|


خالد قاضي
نجح البرتغالي.. ورسب رادوي
2010-03-20
ويأبى الدوري السعودي للمحترفين في جولته الأخيرة والوداعية أن يفارق عشاقه ومتابعيه وجماهيره العاشقة إلا بالمباريات الكبيرة التي تحمل في طياتها الأحداث منها ما هو مفرح وأخبار أخرى محزنة.
وهاهي مباراة الاتحاد والهلال التي أخرجت الجماهير من منازلها في مدينة جدة وشدت الملايين من المتابعين خلف الشاشات الصغيرة في البيوت والاستراحات والمقاهي وكأنها مباراة على كأس الدوري وليس من أجل أداء واجب وتحصيل حاصل، وأوفت المباراة بكامل وعودها مع الجماهير والنقاد فحملت في دقيقتها الأولى هدفاً هلالياً بتوقيع ياسر القحطاني وكأنه الفتيل الذي أشعل حماس الاتحاد خوفاً من خماسية أخرى على غرار ما حدث له أمام الهلال في الدور الأول في الرياض، فكانت الانتفاضة الاتحادية التي قلبت النتيجة للاتحاد على الهلال بهدفين مقابل هدف.
لن أقلل من نجومية محمد نور وزيايه والنمري وأبوشقير وكريري وتكر وحتى مبروك زايد الذي تألق في الشوط الأول وأحقية الاتحاد بالفوز حتى وإن أوجدت العذر للهلاليين بخروج (الماستركي) الهلالي الذي يفتح كل الأبواب أو العفريت الأزرق ويلهامسون الذي فقد الهلال توازنه بعد خروجه مصاباً متأثراً بسقوطه على اليد تفادياً لدخول قوي من حديد الاتحاد.. بعد ذلك تاهت أوراق الهلال وتلخطبت أوراق جريتس فكانت السيطرة اتحادية بالكامل في الشوط الثاني.. وكان الجزائري الجديد زيايه (عريس) الحفل النهائي على طريقة أن تأتي متأخراً أفضل من أن لاتحضر.
محمد نور أكد للجميع أنه حامل أختام الفوز الاتحادي وعندما يحضر نور يحضر الاتحاد وهذه حقيقة، وفي المقابل احترم قدرات جميع لاعبي الهلال ولكن من حقي أن أقول إن غاب ويلهامسون غاب وهج الهلال أمام نور الاتحاد.
زيايه قدم أوراق اعتماده لجماهير الاتحاد من خلال ضربة جزاء أجزم لوكان الحكم محلياً لما امتلك شجاعة احتسابها مع إنذار لأسامة هوساوي.. وهي شجاعة الحكم الأجنبي البرتغالي (فرانسيسكو لوبيز فييرا) الذي جاء اختياره تأكيداً لبعد نظر اتحاد الكرة وتقديره لأهمية وحساسية المباراة رغم أنها حساسية بدون بطولة ولكن هذا قدر الكبار.. وعندما أدافع عن التحكيم الأجنبي أتعرض للكثير من الهجوم وهذا قدري أيضاً.. ولكن المباريات الصعبة تؤكد إنني على حق.. وعلينا أن نتخيل لو أن حكماً محلياً أدار مباراة كلاسيكو الاتحاد والهلال هل كان يملك الشجاعة والقدرة على اتخاذ القرار في طرد رادوي والمدرب الهلالي جريتس الذي خالف الأنظمة بدخوله لأرضية الملعب؟ في حادثة رادوي الذي أتمنى أن تتعامل معه لجنة الانضباط بالطريقة التي ترتدعه وأن يحترم الآخرين ناهيك عن اندفاعه للاعتداء على حكم المباراة.
أعرف جيداً أن الهلال لم يكن بحاجة للفوز ولم يدخل المباراة بحافز البطولة التي توج بها مسبقاً قبل النهاية بثلاث جولات، ولكن لم نشاهد الهلال الذي نعرفه أمام الاتحاد أمس الأول.. فالإرهاق عذر مقبول وضغط المباريات الداخلية والخارجية قد يضع الهلال تحت صفيح الأعذار المقبولة.. في المقابل فإن الاتحاد كان محتاجاً لهذا الفوز المعنوي بعد فوزه على الأهلي في الأسبوع الماضي للإبقاء على مركزه الثاني وهو إنجاز قياساً بالظروف الصعبة والحرب الشرفية الخفية التي تعرض لها، وربما يدفعه هذا الفوز على البطل لتعويض ما فاته آسيوياً بداية من مباراته الأربعاء المقبل في أبوظبي بعد خسارة في طشقند وتعادل في جدة.. وعلى الهلال أن يعيد حساباته ويضمن بطاقة التأهل القارية الأربعاء المقبل من بوابة الأهلي الإماراتي في الرياض.
شكراً لاتحاد الكرة على إسناده مباراة الاتحاد والهلال لطاقم تحكيم أجنبي متمكن.. وعليكم أن تتخيلوا الموقف لو أن من أدار المباراة حكام محليون لأن المصلحة العامة أهم من المصلحة الخاصة.. وفي الكلاسيكو كلهم نجحوا.. ورسب الروماني رادوي.. والكرة في مرمى لجنة الانضباط.