|


خالد قاضي
الأهلي نائم أم مستيقظ؟
2010-04-10
قلت قبل مباراة الأهلي والنصر في الرياض مساء أمس الجمعة في إياب ثمانية كأس الأبطال بأن الفريق الأهلاوي يحتاج إلى معجزة من أجل التأهل لدور الأربعة، على اعتبار أنه خسر الذهاب على ملعبه في جدة بثلاثية نظيفة. ولأن الكرة لا تعترف بالتوقعات كادت المعجزة الأهلاوية أن تتحقق على أرض ملعب الملك فهد بالرياض، عندما نجح الأهلي في مصالحة جماهيره حتى وإن لم يتأهل للأربعة، وذلك من خلال المستوى الفني الرفيع الذي قدمه خارج أرضه ونشف ريق النصراويين وحبس أنفاسهم حتى الثواني الأخيرة من المباراة، عندما تقدم بالنتيجة بثلاثة أهداف مقابل هدف، وكانت فرصته كبيرة لإضافة هدف رابع وخامس، وربما كان الرابع مقابل هدف نصراوي كفيلاً جداً بتأهل الأهلي وإخراج النصر الذي أتصور أنه كان محظوظاً أمس بالخروج بثلاثة أهلاوية حملت توقيع البرازيلي السفاح فيكتور سيموس، لكن هدف باسكال النصراوي أبطل المفاجأة الأهلاوية.
وعندما أقول بأن الأهلي كان هو الأجدر بالتأهل أمس لأن النصر لم يتعلم من درس الوصل الإماراتي ولعب بثقة مفرطة، وكادت الكرة أن تخرج لسانها للنصر الذي لعب تحت الضغط الرهيب وهو ناقص مدافعين بعد طرد الدوخي وبعده إبراهيم غالب، الأمر الذي رجح كفة الأهلي وكاد أن يسجل رابعاً لولا أن العارضة وفدائية الحارس العنزي واستعجال مارسينهو في التعامل مع كرة الدقيقة الأخيرة التي كادت أن تقذف بالنصر خارج أسوار كأس الأبطال.. إن الحكم الكرواتي الذي أدار مباراة الأمس بين النصر والأهلي أعطى كل فريق حقه بنص القانون وأحياناً بروح القانون.. فأخرج مباراة تاريخية في الكرة السعودية لم يكن ينقصها إلا أن يكمل الأهلي المفاجأة ويتأهل وهو الخاسر بالذهاب بثلاثية سعد الحارثي الذي كان ضيف شرف في مباراة الأمس.
وكما يقولون أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تصل أبداً.. وأن يكون شكلك مشرفاً أمام جماهيرك أفضل من أن تخسر كل شيء.. نعم لقد خسر الأهلي أمس بطاقة التأهل التي أتيحت له في ظل ظروف النصر والنقص.. لكنه بلا شك استعاد الثقة بنفسه واستعاد احترام جماهيره له، فالأهلي لعب أمس كرة راقية ولن أبالغ إن قلت بأن المسابقة هي التي خسرت الأهلي وليس الأهلي هو الذي خسر الاستمرار في مسابقة كأس الأبطال.
الواضح أن الفرق السعودية ومن بينها الأهلي والنصر تلعب خارج ملاعبها بشكل أفضل، فالأهلي الذي خذل جماهيره في جدة تحول إلى فريق آخر في الرياض، والنصر أبدع في الذهاب وكاد أن يسقط في الإياب. الأهلي فريق يستحق الاحترام، وكنت يوم أمس الأول في مداخلة مع برنامج في الثمانيات مع الزميل محمد الدرع وقلت له بأن الأهلي لم يكن سيئاً في جدة ونتيجة الذهاب لا تعكس واقع المباراة، لكن مشكلة الأهلي سوء الحظ والطالع في التسجيل، حتى مباراة أمس كان الأهلي هو الأقرب للتأهل ولكن أعطني حظاً وأرمني في البحر.. الأهلي كان في قمة التنظيم، وأدى المحور صاحب العبدالله دوراً داعماً في التغطية الدفاعية إلى جانب كانو، وجاء الرد قوياً على أرض الملعب من النجم المحبوب مالك معاذ على تصرف فارياس الذي استبعده من مباراة الذهاب بقرار عاقب فيه نفسه والفريق الأهلاوي، خاصة أن مالك معاذ لاعب عرف عنه الانضباط وهو قدوة لكل اللاعبين، كان مالك معاذ في الموعد أمس لم يسجل لكنه فتح كل الطرق أمام فيكتور. ولازلت أراهن على نجومية البرازيلي صانع الألعاب مارسينهو، فهو من طراز كماتشو الشباب ونيفيز الهلال، وكاد أن يخطف بطاقة الأربعة من النصر أمس في الوقت القاتل. ألم أقل لكم إن النصر فلت بجلده من أنياب التمساح الأهلاوي. ليس عيباً أن تخرج من بطولة، ولكن العيب أن يكون خروجك مخجلاً، فالأهلي حتى وإن قهر جماهيره في الذهاب إلا أنه استدرك الأمر في الإياب وخرج بشرف، ورغم إنني ضد عبارة الخسارة بشرف لكن الأهلي خرج أمس برأس مرفوعة. وإذا كان الأهلي خسر بالثلاثة في جدة فإن هناك منتخبات في كأس العالم خسرت بالثمانية والخمسة، وهذه هي كرة القدم يوم تجعلك حزيناً وآخر سعيداً.. إنها الكرة المدورة ليس لها صاحب، ولا أقصد هنا بكلمة صاحب صديقنا صاحب العبدالله الذي أعاد اكتشاف نفسه من جديد.
إن مستوى الأهلي العالمي أمس جعل جماهيره تمسح دموع أحزان الإياب، وتجعلها أكثر تفاؤلاً بأن يكون فريقها قادماً بقوة للآسيوية أمام الاستقلال الإيراني الأربعاء المقبل في طهران وأمام الغرافة في جدة. هذا هو الأهلي الذي يمرض ولكنه لايموت. وقد أخذ من طباع التمساح.. فلاتعرف هل هو نائم أم مستيقظ.. ومتى يكون وديعاً ومتى يكون مفترساً.