|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





خالد قاضي
(الإرهاب) الكروي
2009-03-21
بعد مباراة الاتحاد والاستقلال الإيراني في جدة بأكثر من ساعة وأنا أغادر المكتب عبر شارع الأندلس الشهير في جدة، شاهدت الحافلة التي تقل بعثة الاستقلال وهي تسير في شوارع جدة بكل راحة نفسية وسط ترحيب الجماهير السعودية بأخوانهم أعضاء الفريق الإيراني .. وقلت في نفسي: الحمد لله على نعمة الأمن والأمان التي تتمتع بها بلاد الحرمين الشريفين وهي التي يحمل هويتها شعب مضياف وكريم طالما فتح قلوبه ومنازله لضيوف الرحمن، وهذه عادة محمودة في الشعب السعودي حتى في أيام الفقر وقبل ظهور البترول، لأن من يعتقد أو يتوهم أن مكانة السعودية في قلوب المسلمين والعالم جاءت كونها دولة بترولية غنية هو مخطئ .. فالسعودية مكانتها كبيرة حتى عندما كانت صحراء جرداء لايجد أهلها حتى قوت يومهم.
الشاهد في الموضوع وأنا أشاهد حافلة الاستقلال في طريقها لفندق هيلتون جدة وسط ترحيب الجميع وبرفقة رجال الأمن، تذكرت أيام الخوف والرعب التي قضيناها في إيران عندما كنت مرافقاً إعلامياً أنا وزميلي سعد مشيخ مع الهلال والاتحاد في تصفيات الأندية الآسيوية وكيف تعرضت حافلتا الاتحاد والهلال للضرب والتكسير وهي في طريقها من ملعب أزادي المرعب إلى الفندق من جماهير إيرانية محتقنة ضد كل ماهو سعودي أو خليجي لأسباب لاعلاقة للرياضة بها .. ولكن الإعلام الإيراني الرياضي وغير الرياضي حينذاك هو الذي يتحمل مسؤولية هذا الاحتقان وتحريض الجماهير الرياضية بعبارات سياسية ضد أي فريق أو منتخب سعودي أو خليجي يلعب في إيران .. ويوم كنا في طهران في عام 2001م كنت أطلب من أحد المرافقين ترجمة ماينشر في الصحف شعرت لحظتها أننا في حرب أو معركة وليست مباراة كرة قدم.
إن سياسة (الإرهاب) الكروي الذي تمت ممارسته ساهم في دفع الجماهير المتعصبة إلى الهاوية، وتحويل ساحات الكرة إلى ميادين لترديد عبارات سياسية فيها إساءة صريحة لاتليق بأن توجه لأبناء بلد الحرمين الشريفين بل لكل ماهو عربي أو خليجي، ولن أذهب بعيداً فالقنوات الإماراتية نقلت بالكلمة والصورة قبل أيام قليلة المعاناة والمأساة التي عاشها فريقا الأهلي والجزيرة الإماراتيين عندما لعبا في إيران في الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا من احتكاك واستفزاز رجال الشرطة والأمن الإيراني بهم قبل وبعد المباريات، إلى جانب سوء فنادق الإقامة التي أجبرت لاعبي الإمارات على الإقامة بخمسة لاعبين في كل غرفة .إن المهازل التي شاهدتها عبر القنوات الرياضية الإماراتية حول ما تعرض له فريقا الإمارات في إيران طرح علي تساؤل كبير: ما الذي دفع الاتحاد الآسيوي أو اتحاد (بن همام) لاختيار الاتحاد الإيراني كأفضل اتحاد أو أن المسألة لاتتجاوز كونها لعبة انتخابات ومن يريد أن يعرف الحقيقة عليه أن يشاهد حقيقة المهزلة في ملعب مدينة (قم) الإيرانية .. اللهم قد بلغت.