عندما ضربت بالخيل مثلاً للقوة والقدرة على التحمل والسرعة خلال مشاركتي في برنامج مساء الرياضية يوم الجمعة الماضي في القناة الرياضية السعودية، وقلت بأن الخيول تشارك في كل سباق مرة واحدة في الأسبوع.. بعكس لاعب كرة القدم في المسابقات السعودية الذي يشارك في ثلاث مباريات في أسبوع واحد أحيانا.. وأيد كلامي الزميل صالح الحمادي وهو خبير في الفروسية.. وفوجئت بكل استغراب بمداخلة الزميل عثمان مالي الذي وجه لي اتهاماً غريباً وبعيداً عن المنطق وأنني والعياذ بالله أشبه الإنسان بالحيوان واستدل بالآية القرآنية (وكرمنا بني آدم).. ولأنني متأكد من معلوماتي فإن كلام الزميل مالي مردود عليه بالمنطق والعقل والبراهين.. فالعرب عرف عنها حتى في عهد الإسلام أنها تأخذ من طباع الحيوانات ومنها القوة والشجاعة وتنسبها للرجل القوي والشجاع.. ولعل الجميع يعرف أن سيدنا علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين كان يردد في إحدى الغزوات (أنا علي حيدرة.. أكيلهم بالسيف كيل السندرة) وحيدرة اسم من أسماء الأسد والمقصود به (الأسد الجسور) وهو لقب أطلقته أم سيدنا علي (فاطمة بنت أسد) عليه لشجاعته وبطولته.. ويعرف كل العرب أن لقب سيدنا حمزة ابن عبدالمطلب ابن عم الرسول عليه الصلاة والسلام هو (أسد الله) لشجاعته المطلقة. وحتى يقتنع الزميل عثمان أكثر وأكثر أقرب له الصورة بأمثلة من وسطنا الرياضي الحالي فالكثير من أسماء الحيوانات تطلق على اللاعبين والأندية من باب التشبيه بالقوة وأنها مفترسة ولا ترضى بالخسارة.. فمثلاً نادي الاتحاد وضع صورة (النمر) على شعاره في دوري المحترفين، ولاعبو الاتحاد تطلق عليهم الصحافة الاتحادية لقب النمور وهذا مديح وثناء وليس تشبيهاً أو تقليلاً من كرامة إنسانية اللاعبين أو تاريخ النادي.. وبعض جماهير الأهلي تطلق على لاعبيها (التماسيح).. وتتذكر الجماهير السعودية أن لقب (الذئب) كان يطلق على مهاجم الهلال السابق سامي الجابر.. ولقب (الثعلب) كان يطلق على مهاجم الأهلي السابق أمين دابو وفريق الشباب السعودي يطلق عليه (الليث الأبيض) وهي صفات مدح وليس ذماً كما يتصور كل من لا يفهم اللغة العربية بما فيها من فصاحة وبلاغة. وأزيد الزميل عثمان من الشعر بيتاً في هذا الصدد وأقول له بأن الشاعر علي ابن الجهم أراد أن يمتدح الخليفة المتوكل فقال له (أنت كالكلب في وفائه للود.. وكالتيس في قراع الخطوب) فعرف الخليفة بأن ابن الجهم يقصد مدحه وليس شتمه لأن الشاعر ابن بيئته وابن الجهم كان يعيش في الصحراء.. ونحن في هذا الوقت نطلق على المنتخب السعودي ولاعبيه الصقور.. وفي إفريقيا يطلق على منتخب المغرب (ليوث أطلس) وعلى منتخب اسبانيا (الثيران) وعلى الكاميرون (الأسود) وعلى منتخب ساحل العاج (الأفيال) وعلى منتخب فرنسا (الديوك) وعلى منتخب استراليا (الكنجارو) وعلى منتخب الصين (التنين) . والاتحاد الكويتي عندما شارك في كأس العالم في اسبانيا اتخذ من الجمل شعاراً له في إشارة لقوة التحمل والصبر على المشاق.
إن الزميل عثمان مالي خانته معلوماته واستعجل في توجيه اتهام باطل لي على الهواء وأنني أهنت كرامة اللاعبين، ولأن لكل فعل ردة فعل ومن باب التقدير للزميل مالي على اعتبار أنه من الصحفيين القدامى كان لابد أن أدافع عن نفسي بالأدلة والبراهين حتى تتضح الصورة للجميع .