|


خالد قاضي
ليرحل فارياس غير مأسوف عليه
2010-06-12
لست ضد التعاقد مع مدربين لهم شهرة عالمية أو قارية، فالفرق والمنتخبات السعودية الكروية سبق أن تعاقدت مع مدربين محترمين من طراز عالمي فريد على غرار زاجالو والألماني كرامر وديدي وسانتانا ولازاروني وسكولاري وكالديرون وبوب هاوتون ويوردانيسكو.. وغيرهم من المدربين من فئة الخمسة نجوم قد لاتحضرني أسماؤهم الآن، أسماء تدريبية كبيرة تركت انطباعاً جيداً وتقديراً كبيراً لدى جميع المدرجات والجماهير السعودية، وتركوا ذكرى طيبة لاتنسى من خلال تعاملهم الراقي وتواضعهم مع الإعلام ومصداقيتهم واحترامهم للمواثيق والعقود مع أنديتهم.
المشكلة التي تعرضت لها الفرق السعودية في السنوات الأخيرة هي أطماع المدربين في خزائن وأموال الأندية السعودية، وكأني بكل مدرب يدخل الأراضي السعودية وهو يتوهم أن هناك (بئر بترول) في كل مقر ناد، وأن همه الوحيد أن يجمع أكبر قدر ممكن من الدولارات واليوروهات.. وكأنه يمارس علينا الضحك ويستغل طيبتنا وكرمنا والعواطف الزائدة لدينا. وحتى أدخل في هذا الموضوع بدون مقدمات مطولة، فإن تصرفات المدرب البرازيلي فارياس مع الأهلي منذ أن بدأ المهمة مع الفريق الأهلاوي.. ولا أنكر إنني امتدحت الرجل من خلال حصوله مع بوهانج الكوري على كأس آسيا، وفوزه مع نفس الفريق بالمركز الثالث في بطولة أندية العالم، ولكنني صدمت بهذا الفارياس على طريقة من تزوج من امرأة ذات حسن وجمال ولكنه فوجئ بعد ذلك بأنها عقيم لاتخلف، أوعلى طريقة المثل الذي يقول (يابخت من شرى له من حلاله علة)، ولأنني أؤمن بنظرية المؤامرة، لا استبعد أن فارياس بعد أن تسلم مبلغ مقدم العقد الأهلاوي وأحضر كامل عائلته إلى جدة بمن فيهم خادمات أطفاله وأبناء خالته، ولم يقصر معه الأهلاويون في شيء، كان متعمداً إسقاط الأهلي في أكثر من مباراة حاسمة بتغييراته الغريبة وتعاليه على اللاعبين غير المبرر وكأنه قادم من كوكب آخر، فالأهلي كان مؤهلاً على أقل تقديم بأن يخطف كأس ولي العهد من أمام الهلال، وكأس الأمير فيصل.. لولا تخبطات فارياس، وكنت أعتقد أنه غباء منه ولم يخطر على بالي في ذلك الوقت نوايا الرجل السيئة في الضغط على الأهلي بإقالته، وعندها سيكون هو الكاسب الوحيد مالياً باستلامه مقدم العقد وفوقها الشرط الجزائي الأهلاوي الذي يصل إلى 400 ألف، وبعدها يمارس هذا السيناريو مع فريق خليجي آخر، كيف لا وفارياس من نوعية المدربين الذين يفكرون في أرصدتهم وامتلاء جيوبهم حتى وإن كانت بأموال فيها من الخداع، ومن يعود لتغييرات فارياس سواء في الآسيوية أو المسابقات المحلية يتذكر أن تغييراته لنجوم الفريق توحي بأن الرجل لم يكن يفكر في فوز الأهلي بقدر ما كان يفكر في الشرط الجزائي ومغادرة البلد، حتى رحلة فارياس إلى كوريا في الشهر الماضي كانت تأكيداً على أطماع هذا الرجل من أجل السمسرة في شراء بطاقة محور بوهانج بدلاً من الإعارة لأن في الأولى عمولة أكبر.
أذكركم بمباراة الغرافة والأهلي في الدوحة آسيوياً وكيف أخرج فارياس المهاجم عبدالرحيم الجيزاوي وهزم الفريق.. واعترف بعد المباراة بأنه مدرب لايعرف في تغيير اللاعبين، وقبلها أخرج مارسينهو أمام الاستقلال .. وقبلها أخرج مالك معاذ والراهب دفعة واحدة أمام الشباب .. وأمام النصر في إياب كأس الملك أجرى تغييراً دفاعياً غبياً في وقت كان الأهلي بحاجة إلى هدف واحد ليصعد لدور الأربعة، وتذكروا تصريحات فارياس الفضائية وكيف كرر ثلاث مرات تصريحاته الاستفزازية.. وقال: إذا لايريدني الأهلي فأنا مستعد للرحيل، هذا تأكيد على نية فارياس الطماع. ويومها كتبت على فارياس أن يعرف أن الأهلي إضافة لتاريخه وليس العكس، لأن ديدي وتيلي سانتانا وغيرهما لم يفعلوا ما فعله فارياس، لأن ديدي وسانتانا لهما احترام في البرازيل وخارجها، ولهذا فإن جماهير الأهلي حتى هذا اليوم تكن لهما كل الحب والعرفان، أما فارياس فليذهب غير مأسوف عليه، ولا أخفي سعادتي لرحيله.. لأن استمراره كان كفيلاً بأن يدمر الأهلي الذي يكفيه ما فيه وليس بحاجة إلى مدرب من نوعية الطماع فارياس.
*لا أدري كيف اقتنع اتحاد الكرة السعودي ووافق على طلب المدرب بيسيرو مدرب المنتخب السعودي الأول للسفر إلى جنوب أفريقياعلى نفقة الاتحاد السعودي لكرة القدم .. والقبول بعذر غير مقنع ومقبول بأنه سيتابع مستويات منتخبات كوريا الجنوبية والشمالية واليابان وأستراليا .. لاحظوا أن أمامنا سبعة أشهر بالتمام والكمال على انطلاقة كأس آسيا في قطر، والرد على تبرير بيسيرو سهل جداً: فهل تضمن أن تكون هذه المنتخبات على نفس وضعها بعد سبعة أشهر؟