلي والاتحاد أمام الشباب على ملعبي الفريقين .. وهذا إجراء مؤقت حتى ينتهي العمل من توسعة مدرجات ملعب عبد الله الفيصل .. وإن كنت أتوقع أن ينتهي العمل في ملعب الملك عبد الله الجديد بجدة قبل توسعة مدرجات الملعب القديم وكل من يشاهد طريقة وسرعة وإبداع العمل بين هنا وهناك يدرك هذه الحقيقة. هذا إذا كان اتحاد الكرة يشجع الحضور الجماهيري للمباريات إذا عرفنا أن بعض الفرق السعودية كانت ولا تزال تلعب مباريات الدوري على ملعب النادي مثل نجران الذي يلعب مبارياته على ملعب نادي الأخدود حاليا والحزم أيام كان يلعب في دوري الأضواء .. وحتى لا أجير هذه الفكرة لي شخصيا فقد علمت من داخل مصادري في أروقة الاتحاد والأهلي أن هناك طلباً رسميا موحدا من إدارتي الناديين الكبيرين واتفاقية مشتركة بتقديم هذا الطلب لاتحاد الكرة .. وتبقى الكرة في مرمى اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين بين الموافقة المنتظرة أو الرفض الغير مبرر .. جدة هذه العروس التي أطلقوا عليها (جدة أم الرخا والشدة) هذه المدينة الصاخبة بكل ما فيها يستطيع أهلها أن يعيشوا بدون ماء أو كهرباء لكن من الصعب أن يعيش أهل جدة بدون كرة قدم، كيف لا وهي منبع الكرة والفن .. إذاً اتحاد الكرة أمام مطالب الأهلي والاتحاد المشروعة بين خياري الرفض الغير مبرر أو الموافقة التي سوف تسعد جماهير الأهلي والاتحاد وترحمهما من مشقة التنقل .. وإنا لمنتظرون.