|


سعد المطرفي
أعيدوا النظر في القياس
2011-11-06
هناك الكثير من الشباب والشابات لم يتمكنوا من الالتحاق بأي جامعة أو كلية ولأسباب تتعلق بنسبة الاختبارات التحصيلية وليس اختبارات القياس أو معدل نسبة الثانوية العامة.
وهناك الكثير أيضا سيواجهون نفس المشكلة بعد أقل من شهرين فيما لو لم يحققوا المعدلات المطلوبة في البرامج التأهيلية التي تتبناها بعض الجامعات، وكل شاب لن يجد له مقعدا جامعيا أسوة بزملائه سيكون رقما مضافا إلى قائمة البطالة، والبطالة إحدى روافد الانحراف السلوكي والشعور بالهامشية، والتفكير في الاكتفاء باختبارات القياس مضاف إليها نسبة الثانوية العامة فقط أصبح مطلباً وضرورة، وإلا سيكون الكثير من هؤلاء المحرومين من فرص التعليم الجامعي عرضة للانحراف ليشكلوا خطرا على أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم في أي لحظة، فالفراغ أسوأ مفسدة، والشعور بالهامشية سيعزز من حدة السلوك غير المرغوب فيه، ووزارة التعليم العالي لن يضيرها شيئا لو أعادت مراجعة معايير القبول بهدف منح الشباب والشابات أكبر مساحة ممكنة من فرص التعليم الجامعي في ظل المتغيرات الساخنة التي أصبحت تحدث في بعض المجتمعات من حولنا، فالاكتفاء باختبار القياس ونسبة الثانوية العامة أمر ممكن للغاية، والتيسير دائما مطلب شرعي وإنساني ومعرفي.. وهو لايعني التساهل على الإطلاق، فالاختبارات التحصيلية المضافة للقياس ضمن سلسلة شروط القبول يمكن إبقاؤها للراغبين في الالتحاق ببعض التخصصات الدقيقة أو التي تتطلب تراكما معرفيا عاليا كالطب والهندسة، أما بقية التخصصات الأخرى فلا أظنها ذات ارتباط عميق وصلة بتلك الاختبارات المتعددة، وشخصيا ليس لدي ابن لم يتمكن من الالتحاق بالجامعة كيلا يفسر الأمر بأنه هم شخصي، إنما أنقل هماً متزايداً وحقيقياً لهؤلاء الشباب والشابات، وحجم تذمرهم من تلك المتاريس المتعددة التي تقف أمام خطوات التحاقهم بالجامعات، وربما نشوء ظاهرة الالتفاف على برامج الابتعاث من خلال دورات اللغة التي أصبحت متزايدة بحثا عن فرصة للحصول على مقعد تعليمي في جامعات خارجية.. أحد أهم أسبابها صعوبة متطلبات القبول لدينا، فيما يجد الشباب أو الشابات فرصة التعليم العالي سانحة في تلك الدول الأكثر تقدما وفي جامعات أفضل من جامعاتنا سواء من حيث التصنيف ومن حيث الجودة المعرفية.. فهل من مستجيب؟ .. وعيدكم مبارك.