عندما أتيحت لي الفرصة في الدخول لأرضية ملعب الملك عبد الله بمدينة جدة في الأسبوع الماضي من خلال الاستعانة بصديق كأول إعلامي يلتقط صورا من داخل ورشة العمل على أرض الملعب .. وقفت في وسط المستطيل الترابي الذي يستعد لارتداء ثوبه الأخضر الزراعي الجاهز خارج أسوار الملعب وتخيلت وأنا ألف برأسي على أرجاء المدرجات الجميلة والانسيابية والتي تتسع لـ 63 ألف متفرج هتافات هذه الجماهير وهي تخترق مسامعي في حفل افتتاح دورة الخليج 22 المقبلة والتي أتمنى بل أتوقع أن يكون هذا الملعب التحفة والمكرمة الملكية من خادم الحرمين الشريفين لشباب وعشاق الكرة في مدينة جدة (منبع الكرة والفن والتاريخ) .. خاصة وأن اجتماع رؤساء اتحادات الكرة الخليجية سوف يحسم بشكل قاطع مكان إقامة خليجي 22 بين بصرة العراق أو جدة السعودية .. والحق يقال وليس مجاملة للسعودية أو تحاملا على العراق إن إقامة خليجي 22 في البصرة مخاطرة غير مأمونة بسبب غياب الأمن والأحداث السياسية والتي كانت سبباً في نقل خليجي 21 إلى البحرين بعد أن أقيمت خليجي 20 في اليمن .. وأن العقل والمنطق يقول إن عروس البحر الأحمر جدة هي المكان الأنسب لإقامة هذا التجمع الكروي الخليجي العريق الذي بدأ تاريخه منذ عام 1970 م من أرض البحرين بفكرة سعودية باركها الملك فيصل (رحمه الله) وقدمها الأمير خالد الفيصل .. ورغم كل من حاول أن يطالب بإلغاء دورة الخليج تحت أي أعذار أو أسباب فإن كل هذه المحاولات فشلت أمام هذا التقليد التراثي الخليجي الكروي .. حتى أمام الأحداث السياسية والحروب والتي تعرضت لها المنطقة استمرت دورة الخليج صامدة شامخة أمام كل الخلافات .. الغريب أن الكويت من خلال تصريح للشيخ أحمد الفهد هددت بالانسحاب من دورة الخليج في حالة سحبها من البصرة إلى جدة .. سبحان الله هل هو مجرد خالف تعرف؟ حتى الاتحاد الدولي لكرة القدم يمنع إقامة أي مباريات في العراق والجميع يعرف أن المنتخب العراقي يلعب خارج بلاده .. فكيف نغامر بإقامة خليجي 22 في البصرة؟ .. إن مدينة جدة بكل شبابها العاشق للكرة والمبدع يتشوق لإقامة هذه الدورة على ملعب الملك عبد الله الجديد والذي صدرت الأوامر الملكية باختصار موعد تسليم الملعب والذي يجري فيه العمل حاليا على مدار الساعة ويتوقع أن يكون جاهزا مع نهاية السنة الميلادية الجارية 2013 م .. وبإذن الله سيكون حفل افتتاح خليجي 22 هو أجمل حدث لافتتاح هذه المكرمة الملكية الرياضية.
إن دورة الخليج لكرة القدم وهي تدخل عامها الـ 43 تبقى بالفعل تراثاً كرويا خليجياً انطلقت منه المنتخبات الخليجية إلى كأس العالم وكأس آسيا والأولمبياد ومعها ظهر اهتمام زعماء دول المنطقة بإقامة منشآت رياضية صنعت قفزة هائلة للكرة الخليجية من الملاعب الترابية ومباريات العصر إلى الأضواء الكاشفة .. وها هي قطر تستعد لاستضافة كأس العالم عام 2022 .. وقبلها استضافت السعودية كأس العالم للشباب إلى جانب تحقيق السعودية لكأس العالم للناشئين في أسكتلندا .. جديرة دورة الخليج بالاحترام والتقدير بدلا من التقليل والتحقير لها .. أتخيل وأتوقع أن تحتفل مدينة جدة قريبا بالخبر السعيد يوم 8 أكتوبر المقبل بنقل خليجي 22 لها .. مع كامل الحب والتقدير للبصرة .. ورغم أن المنتخب السعودي لم يحقق من الـ 21 بطولة إلا 3 بطولات فقط .. إلا أن الجماهير السعودية تبقى هي ملح دورات الخليج بشهادة خبراء الكرة الخليجية من أمثال الشيخ عيسى بن راشد من البحرين .. وأتذكر أن المنتخب السعودي اعتذر عن عدم المشاركة في إحدى البطولات وفشلت جماهيريا بشكل كبير .. إن إقامة بطولة خليجي 22 في جدة يضمن لها النجاح الجماهيري والتنظيمي فالملعب تحفة معمارية .. وجماهير العروس وكل جماهير السعودية جاهزة لإنجاح البطولة .. والمهم أن يتخذ ويعلن رؤساء الاتحادات الكروية الخليجية في اجتماعهم يوم 8 أكتوبر المقبل القرار الصحيح .. ويعلم الله كم نحب العراق ونتمنى لها الأمن والخير .. لكن الحق يقال .. جدة ترحب بكم .. ومدرجات الملك عبد الله تستعد لاحتضانكم وبعد نهاية المباريات سيكون كورنيش مدينة جدة سعيدا باحتفالاتكم ولن تجدوا أكثر من شباب جدة حباً لكم وللتعارف كيف لا ومدينتهم الحالمة (كريزي سيتي) التي لا تنام سوف تستضيف أول دورة خليج بعد أن تقرر بأنه ليس شرطاً أن تقام دورات الخليج في العواصم .. وفعلاً (جدة خليجي غير).