|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





خالد قاضي
كلنا عيال قرية
2008-08-30
لا أدري ما هي العلاقة بين المشاركات العربية في الأولمبياد والتي سجلت إخفاقاً ما هو إلا امتداد لإخفاقات عربية أولمبية سابقة مع الكوميديا السعودية الرمضانية (طاش ما طاش) والتي ستظهر باسمها الجديد في رمضان الذي سيدخل علينا بعد ساعات قليلة.. فالرياضة العربية بجميع أنواعها الهوائية والمائية والكروية بكل ألوانها وأحجامها طاشت وما طاشت في مشاركتها الأخيرة في بكين.. وإن تعاملنا معها تحت مسمى (كلنا عيال قرية) وهي الجزء الأول من عبارة المثل السعودي الشهير (كلنا عيال قرية.. وكل يعرف خيه).الشاهد في الموضوع وأنا هنا لست بصدد المدافع أو المنافق والعياذ بالله للمسؤولين عن الرياضة العربية أو المسؤولين عن رياضة بلدي .. ولا أعرف لماذا قامت الدنيا في العالم العربي من البحرين حتى حدود المغرب على إسبانيا.. وكأنها كارثة حلت على العالم العربي .. لدرجة أن البعض من الرياضيين تعامل مع الإخفاق العربي (البكيني) الأخير وكأنه نهاية العالم العربي .. ونسي الجميع أن المواطن العربي (مهزوم) في كل شيء وليس في الرياضة فقط.الرياضي العربي هو قبل أن يكون رياضيا فإنه مواطن عربي تحيط به القلاقل والمشاكل والإحباطات الفردية والجماعية.. وروحه المعنوية هابطة فكيف نطالبه بتحقيق الإنجازات اللهم إلا بعض الاجتهادات الفردية التي قد تولد بعض الميداليات على طريقة العمليات القيصرية.. أو على طريقة (أعطني حظاً وارميني في البحر).ومرة أخرى أقول لست هنا في مكان المدافع عن الرياضة العربية لكنها في الواقع حققت أشياء عجزت عنها حتى السياسة والدليل أن المنتخب العراقي لكرة القدم نجح في تحقيق كأس آسيا وهو القادم من بلد محتل ومستباح الأرض والناس، ومع ذلك زفت الكرة العراقية الفرح للمواطن العراقي بكل طوائفه ومذاهبه وحققت ما عجز عنه أصحاب المناصب والمصالح.والمنتخب السعودي للاحتياجات الخاصة حقق كأس العالم لكرة القدم في العام الماضي بقيادة المدرب الوطني عبد العزيز الخالد ويومها أذكر أنني قلت في مداخلة تلفزيونية (نحن المعوقين وليس هؤلاء).. وقبل شهرين حقق المنتخب العسكري السعودي بطولة العالم للكرة الطائرة.. وقبل سنوات حقق منتخب الناشئين السعودي لكرة القدم كأس العالم في أسكتلندا.. والمنتخب المصري لكرة القدم بقيادة شحاتة حقق كأس الأمم الأفريقية مرتين وليس مرة واحدة ومن أمام أفيال ونمور أفريقية محترفة وعالمية.أعترف أن هناك ارتجالية في التخطيط للرياضة العربية وهناك إحباطات تعرض لها نجوم أولمبيون مثل المصري كرم جابر حامل ذهبية المصارعة في أثينا .. وقبله العداء السعودي هادي صوعان حامل فضية 400 حواجز في سيدني والذي لم يطلب من الوطن سوى شقة سكنية ويومها أذكر أنه اتهم بعدم الوطنية من أجل شقة.. أكرر شقة وليس فيلا فخمة علماً بأن أميركا تمنح مليون دولار لكل من يحقق ذهبية في الأولمبياد.قد تكون الرياضة العربية قد فشلت أولمبياً لكنها لم تفشل بالطبع على جميع الأصعدة.. في العالم العربي الفشل يحيط بنا في كل شيء.. مشاكل السكن والمواصلات وغلاء المعيشة.. حتى مشاكل نقص المياه والصرف الصحي لم تجد الحل حتى هذه اللحظة.. فكيف نطالب رياضيا بأن يحقق ذهبية أو حتى خشبية أولمبية ولا يوجد في بيته ماء وصرف صحي؟!
من يتخيل أن الصين التي تجاوزت المليار ونصف المليار نسمة لا توجد فيها أزمة مطارات أو مواصلات أو ضمان صحي أو فقر أو قهر أو جوع أو مدارس ومستشفيات خاصة أو مافيا أسهم تستنزف وتسرق أموال وجيوب الناس بدون وجه حق أو بيروقراطية وروتين وشعارات وأغان وطنية؟!.. وفي نظري أن هذا هو السبب الأول الذي جعل الصين تتفوق على أميركا وعلى جميع دول أوروبا رياضياً.. وذلك لأنها تفوقت في كل شيء فكانت الرياضة جزءا من منظومة متكاملة.. وإذا أردنا أن نعرف ما في العالم العربي فإن علينا أن نعرف ما في الصين.