"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!، كتابنا اليوم هو "اعترافات روائي ناشئ" لأمبرتو إيكو، عن المركز الثقافي العربي، ترجمة سعيد بنكراد، والمقتطفات من الطبعة الأولى:
- القيود الرائعة:
الفنّان، في كل الميادين، لا يمكن أن يُبدع دون أن يُحيط نفسه بقيود، هي الضّمانة على انسجام ما يُنتِج!.
- لذّة الكلمات:
.. وكما كتب ذلك جوزيف أديسون في لذّة التخيّل: عندما تُختار الكلمات بعناية فائقة، فإنها تتضمّن قوّة كبيرة، بحيث إن وصفاً ما، يعطينا غالباً أفكاراً حيّةً، تقوم مقام رؤية الأشياء ذاتها!.
- الكتابة هي أن تبدأ:
.. فلم يكن عليّ سوى البداية، لتقف الرواية على قدميها!.
- إكراهات للرِّضا:
الإكراهات أساسيّة في كل عمل فنّي!.
- التأويل التّافِه:
من حقّ الكتّاب المبدعين ـ باعتبارهم قُرَّاء عقلانيين لأعمالهم ـ الوقوف في وجه التأويل التّافِه!، ولكن عليهم في المُجْمَل احترام قُرّائهم، ذلك أنهم ألقوا نصوصهم للتّداول، تماماً كما نُلقي بقِنِّينة في البحر!.
- الإلهام كلمة سيئة:
لقد تعلّمت أشياء كثيرة وأنا أكتب روايتي الأولى: منها أن "الإلهام" كلمة سيّئة!، وعادةً ما يستعملها الكُتّاب اعتباطاً، لكي يَلْبَسُوا لبُوس الفنانين المحترمين!.
- فتوحات عربيّة:
الموضوع هو: كل شيء يتمتّع بمجموعة من الخصائص، ولكن وجوده ليس ضروريّاً!، سبعة قرون قبل ماينونغ أعلن الفيلسوف ابن سينا أن الوجود ليس سوى خاصيّة عَرَضِيَّة لجوهر أو مادّة!، وبهذا المعنى يمكن أن تكون هناك موضوعات مُجَرَّدَة، كما هو الشأن مع العدد 17، والزاوية القائمة التي لا وجود لها في الواقع، ولكنها دائمة الوجود!.
- الكتابة استدعاء للآخَر:
لا أنتمي إلى زمرة الكُتّاب الرديئين الذين يزعمون أنهم لا يكتبون إلا لأنفسهم!، فما يكتبه كاتب لنفسه هو فقط لائحة المشتريات!.
- النَّص:
.. ما نُسمّيهم كُتّاباً مُبدعين..، لا يُمكنهم أبداً أن يُقدّموا تأويلات لأعمالهم، إن النَّص آلَة كَسُول، يطلب من قُرّائه القيام بجزء من مهمّة التأويل، بعبارة أخرى، إنه جهاز، الغاية منه: إثارة تأويلات!.
- الشعراء:
هناك نوعان من الشعراء: الجيّدون الذين يُحرقون قصائدهم في سن الثامنة عشرة، والسّيّئون الذين يُواصلون كتابة الشعر إلى آخِر يوم في حياتهم!.
- الإبداع والتنظير:
الإبداع هو الأصل، أمّا النّظريّة فتأمُّل لاحق!،...، ولا تقوم النظريّة إلا بما يُعمِّم ويُجرِّد ويُسقِط الممكن من حالات التأمّل!،...، النّظريّة لا تُساوي بين كل التجارب، ولكنها تُمسِك بالمُشتَرَك بينها!.
- خارج السّياق:
.. فعادةً ما يقول المؤلِّفون أشياء دون أن يَعُوا ذلك، وردود أفعال قُرّائهم وحدها تكشف لهم ما قالوه!.
- الفنان والشكل:
كان يعرف العالَم الذي يعيش فيه، كان يعرف قوانينه وأسبابه ونتائجه، وهذا ما يُفسِّر قدرته على إعطائه: شكلاً!.
- تكاثرت الظِّباء على خراشٍ:
إن الشاعر يقرر الصمت أحياناً، عندما يُواجِه عدداً هائلاً من الموضوعات أو الأحداث التي كان عليه أن يُشير إليها!.