|


خالد قاضي
تبذير.. عجز.. إفلاس
2010-03-27
عندما ننتقد رئيس نادٍ معين أو إدارة نادٍ بعينها فإننا ننتقد العمل وليس الأشخاص، وليس بين الرياضية وأي رئيس أو مسؤول عداوة أو تصفية حسابات أو ثأر قديم، لأننا ندرك أهمية الكلمة وأمانة النقد. فالكثير من الأندية المحلية والعالمية تتعرض للأزمات والعجز المالي المفاجئ بسبب ضغوط المصاريف.. والأمثلة على ذلك كثيرة، فالأهلي المصري سمعنا قبل أيام وهو النادي الكبير بتاريخه وشعبيته وجماهيره التي إن قلنا إنها أكثر من نصف سكان مصر فإنها بعملية حسابية بسيطة تعادل 35 مليون تقريباً.. ولكن الأهم أن تكون هناك دروس مستفادة للأندية السعودية التي نسمع بين الفترة والأخرى أن إدارة معينة تعرضت للعجز المالي كما حدث مع إدارة الأهلي السعودي التي يرأسها الأخ عبدالعزيز العنقري للسنة الثانية، ومصدر التعجب أن العنقري دخل السنة الثانية ومن المفترض أن تكون خبرته في إدارة النادي أكثر وأكبر، حتى الهلال في الفترة الانتقالية من إدارة الأمير محمد بن فيصل إلى إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد حدث نوع من العجز المالي وخلاف معلن وغير معلن وتراشق بالتصريحات انتهى بتصفية النفوس.
وإدارة نادي القادسية بالخبر رغم أنها تسلمت أيام رئاسة جاسم الياقوت أكثر من 50 مليونا عندما باعت عقود ياسر القحطاني والكريري والودعاني.. وبعده في أيام رئاسة الهزاع في العام الماضي باعت عقد السهلاوي للنصر وعقد المهاجم يوسف السالم للاتفاق.. رغم هذه الملايين الضخمة التي دخلت خزينة القادسية كاد الفريق أن يهبط للدرجة الأولى لولا دعوة الوالدين فكان ما حدث للقادسية في السنوات الأخيرة نتيجة سوء إدارة وسوء تصرف في الموارد المالية.. وقس ذلك على الوحدة وعلى النصر أيضاً الذي أنقذه الله برئيس داعم هو الأمير فيصل بن تركي الذي رغم دعمه المالي الكبير إلا أن النصر لا زال يعاني من الشح المالي.
والعامل المشترك أن هناك تبذيراً وسوء تصرف في الأموال والإيرادات على طريقة أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب.. ولعل سوء الإدارة في الأهلي أو غيره من الأندية السعودية والاتهام أكبر على الأندية التي وقعت عقود مع الاتصالات السعودية وموبايلي أكثر من الأندية التي تعيش على حسنة المحسنين وليس لها شركة راعية كالاتفاق والوحدة والرائد ونجران والبقية تطول.
ولعل ما حدث للأهلي هذا الموسم من عجز أكده المسؤولون في النادي والبالغ 15 مليون ريال والتي ستبقى مستمرة حتى وإن تسلم الأهلي بقية أقساطه من الاتصالات هذا الموسم.. وهذا بسبب عدم الترشيد في المصاريف وعدم توزيع الميزانية على المشرفين على الألعاب منذ بداية الموسم، والأهلي ذكرني بصاحبنا الذي لا يتجاوز راتبه الـ 3 آلاف ريال ومع ذلك غامر وتزوج من ثلاث نساء وورط نفسه وضيع مستقبله فزادت عليه المصاريف وقد ينتهي به الأمر إلى الحقوق المدنية.. الأهلي بالغ في المصاريف بسبب أخطاء إدارية منها التعاقد مع أكثر من 15 لاعباً أجنبياً في موسمين وأربعة مدربين مع مساعديهم إلى جانب البذخ بإسكان الأجانب في قرية الشربتلي ودرة العروس، وكان من باب الترشيد أن يشتري النادي عمارة سكنية لإسكانهم تكون من أملاك النادي وفي هذا على سبيل المثال توفير على المدى البعيد.. ويمكن لإدارة النادي أن توفر إجازة نهاية الأسبوع للمدربين واللاعبين الأجانب على شاطئ درة العروس أو غيرها من المنتجعات ذات الأسعار الغالية.
ليس عيباً أن تخطئ إدارة الأهلي ولكن المعالجة مطلوبة والدروس مستفادة.. وأشكر إدارة العنقري على أنها صادقت على خبر الرياضية بأن هناك رواتب متأخرة للاعبين وأن هناك عجزاً مالياً وأن هناك سلفة قدمها نائب رئيس النادي خالد باسهل لإنقاذ مشاركة فريق اليد في البطولة الخليجية وهذا يسجل لها بأنها صادقة مع نفسها ولو قالت غير ذلك لفقدت مصداقيتها مع اللاعبين قبل مصداقيتها مع الإعلام.

صراخ المعلقين
ـ رحم الله أيام زاهد قدسي.. والمعلق الذي لا يعوض علي داود وقبله صاحب القلب الطيب محمد رمضان ومن جيلهم الإعلامي المخضرم سليمان العيسى، ومن الخليج المعلق الكويتي خالد الحربان والإماراتي علي حميد والقطري يوسف سيف ومن مصر الكابتن لطيف (رحمه الله) صاحب العبارة الشهيرة (الكرة اجوال) وعلي زيوار، والمبدع حاليا مدحت شلبي، والتونسي عصام الشوالي، هذه أسماء مدارس في التعليق ولم يقلد أحدهما الآخر بل انتهج كل منهما طريقة وأسلوباً خاصاً به، أما اليوم فإن التعليق أصبح مهزلة حقيقية وجعل الكثير (يكرهون) كرة القدم وكأننا في حراج سيارات، قبل أيام استيقظت من عز نومة العصر على صوت معلق في القناة الرياضية السعودية لا أعرف اسمه، كان يصارخ وقطع أحبال حلقه الصوتية، وكأنه يعلق على نهائي كأس العالم، وقلت يا ساتر ما هذه المباراة الهامة وفوجئت أنها بين الهلال الساحلي اليمني وتشرشل الهندي، وزاد صراخه مع هدف للفريق الهندي بعد سقوط الكرة من يد الحارس اليمني، ولو كان الهدف للفريق اليمني لقلت بأنها من نخوة العروبة ولكن الهدف كان هندياً للأسف ولا زال صاحبنا يواصل صراخه، حتى الابن العزيز محمد غازي صدقة لاشك أنه يملك الموهبة لكنه يبالغ جداً وبطريقة مملة ربما هو لا يشعر بها في وصف الأهداف لأنه بدأ مقلداً للإماراتي فارس عوض وليس مبدعاً أو يقدم نفسه بطريقته الخاصة، محمد غازي أنصحه بالهدوء والتناغم مع إيقاع المباراة حتى يكون مقبولاً.