وأنت تتحدث إلى الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس أعضاء شرف النادي الأهلي والرياضي المخضرم والخبير في شؤون الرياضة والكرة أو تجلس معه.. لاتجد أمامك إلا أن تطلق على هذا الرجل (الأمير.. المواطن)، فهو أمير في تعامله وأخلاقه وتواضعه، كيف لا وهو تلميذ في مدرسة ملك التواضع والإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز.. ومواطن في مشاركته الجميع في مشاكلهم وهمومهم سواء كانت في الوسط الرياضي أو خارجه، فهو قريب من كل أبناء الوطن يستمع أكثر مما يتكلم ومنحه الله سعة صدر.. يرحب بكل الآراء حتى إن كان يختلف معها.. يعشق الحوار ولا يفرض رأيه على الآخرين وهذا هو شعاره مع جميع الإدارات التي ترأست النادي الأهلي منذ سنوات طويلة، حتى الفترة التي كان فيها الأمير خالد بعيداً عن المناصب إن كانت رئاسة النادي أو رئاسة أعضاء الشرف لم يكن بعيداً عن هموم النادي، فأضحى الداعم المستمر والأول مالياً ومعنوياً، لم يربط كغيره دعمه وتواجده في النادي بمسمى معين.. فهو أهلاوي حتى النخاع. التقيت به قبل أيام وشعرت أنه غير راض عن مستوى الفريق الأهلاوي الفني في جميع مباريات الدوري بما فيها المباريات الأخيرة أمام الهلال والشباب ونجران والوحدة والنصر والاتحاد والفتح. قال لي بالحرف الواحد: ليس هذا هو الأهلي الذي أتمنى أن أراه.. وأنا لن أبخل بكل ما أملك من خبرة ودعم مالي لإعادة الأمور إلى نصابها، فأمامنا بطولة آسيوية لن أرضى أن يكون الأهلي ضيف شرف فيها. سألت الأمير خالد وأعرف أنه رجل واضح وصريح وقلت له: ماهو رأيك في مقاطعة جماهير الأهلي للحضور للملعب أمام الفتح في جدة؟ فقال بكل منطق: لن يلومها أحد على ذلك.
الشيء الذي تفرد به الأمير خالد عن غيره من كل أعضاء شرف الأهلي أنه الداعم المشترك لجميع الإدارات، حتى الإدارات التي اختلف معها في الآراء. وهاهو وحيد في ساحة الأهلي بعد أن ذهبت وعود وتصريحات غالبية أعضاء الشرف أدراج الرياح، فهم أعضاء قنوات فضائية وأعضاء تصريحات مناسبات، وإلا فماذا ينتظر الأهلي من أعضاء شرف ينتظرون تذاكر مجانية من النادي لدخول مقصورة الملعب، ومع ذلك استمر الأمير خالد مع الأهلي دون بحث عن شهرة أو مقابلات فضائية أو تسليط كاميرات القنوات عليه، ولو أراد ذلك لخرج يومياً في كل القنوات الفضائية وما أكثرها.. وما أكثر الذين يعشقونها وهم لم يقدموا للرياضة وللكرة السعودية من خلال الأهلي 10 % مما قدمه خالد الأهلي.
ربما يعتقد البعض أنني أجامل الأمير خالد في هذا التوقيت على اعتبار أن نتائج الأهلي في الدوري غير مرضية، ولهؤلاء أقول إن رجلاً بحجم وقامة الأمير خالد ليس بحاجة لشهادة أو ثناء أو مديح من أحد، ولايمكن أن نختزل تاريخ الأمير خالد الرياضي في مباراتين أو ثلاث أو موسم أو موسمين، فالأهلي شهد العصر الذهبي فترة رئاسته أيام ديدي وتيلي سانتانا، وهو من أحضر منتخب البرازيل الأول بكامل نجومه إلى جدة مرتين وليست مرة واحدة.. وهو صاحب فكرة احتفال الأهلي باليوبيل الذهبي كأول ناد سعودي يحتفل بمثل هذه المناسبة، ويومها أذكر تصريحاً للأمير خالد قال فيه: لولا تاريخ الأهلي الذهبي لما احتفلنا بهذه المناسبة.. ويوم أمس جاءت وقفة الأمير خالد مع إدارة النادي قوية وليست مستغربة من خلال تقديمه دعم مالي سخي وعاجل بتبرعه الشخصي بمبلغ 10 ملايين ريال للتعاقد مع جهاز تدريبي جديد ولاعبين أجانب حسب مايراه المدرب الجديد وحاجة الفريق بعد اعتذار يوردانيسكو.. وفي نفس الوقت يخطط الأمير خالد حالياً لوضع فريق وخطة عمل متكاملة إدارية وفنية للآسيوية، فهي ليست صعبة ومستحيلة من الناحية الفنية، وقد تكون أسهل فنياً من الفوز بالدوري السعودي.. والختام أقول بأن الأهلي خالد بوجود الوفي خالد.