|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





خالد قاضي
الحقونا .. يا حكومة
2013-09-07

يبدو أن الأزمة المالية الخانقة التي تعرض لها نادي الاتحاد وعدم قدرته على سداد ما عليه من التزامات بالملايين لصالح لاعبين ووكلاء لاعبين حرمت الفريق الاتحادي الكروي من خوض مباراة السوبر أمام الفتح وأول جولتين من الدوري من خدمات لاعبيه الأجانب في قضيه لا تزال قائمة حتى الساعة في لجنة الاحتراف في اتحاد الكرة السعودي .. والمتابع لأوضاع الفريق الاتحادي يدرك جيدا أن العميد دخل في هذه الأزمة بعد أن تورطت إدارة محمد فايز ونائبه عادل جمجوم بعدم وجود راع رسمي بديل للنادي بعد انسحاب شركة الاتصالات السعودية من رعاية الأربعة أندية التي كانت ترعاها وهي الأهلي والنصر والشباب إلى جانب الاتحاد.. وقبل ذلك كانت الأزمة المالية في الاتحاد قد ظهرت بعد توقف العضو الاتحادي الداعم عبد المحسن آل الشيخ عن الضخ المالي لخزينة الاتحاد وكانت وراء النقلة الكبيرة البطولية في تاريخ النادي العريق رغم أن فوز الفريق بكأس الملك في الموسم المنصرم لم يشفع لإدارة (فايز وجمجوم) .. يبدو أن ما يحدث في الاتحاد حاليا هو جرس إنذار لبقية الفرق السعودية التي لا تزال تعتمد في الدعم والتكفل بالأجهزة التدريبية والأجانب وبالميزانية الكاملة من شخصيات شرفية محبة وعاشقة للأندية .. وبصراحة كلهم في طريق الاتحاد لو انسحب هؤلاء الداعمين الكبار .. وحتى نسمي الأشياء بأسمائها ها هي الأندية السعودية الجماهيرية تبحث عن راع رسمي دون جدوى رغم التخفيضات وتوزيع الرعاية على مجموعة من الرعاة بدلا من شركة واحدة .. وقبل ذلك علينا أن نتخيل لو أن شخصية بحجم الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس أعضاء شرف النادي الأهلي قرر الابتعاد وهو الرجل الذي دعم كل الإدارات حتى عندما كان مبتعدا عن المسميات والمناصب .. كيف سيواجه الأهلي هذه المصاريف المالية الكبيرة التي (تعور القلب) .. وكذلك كيف سيكون حال فريق الشباب فيما لو توقف دعم الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز .. وما يقال ينسحب على الهلال في حال انتهاء عقد موبايلي والدعم السخي الذي يوفره رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد .. وشرحه النصر المتوقف الآن على دعم كامل من رئيسه الأمير فيصل بن تركي بن ناصر .. إذا كانت هذه الأندية تملك شخصيات اعتبارية عاشقة وداعمة فإن بقية الأندية مثل الفتح حقق الدوري في الموسم الماضي بدعم شخصي من عائلة الراشد والعفالق فإن الاستمرارية صعبة .. فالاتفاق مثلا ها هو يواصل بيع نجومه الواحد تلو الآخر .. وديون الرائد سددها الرائدي العاشق فهد المطوع .. ونجران يلقى الدعم الشخصي من أمير المنطقة الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز .. حتى الوحدة لم يشفع لها دعم رجل الأعمال صالح كامل في البقاء في دائرة الأضواء والكبار. ومهما كثرت الأمثال فإن الخلاصة والسؤال الذي يفرض نفسه إلى متى تبقى استمرارية الأندية على دعم الأشخاص الذين نقدر لهم هذا الدعم والوفاء .. ولكن ماذا لو انسحبوا على طريقة (عبد المحسن آل الشيخ) مع الاتحاد لسبب أو لآخر .. والحلول ليست معجزة ولا تحتاج إلى خبراء .. أما الخصخصة بتحويل الأندية إلى شركات مساهمة .. وأما تسليم الأندية لشركات على طريقة الأندية الكورية والصينية واليابانية .. والحل الثالث أرى أنه الأنسب في نظري وهو التدخل الحكومي المباشر والمعلن لدعم الأندية من خلال إجبار الشركات في القطاع الخاص والبنوك وخاصة التي تتملك فيها الحكومة نسباً منها على غرار شركة الاتصالات السعودية أو سابك أو بعض البنوك .. وبالمناسبة البنوك في السعودية (زي المنشار) طالع آكل .. نازل آكل .. وليس عليها ضرائب وتضخمت من جيوب الشعب دون أن تقدم أي خدمة اجتماعية .. ناهيك عن شركات السيارات التي أكلت الأخضر واليابس دون أن تقدم أي رعاية للأندية السعودية .. وإن كنت أستثني شركة عبد اللطيف جميل على دعمها الشجاع للدوري السعودي .. وإن كنت أتمنى أن تبادر الخطوط الجوية السعودية وهي المؤسسة الوطنية العملاقة برعاية المنتخبات الكروية السعودية بمبلغ لا يهز شعرة من دخلها الكبير وهي التي لم تقدم حتى طائرة خاصة مجانية لمنتخب أو فريق سعودي .. أكرر المطلوب تدخل سريع من الدولة لإنقاذ الكرة السعودية وفرقها من الإفلاس .. إلا إذا كان البعض لا يزال يعتقد أن كرة القدم تسلية ومضيعة وقت، فهذه قضية تحتاج إلى (جلسة ثانية).