|


خالد قاضي
الليث يرفض المسافة والباب والحارس
2010-01-23
سألني أكثر من زميل وأكثر من عضو في لجنة من لجان اتحاد الكرة.. هل نجحت مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد التي اختتمت يوم أمس الأول بفوز الشباب على الهلال بهدفين مقابل هدف؟ وقلت بأنها لم تنجح كل النجاح وذلك لسبب بسيط لأنها أقيمت بنظام ليس له هوية معلنة.. لأن فكرة الاستعانة بخمسة من لاعبي الفريق الأول أفقدت البطولة هويتها وأهدافها المعلنة في إعداد ومنح الفرصة لمن هم تحت سن 23 سنة.. والدليل أن مباريات دور الأربعة شهدت تألق النجوم الواعدة أكثر من المشاهير.. وشاهدنا كيف غاب مالك معاذ وتيسير الجاسم عن النجومية أمام الهلال وظهر نجم عبدالرحيم الجيزاوي والحارس عبدالله معيوف.. وغابت نجومية الشلهوب والفريدي وأسامة هوساوي وياسر القحطاني وظهرت نجومية المؤشر ونواف العابد.. ولعل ما يؤكد كلامي أن الشباب نجح في تحقيق البطولة بلاعبيه الصاعدين وشاهدنا كيف رجح الصاعد الواعد علي عطيف كفة فريقه بهدف عالمي في مرمى الهلال حتى وإن كان في مرمى الحارس خالد شراحيلي (قليل الخبرة) في وقت كان فيه حارس الشباب وليدعبدالله أكثر من نصف الفريق وخاصة في الدقائق القاتلة.
أقدر العمل والجهد الذي تقوم به لجنة المسابقات، ولكني أصارحها القول بأن نظام كأس الأمير فيصل الأخيرة لم يكن موفقاً والمطلوب تحديد الهدف والعمل من أجله، ومن الصعب أن نطالب الأندية بعدم إشراك خمسة من الكبار وقد سمحنا لها بذلك تحت بند نظام البطولة.. كان من الممكن أن نشاهد أكثر من علي عطيف وأكثر من نواف العابد والمؤشر والأسطا والجيزاوي ومنصور الحربي لو أن البطولة خصصت للاعبي الـ23 سنة فقط، خاصة أن هناك تداخلات كبيرة في توقيت المباريات وبرمجتها مع مباريات دوري زين، فالأهلي مثلاً لعب أمام الهلال في الرياض وبعدها بـ48 ساعة فقط لعب في نجران وخسر (بلح الشام وعنب اليمن) وخرج من المولد بلاحمص.. والشباب ضحى بالفوز على الحزم وودع الدوري رسمياً من أجل الإعداد للنهائي.. والهلال كان لابد أن يضع ثقله أمام الرائد ليوسع الفارق دورياً.. فظهر على نجومه الكبار الإرهاق بشكل واضح في نهائي كأس الأمير فيصل.. والفتح (ما قصر) إمكانياته الفنية والمالية لاتسمح له بالمحاربة على جبهتين وهو ما أسقط أندية أكبر منه حتى في عدد اللاعبين.
ومع كل شيء جاء النهائي في حلاوة وعذوبة أغنية محمد عبده الشهيرة (أرفض المسافة والباب والحارس).. فالشباب أكد من جديد أنه شباب بحق وحقيقة.. سجل حضوره بالفوز بكأس الأمير فيصل وبلاعبين صاعدين ونجح حتى في الاستعانة بالكبار من خلال إشراكه للحارس العملاق وليدعبدالله الذي أرى أنه هو من حافظ على فوز فريقه.. بعكس الهلال الذي استعان بحارس متواضع الإمكانيات والخبرة في ظل وجود الدعيع أو حسن العتيبي الذي كان نجماً أمام الأهلي.. فالشباب رفض مسافة الخبرة بينه وبين نجوم الهلال حتى وإن كان جريتس هو المدرب فالأسطا كان من نجوم المباراة ولم ترعبه الأسماء الهلالية الكبيرة في الوسط والدفاع.. والصغير علي عطيف حضر باسم أولاد عطيف حتى وإن كان عبده في المدرجات وأحمد لم يحالفه التوفيق في التسجيل.
أمام بالنسبة للتحكيم في نهائي كأس فيصل، فقد سبق أن سجلت إعجابي الكبير بالحكم الواعد فهد المرداسي عندما قاد مباراة الشباب والوحدة في الدوري في الرياض رغم الانتقادات التي تعرض لها من إدارة الشباب.. وتوقعت له أن يكون هو الحكم الذي يعيد هيبة وثقة التحكيم المحلي في الكرة السعودية.. وبالفعل لم يخيب (فهد) الظن فيه وقاد المباراة النهائية بكل سلاسة وتقديرات ممتازة.. وفي رأيي أن التحكيم ليس بالمهمة الصعبة كما يتصور البعض، فالعملية هي متابعة وضمير حي.. وإعطاء كل فريق حقه دون النظر للألوان والأسماء.. وتطبيق روح القانون في بعض المواقف وانتهى الموضوع.. لكن بعض الحكام المحليين هم من يبحثون عن المشاكل أوبمعنى أصح هو من يخلق المشكلة ثم يفكر في الحلول على طريقة (أمانة مدينة جدة).
وحتى لا أتهم من أي أحد بأنني ضد التحكيم المحلي.. أقولها بكل فخر مبروك للكرة السعودية مولد حكم متميز مثل فهد المرداسي، وشاهدنا كيف احترم الفريقان وإدارتاهما القرارات حتى إلغاء هدف هلالي بحجة التسلل كان قراراً ممتازاً، وكنت أتمنى من عبدالرحمن العمري وظافر أبوزندة وخالد الزهراني وعواجي أن يتعلموا كيف يحكمون المباريات من زميلهم فهد المرداسي وهو الذي لم يمنح الشارة الدولية بعد.