|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





خالد قاضي
لافارس ولاحميد .. الأخضر هو العنيد
2008-09-13
بين السعودية والإمارات محبة وأخوة وعرق ودم أكبر ألف مرة من نتيجة مباراة كرة قدم .. أليس كذلك؟ ومن هنا فإنه من حقي أن أتساءل: ما هو سر التشنج والتعصب المبالغ فيه من قبل معلق قناة أبوظبي الرياضية الزميل فارس عوض؟ الذي كنت أتمنى أن يكون فارساً في اختيار عباراته، إلا أنه جعلني أكرر عبارة (عوض الله) على التعليق، وكذلك كانت الدهشة أكبر وأنا أستمع لبعض تعليقات معلق قناة دبي الرياضية علي حميد، وهو الذي يملك خبرة واسعة وتقديراً واحتراماً من جميع الجماهير العربية، إلا أن خروجهما عن النص والاستخفاف والاستهجان بعبارات غير لائقة ضد المنتخب السعودي ومدربه الوطني ناصر الجوهر وخاصة بعد الهدف (الاستروبيا) الذي سجله سبيت خاطر في المرمى السعودي في الشوط الأول، وهي الفرحة التي لم تتم لحميد وفارس، ولا أدري ماذا كانا سيفعلان أمام المايكريفون لو أن الإمارات هي التي فازت بثلاثة أو أربعة.
إن خروج معلق أبوظبي ومعلق دبي لم يكن مقبولاً أمام الجميع، فالمعلق علي حميد خرج عن النص وتجاوز الحد والمألوف عندما قال على الهواء بأن المدرب ناصر الجوهر لايملك صلاحية ضم أو استبعاد أي لاعب، ولكن اتحاد الكرة السعودي هو الذي يقوم بهذه المهمة .. في الوقت الذي ردد فيه فارس عوض عبارات وطنية لاعلاقة لها بكرة القدم وتفاصيلها، وبعد المباراة تساءلت أيضا: كيف تقبل علي حميد وفارس عوض الخسارة من كوريا الشمالية وغضبا بعد الخسارة أمام السعودية؟
بعد نهاية مباراة الأخضر والأبيض، تعلمت من كرة القدم أن أكبر إحباط للفريق المقابل أن تكسبه وأنت في أسوأ حال.
لا أخفيكم سراً بأنني كنت خائفاً على المنتخب السعودي في الشوط الأول وحتى منتصف الحصة الثانية، فالمحاور كانت غائبة، والدفاع مفتوح، والهجوم سلبي لايعرف طريق المرمى، والحكم الياباني أكلمها بأن طنش عن ضربة جزاء لصالح سعد الحارثي من باب جبر الخواطر لأصحاب الأرض، حتى جاء التدخل الجراحي الموفق من الجنرال ناصر الجوهر، بإدخال ياسر القحطاني كمهاجم وورقة ضغط نفسية على الدفاع الإماراتي، ومع ذلك كان الضغط الإماراتي متواصلاً، ولعبت خبرة حسين عبدالغني والاكتشاف السعودي الجميل لمدافع عملاق هو ماجد المرشدي، الذي قطع كل الكرات العرضية الساقطة بكل بسالة، وفدائية عبدالله شهيل الذي كان صغيراً في عمره كبيراً في عطائه، وفي الوقت المهم ظهرت الحلول الفردية من عبده عطيف والفريدي وحسم الأمر.
وحتى أكون صادقاً معكم ومع نفسي على الأقل، فإن الرأي والتحليل بعد المباراة أسهل مليون مرة من قرار المدرب وسط معمعة المباراة، لأن المحلل يتكلم والصورة كاملة أمامه والنتيجة قد حسمت، ولذلك فإن الكلام أسهل من العمل، فالمدرب ناصر الجوهر كان من الممكن أن تعلق له المشنقة لو أن الإمارات خطفت هدفاً ثانياً أو ثالثاً، وعندها كانت الفرصة متاحة لجميع النقاد والجماهير أن ينتقدوا إشراك الفريدي على حساب الشلهوب، ولماذا احتفظ بخبرة كريري على دكة الاحتياط طوال هذا الوقت، وطالما أن الفوز تحقق فإنه من حقنا أن نفرح ولكن بحذر، فالمشوار طويل وقد لاتسلم الجرة كل مرة، فالمنتخب السعودي عليه أن يتخلص من عقدة اللعب شوطاً والنوم شوطاً آخر، اعطني شوطين متوسطين أفضل من شوط جيد وشوط سيء.
من حقنا أن نفرح بالفوز حتى وإن جاء (بدعوة) عجوز في صلاة التراويح، أو حتى إن جاء الفوز بدعاء الوالدين وبالنية الطيبة، المهم إن الثلاث نقاط دخلت رصيد المنتخب السعودي في تصفيات لاتعترف إلا بالمستويات، فهذا المنتخب البرازيلي بكل تاريخه وعراقته يعاني صعوبات بالغة في تصفيات كأس العالم، وتعادلت بكل عدتها وعتادها أمام بوليفيا، والأرجنتين تعادلت مع البيرو، وقبل ذلك في تصفيات أوروبا خسرت فرنسا أمام النمسا، وتعادلت ألمانيا مع فلندا.