|


صالح الصالح
 لخويا والنصر (أزمة فكر)
2011-05-01
 في الدوري القطري حقق فريق لخويا بطولة الدوري لأول مرة في تاريخه، وهو النادي الذي لم يتجاوز عمره العامين، إذ تأسس عام 2009 وحقق فيه بطولة الدرجة الثانية ليصعد إلى مصاف دوري الأولى 2010 ولينجح في تحقيق الدرع لأول مرة في تاريخه بميزانية لم تتجاوز 70 مليون ريال، على الرغم من افتقاده لمنشأة رياضية تقام عليها مواجهاته الدورية أسوة ببقية الفرق، وكذلك إلى قاعدة جماهيرية تطارده في كل مواجهة، وكل ما عمله هو اختيار جهاز فني جيد بقيادة مدرب جزائري، ورباعي أجنبي مميز، وأضاف عليها الاستقرار في الجهاز الإداري، وفي قائمة اللاعبين ليظفر بالدوري، متفوقاً على كبار الكرة القطرية الغرافة والسد والريان والعربي.
وأعتقد أن من المناسب أن نقارن بينه وبين فريق النصر السعودي الذي يتفوق على لخويا في التاريخ والبطولات والجماهيرية لكنه أقل منه في الفكر الإداري، والرغبة في تحقيق منجز يتباهى به.
فريق النصر حالياً - لمن لا يعرفه أو لغير المهتمين بالشأن الرياضي- هو أحد الفرق السعودية التي تعد من فرق الوسط منذ أكثر من عقد لم يحقق فيه بطولة كبرى تروي عطش جماهيره الكبيرة التي أبقته في الواجهة الكروية السعودية، قدم قائمة فاخرة من النجوم في كرة القدم، يعاني من خلافات شرفية كبيرة أسهمت في وصوله إلى هذه المرحلة من الهوان، تعاقبت عليه عدة إدارات في خلال فترة وجيزة منذ وفاة رمزه التاريخي الأمير عبدالرحمن بن سعود في 2004، وفشلت جميع هذه الإدارات - بما فيها الحالية- في إقناع أنصار النادي باختلافها ومناسبتها لقيادة ناد كبير يعد من أهم أركان الرياضة السعودية، عانى النادي كثيراً من الوصاية، وادعاء امتلاك الفكر والمال، إضافة إلى المكابرة والانشغال بالآخرين، وعدم العمل الصادق لإعادة النادي لسابق عهده، وسط هدر مالي كبير في صفقات التعاقدات المحلية والأجنبية، والأجهزة الفنية، وكذلك إيجاد سياسية إدارية تقضي بمنع أبناء النادي الأكفاء من العمل فيه، وتم تحويله إلى مسرح لتصفية حسابات شخصية أصبح ضحيتها المشجع البسيط الذي يحسب له مطاردة الفريق في كل مكان حتى بات النصر الفريق الوحيد الذي يلعب كافة مواجهاته ذهاباً وإياباً وكأنه على أرضه وبين أنصاره، لكنه قرر هجر المدرجات أخيراً.
كل ما سبق لم يمنع من وجود بصيص أمل قدمه للنصر المشرف على الفئات السنية العميد خالد الرشيدان الذي نجح في التغلب على شح الدعم واستطاع وفق جهود شخصية وفكر إداري مختلف لقيادة الفريق لدرجة الناشئين لتحقيق بطولة الدوري لأول مرة منذ عقد ونصف، والرشيدان المتخصص في تخريج الكفاءات الأمنية من الطبيعي أن ينجح في تخريج لاعبين على قدر عال من الكفاءة الفنية والأخلاقية لكن من ينصفه وهو صاحب فكرة التسجيل الالكتروني للراغبين في التدرب بالنصر، والارتقاء بفكر النشء، إنه زمن تسليط الأضواء لمن لا يستحقها، وفي النصر لا أحد يستحق الإنصاف إلا بطل دوري الناشئين والمدرج الخليجي الأكبر فقط.