|


خالد قاضي
تحالف أندية ضد الهلال
2010-01-09
من جديد يؤكد نظام دوري النقاط أنه الأفضل والأكثر إثارة في الدوري السعودي الذي عاد منذ موسمين إلى هذا النظام المثير حتى آخر ثانية من الدوري.. بعد إلغاء تجربة المربع الذهبي التي كثيراً ما كشفت أوراق المتأهلين للأربعة مبكراً.. بل ولعبت دوراً خفياً في تلاعب بعض الفرق في النتائج وخاصة لمن فقد الأمل في الدوري. ولا أريد أن أفتح هذا الملف الشائك لأنه حدث عندنا أكثر من مرة شأننا شأن ما يحدث في العالم لأننا جزء منه ولا نستطيع أن نخفي رؤوسنا في الرمال.
ما علينا اللي راح راح .. ونحن أولاد اليوم والمتعة لاتزال مستمرة وقائمة مع نظام النقاط وهو النظام العالمي، ولم تكن أي دولة في العالم تطبق نظام المربع الذهبي غيرنا، وكانت تجربة ذهبت بكل ما حملت من إيجابيات وسلبيات. ولعل فوز النصر على الهلال هو الذي أشعل الدوري وأدخل الهلال في دائرة الخوف والقلق. وإن قلت بأن فوز النصر مفاجأة فهذا شيء لن يغضب النصراويين لأنه حقيقة قياساً بالأمور الفنية.
وقد سبق لي أن وصفت فوز الأهلي على الاتحاد في دوري العام الماضي بأنه مفاجأة، فالأهلي لم يكن أفضل من الاتحاد في العام الماضي.
وأمام الأهلي أمس الأول حقق الهلال فوزاً مهماً من الناحية النقطية على الأهلي لكنه كان فوزاً باهتاً فنياً بلا طعم ولا رائحة ولا أدري لماذا تستفزني دائماً عبارة يرددها اللاعبون والمدربون ورؤساء الأندية وهي المهم الفوز وليس المستوى وهذا كلام لايقال إلا عند الفوز. شاهدت الهلال أمام الأهلي وقبلها أمام النصر، وأعتقد أن هناك تراجعاً في المستوى ربما بسبب الضغط النفسي ومطاردة الوقت والنقاط والخوف من أقرب المنافسين، فالشباب وإن كان فقد أربع نقاط بتعادلين مع الأهلي والفتح فإن نيوب الليث بارزة، وفي المقابل فإن النمر الاتحادي استيقظ من غفوته وبدأ حصد النقاط، وهي عودة تسجل بأمانة لمدير الكرة الاتحادية حمد الصنيع الذي سبق أن وصفت مهمته بالصعبة، لكن عودة الروح والنقاط إلى الفريق الاتحادي تجبرني أن أنصف الصنيع الآن، ويبدو أنه لايزال يحتفظ بالأرقام السرية للصندوق الاتحادي الأسود.
لاشك أن فوز الهلال على الأهلي وسع الفارق لكن المباريات المقبلة ستكون أصعب على الهلال إذا لم يستعيد أنفاسه، فالاتحاد لديه مؤجلتان أمام النصر والوحدة وهذه ست نقاط الاتحاد أقرب إليها وسترفع رصيده إلى 35 نقطة وعندها سيكون هلال جريتس بين أنياب الليث الأبيض وفك النمر الأصفر. فالدوري لايرحم ولايعترف إلا بلغة الارقام التي لاتأتي إلا بالمستوى والعناصر، وهذا هو الأهلي يتراجع مستواه يوماً بعد يوم بسبب غياب العناصر المؤثرة والأجانب الذين تصنعون الفارق. ولو طلبنا من مشجع لايعرف شيئاً عن الكرة السعودية مشاهدة مباراة أولمبي الأهلي أمام الخليج متذيل دوري الدرجة الأولى وسألناه بعد المباراة لقال بأن الأهلي هو متذيل الدرجة الأولى والخليج أحد فرق الممتاز.
ولن استبق الأحداث عن نجاح أو فشل المدرب البرازيلي الجديد للأهلي فارياس وإن كنت متفائلاً فالإدارة قذفت الكرة بكامل محيطها في مرمى اللاعبين بالتعاقد مع مدرب (على السكين)، فهو من قاد فريق بوهانج الكوري لكاس آسيا بفوزه على الاتحاد السعودي في اليابان، وقاد بوهانج أيضاً للمركز الثالث في بطولة أندية العالم في أبوظبي .. والإدارة بدعم مباشر وبالملايين من رجل الأهلي الأول الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز نجحت في جلب فارياس الذي أكد بنفسه عن قوة العرض الأهلاوي المالي إلى جانب التعاقد مع المدافع التونسي غزال والبحث عن لاعب وسط أجنبي لاستكمال أجندة الاستعداد للآسيوية .. أما البقاء على بعض أنصاف اللاعبين الذين لاطموح لهم فإن الأهلي لن يحقق شيئاً لأن فارياس وحده لايحمل العصا السحرية.
أعود للدوري ولايزال للمتعة بقية غدا اتحاد ونصر ولمن سيكون النصر؟ ومن كان يعتقد أن الأهلي تهاون أمام الهلال نكاية في الشباب والاتحاد .. فإن علينا أن ننتظر إلى يوم غد وهل يتهاون النصر أمام الاتحاد نكاية في الهلال والشباب .. أم أن الأهلي هو (الحيطة الواطية) التي يتسلق عليها الباحثون عن الشهرة والإثارة الوهمية، ومن حقي أن أحذر الهلال من تحالفات أندية ضده .. والأيام المقبلة ستثبت كلامي إلا إذا أخذها الهلال بالذراع .. وعلى قول المثل الجداوي (إللي ما يأكل بيده ما يشبع)