|


خالد قاضي
لماذا نحارب المحترمين؟!
2010-05-28
سؤال عريض ربما يظهر في الوسط الرياضي السعودي بشكل أكبر وأوضح .. ولا أنكر وجوده في الأوساط الأخرى وربما كان الإعلام الرياضي من بينها .. السؤال هو لماذا نحارب المحترمين من الناس .. وأقصد لماذا يحاربونهم ومن هم المستفيدون من رحيلهم وأصحاب الثقافة العالية واحترام الآخرين وصدق من قال بأن للتعليم دور في تكوين شخصية الإنسان .. والله سبحانه وتعالى في محكم كتابه فضل العالم على الجاهل .. تقديراً لأهل العلم دون غيرهم بل وفضل العالم على العابد.
ومنذ أن تولى الرجل الخلوق الدكتور خالد المرزوقي دكتور القلب الشهير والجراح المعروف مقعد الرئاسة الاتحادية كنت أتوقع هذا السيناريو وهذه الحرب التي شنت على الرجل بل وامتدت إلى عبارات مسيئة ومخجلة لشخصه ولأفراد أسرته أجبرته على الرحيل من الوسط الرياضي مجبراً .. وربما ندم على موافقته على هذه الخطوة فالرجل له مكانة في المجتمع السعودي كطبيب له احترامه بين أفراد أسرته وطلابه في كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة وطلابه وطالباته في المستشفى الجامعي .. وفجأة وجد نفسه وهو ينتقل من مجتمع الطب المحترم إلى مجتمع رياضي لا أقول كله ولكن فيه من هؤلاء (ما الله به عليم) .. وللأسف أنهم من يملك زمام الرأي وتقييم المحترمين وتكريس مخطط أخجل أن أصفه إلا بعبارات قد لا يليق المكان لسردها وهو مخطط لإبعادهم من الوسط الرياضي .. وحتى أكون منصفاً فإن الوسط الرياضي السعودي فيه الكثير من المحترمين الذين استطاعوا الصمود في وجه الحملات الإعلامية.. وكم كنت أتمنى لو أن الدكتور المرزوقي كان من بينهم ولكن الرجل عذره معه وأتصور أن الحملة المرتبة واليومية حققت أهدافها وعجلت برحيله وخسارة الوسط الرياضي لرجل كان الوسط بحاجة إلى استمراره .. وليس الوسط الرياضي وحده حتى مستقبل نادي الاتحاد كان بحاجة لاستمرار المرزوقي ولعل من اطلع على التقرير المالي الواضح المعالم وبلغة الأرقام والذي تلاه المهندس فراس التركي في الجمعية العمومية التي عقدت مساء أمس الخميس بمقر النادي .. ويعلم الله أنني لا أترصد لأحد ولا أحمل ضغينة حتى ضد الذين أساؤوا لي في يوم ما .. ولست من الشامتين في أحد.. فالتقرير المالي لم أكتبه أنا ولكن جاء تأكيداً على حرص إدارة المرزوقي في كشف الأمور الخافية على الجماهير الاتحادية التي قد تفرح ببطولة أو بطولتين أو ثلاثة فرحة وقتية لكن المرزوقي جاء ليضع بمشرطه الماهر خارطة الطريق للاتحاد ويفتح شرايين القلب الاتحادي من جديد لمستقبل واضح بعيداً عن الاتفاقيات والعقود غير المعلنة فاختلط الحابل بالنابل.
إن التقرير المالي الذي أعلنه الاتحاديون في جمعية الأمس يمثل نقلة في صناعة مستقبل اتحادي واضح فالاتحاد ليس ذلك النادي الذي يمر به الناس والنقاد مرور الكرام فهو علامة تاريخية بارزة وشأنه شأن الأهلي رمز من الرموز الرياضية بل والاجتماعية في مدينة جدة .. وما تذكر مدينة جدة وإلا يذكر معها الاتحاد والأهلي بنفس الطريقة التي تذكر بها بوابات جدة الشهيرة الأربعة (باب مكة وباب جديد وباب شريف وباب البنط) .. وما يذكر الاتحاد والأهلي إلا ويذكر النجوم سعيد غراب وعمر الراجخان .. وعبدالرزاق ابوداود وعبدالرزاق بكر .. ومحمد نور ومبروك زايد ومالك معاذ .. وملعب الصبان ولا أتصور حلاوة مدينة جدة وكيف تكتمل بدون اتحادها وأهليها.
لماذا نحارب هؤلاء سؤال عريض جداً .. هل الخلل في الإعلام الرياضي أم في الجماهير .. ولماذا نروج ونشجع البضاعة الرديئة على حساب البضاعة الجيدة.
تابعوا بدقة التقرير المالي الاتحادي وأتمنى من كل الأندية أن تأخذ الدرس من تقرير الاتحاد حتى نكسب ثقة الجماهير والنقاد .. وكم كنت أتمنى لو أن الاتحاد طبق هذه الشفافية مبكراً .. حتى لاعبي الفريق الاتحادي اختلف كثيراً مع طريقة تعاملهم في السنوات الأخيرة مع إدارات النادي في المساومة على تحقيق البطولات .. وليت لاعبا اتحاديا واحدا كان صريحاً مع جماهير ناديه بأن مكافأة الـ(300) ألف ريال التي وعد بها العضو الداعم عن طريق المشرف محمد الباز هي التي حمست ورفعت من الروح المعنوية للاعبين في تحقيق كأس الأبطال أمام الهلال بدلاً من العبارات الاستهلاكية التي لاتسمن ولاتغني من جوع بإسعاد الجماهير الوفية وهذه الاسطوانة المشروخة أمام الفضائيات.