|


خالد قاضي
نهائي (حبس الأنفاس)
2009-01-17
حتى وإن لم تظهر معظم مباريات خليجي 19 في مسقط بالمستوى الفني الملفت للنظر، إلا أن مباريات دورة الخليج تستحق أن نطلق عليها مباريات (حبس الأنفاس) على اعتبار أن لهذه الدورة نكهة خاصة واعتبارات لها من الخصوصية الاجتماعية الشيء الكثير، رغم أنها (كأس أبناء العمومة) ولكنها على طريقة أنا وأخي على ابن عمي.. وأنا وابن عمي على الغريب.
وعندما تحضر كأس الذهب في المقصورة وتدق ساعات النهاية المثيرة نحو عقارب الختام بعد ساعات قليلة من مساء اليوم السبت، فإن الجميع يأمل بأن يكون الختام مسكاً.. فالأخضر السعودي صاحب الخبرة وحامل ختم البطولات والمتأهل للنهائي من بوابة الأزرق العتيدة بهدف (فريدي).. هاهو قد صعد للخطوة الأخيرة لمقابلة الأحمر العماني صاحب الأرض والجمهور، والذي عبر النفق العنابي القطري بهدف (ربيع).. ليس بينهما وبين الإنجاز المنتظر إلا هز الشباك.
الحسابات اليوم بين المنتخبين السعودي والعماني مختلفة عن جميع المباريات السابقة، فاليوم الحسم، والمنتخب العماني الذي تنقصه (ثقافة البطولات) سيدخل مواجهة اليوم وهو يحمل شعار (الثالثة ثابتة) بعد أن خسر النهائي مرتين على التوالي، الأولى أمام قطر في خليجي 17 والثانية أمام الإمارات في خليجي 18.. واليوم سيكون العماني على صفيح الأرض والجماهير الساخن.. في الوقت الذي ستجير هذه النقطة لصالح الأخضر السعودي الذي بلغ النهائي من خلال اجتيازه الموج الأزرق الكويتي في مباراة كشفت أن المنتخب السعودي (معدنه أصيل) وغير قابل للطرق بسهولة.
إن مشوار المنتخب السعودي في خليجي مسقط والذي بدأ بمباراة ليس لها طعم ولارائحة أمام قطر في الجولة الأولى، أعقبها بستة في اليمن فتحت الشهية.. وجاء تثبيت التشكيلة المثالية والأفضل من المدرب الوطني ناصر الجوهر أمام الإمارات بإشراك تيسير الجاسم والفريدي في المحورين الهجوميين، ولعب كل منهما الدور المزدوج بكل براعة، وأقصد به الدور الهجومي والدفاعي.. فكان حضورهما إضافة مؤثرة على المنتخب.. ومن خلالها جاءت الثلاثية في المرمى الأبيض.
وأمام الكويت في مباراة نصف النهائي استشعر الأخضر ومدربه أن في الموضوع خروج مغلوب وليس من عادة الأخضر أن يكون ضيف شرف، وأكد عبارة (لاجاء وقت الجد) وبالفعل سجل الأخضر هدف الفوز من صناعة تيسير الجاسم الذي كان رجل المباراة وبتوقيع الفريدي في مباراة كانت فرصة لزيادة الغلة من الأهداف متاحة أمام الأخضر ولكن هدفاً واحداً يكفي على طريقة (ارحموا عزيز قوم).. واليوم وما أدراك ما اليوم.. تثبيت التشكيلة نقطة جوهرية هامة جداً.. والتغييرات لابد أن تكون محسوبة وفي وقت معين.. وتأمين المناطق الدفاعية وقراءة مراكز القوة في الفريق العماني المتمثلة في الحوسني والميمني وفوزي بشير وحسن ربيع لاشك أنها الورقة الأبرز في ملف ناصر الجوهر والتعامل مع القوة الرباعية العمانية المؤثرة بنفس الطريقة التي أوقف بها لاعبو الأخضر مفاتيح اللعب الكويتي (مساعد ندا وبدر المطوع).