|


د. علي عبدالله الجفري
استراتيجية التسويق الرياضي
2008-08-04
طلب مني مجموعة من الزملاء إجمال أهم نقاط بحثي المعنون 'استراتيجية مقترحة للتسويق الرياضي في الوطن العربي، والذي حصل على جائزة الأمير فيصل بن فهد الدولية لبحوث تطوير الرياضة العربية في دورتها السادسة هذا العام، والحقيقة إنه من الصعب تماماً اختصار أي بحث علمي في مساحة مقالتي هذه، ولكنني سوف أحاول.
البحث هدف إلى التعرف على الوضع الحالي للتسويق الرياضي في الوطن العربي من خلال دراسة ميدانية واقعية معاصرة في بعض الدول العربية، وإلى بناء استراتيجية للتسويق الرياضي في الوطن العربي مبنية على نتائج الدراسة الميدانية. الدراسة الميدانية تمت من خلال تصميم استبانة خاصة وزعت على وزارات الشباب والرياضة، الشركات الخاصة التي تمول الأنشطة الرياضية،  الأندية الرياضية في أربع دول عربية هي المملكة ممثلة عن الخليج، الأردن ممثل عن دول الشام، مصر ممثلة عن شرق إفريقيا، وتونس ممثلة عن المغرب العربي.
نتائج الدراسة الميدانية على الوزارات والشركات والأندية في الدول، عينة الدراسة أوضحت أن اللوائح والتشريعات القانونية في الدول تمثل المعيق رقم واحد في كل من الأردن ومصر وتونس، بينما كانت المعيق رقم اثنين في المملكة لانتشار التسويق الرياضي بمفهومه الصحيح في الوطن العربي.
الدراسة توصلت إلى عدة توصيات منها: الاهتمام بالإعلام كأحد أنجح وأهم الوسائل المساعدة على نجاح عمليات التسويق، تشجيع البحوث في مجال التسويق الرياضي، أهمية مراجعة بعض التشريعات واللوائح المنظمة للعمل الرياضي، إنشاء جمعية عربية للتسويق الرياضي، إنشاء إدارات للتسويق بالجهات الحكومية والأندية والشركات، الاستعانة بالمتخصصين في مجال التسويق الرياضي للعمل في الوزارات والشركات والأندية، تدريب وتأهيل كوادر في مجال التسويق الرياضي.
مع اقتناعي بنتائج البحث وتوصياته والإطار العام للاستراتيجية من النواحي المهنية، إلا أنني غير متفائل بمستقبل التسويق الرياضي في وطننا العربي، وأنه لن يخرج عن نطاق ضخ مبالغ مالية من قبل شركات عملاقة مبني على العلاقات الشخصية بين الشركات والأندية. أعتقد أننا مازلنا بعيدين جداً عن تطبيق أساسيات العمل الاحترافي في المجال الرياضي فضلاً عن تنفيذ نظم تكاملية في علوم مختلفة مثل التسويق الرياضي.