كم من الكباري التي أنشئت فباركنا من بنائها ومن وضع أول طوبة فيها وكم من الكباري أهدرت أموالاً وجهداً ووقتاً في تشيدها، فدعونا على من كان وراء (إهمال) شارك وساهم فيه وشجع عليه، وحينما يتعامل الإعلام الرياضي مع مصطلح الكباري في لعبة كرة القدم فالمقارنة مختلفة تماماً وإن كان في معنى المسمى تشبيه لصور كثيرة تقدم لمتابعي وعشاق هذه المجنونة حالات (إبداع) صفقنا لها بحرارة، كالهدف الثاني الذي أحرزه اللاعب الكوري الهلالي بيونج في مرمى مبروك زايد، والهدف الذي سجله مازن الفرج في مرمى مسيليم الأهلي ولعل أشهر كوبري هو كوبري أسامة المولد في مرمى الحارس العملاق محمد الدعيع، بينما ننتقد شجباً واستنكاراً كل كوبري مورس من خلاله الغش والخداع والظلم والتضليل عبر كل من كان لهم دور مباشر وغير مباشر على مختلف ميولاتهم وتخصصاتهم في صنع كباري داخل المستطيل الأخضر وخارجه (فضحت) مجموعة من الاختراقات التي شوهت جمال التنافس الرياضي الشريف عن طريق كم هائل من (الإهمال) المتعمد أحياناً والآخر الذي حدث عن غير قصد ولمسنا تأثير تبعاته على أنظمة تم الالتفاف عليها بالنفوذ والتحايل وقوانين من قبل من يصفوهم بـ(المتخصصين) أجادوا ببراعة فائقة توظيفها حسب أهوائهم كما يحلو لهم بتفسيرات (ما يطلبه المحبون) وينطبق عليها المثل القائل (كل يغني على ليلاه)، ناهيك عن ملايين أندية ذهبت لغير مستحقيها في مصروفات خالية شكلت في مجملها واحدة من أبرز عوامل الهدم الذي تعاني منه حالياً الكرة السعودية. ـ في ملعب الشرائع بمكة المكرمة شاهدنا في تلك الليلة التي تزينت بـ(الإمتاع) الكروي أكثر من كوبري تجلى في واحد منه صورة من صور الإبداع الذي أعجبنا إعجاباً شديداً بـ(كومبواريه) الذي هو من وضع الطوبة الأولى له من خلال تغير ذكي بات جزءاً من دهاء مدرب يحسن قراءة الفريق الخصم ويجيد معرفة مراكز القوة والضعف لديه ليفاجئه بورقة ماكرة تلخبط أوراق مدربه مع بداية الشوط الثاني، بينما أزعجتنا كباري أخرى بطلها (مرعي العواجي) الذي لم توفق صافرته في احتساب ركلة جزاء قلبت موازيين المباراة للفريق الأضعف في هذه المواجهة، إضافة إلى قرارات (تأديبية) لسلوكيات خارجة عن اللعب النظيف مارس فيها اللاعب المغربي (الهرماشي) كل الألوان، وأنواع العنف في غمضة عين حكم (أهمل) صافرته في أكثر من حالة عامداً متعمداً استخدام كروت ملونة احتفظ بها في جيب بدلته، كما أنه في ظل هذا (الإهمال) تجاهل طرد لاعب الاتحاد أسامة المولد في (كوع) يستحق البطاقة الحمراء على أنه أخطأ في منحه البطاقة الصفراء في (فاول) لا يستحق أكثر من ذلك، وبطاقة صفراء لإبراهيم هزازي نتيجة عنف حدث منه بإهمال حدث قبل ركلة الجزاء (الظالمة). ـ أما الكباري التي حدثت عقب المباراة مباشرة، فواحدة حدثت في المؤتمر الصحفي للمدربين وذلك من قبل المدرب الاتحادي كانيدا الذي حاول تبرير خطأ تغيره للاعب أنس الشربيني بكوبري (أخفق) كثيراً في استخدامه لأنه كشف حجم (حماقته) تجاه لاعب لم يحسن التعامل معه عملياً في المباراة وسلوكياً بعد نهايتها، في حين أن حبينا محمد الفودة وزميله العزيز عبدالرحمن الزيد فقد (ذبحا) المشاهد عن طريق (كباري) قانون يحمل مصطلحاً (مطاطياً) يوجهانه من خلال (تقديرات) يلعبان على وترها بحكم (التخصص) الذي (هلكنا) به البعض وهو يردد (اسألوا المتخصصين) والذين شاهدنا لهم في حالات مماثلة آراء (مختلفة) متناقضة تماماً عما قالوها سابقاً واعتدوها لاحقاً مع أن القانون الذي يعتقدون أنه أصبح أحد ممتلكاتهم الخاصة بات موجوداً في كتاب وفي (قوقل) وبمقدور طالب في المرحلة الابتدائية قراءة أن يفتي فيه بطريقتهم بناءً أيضاً على تقديرات لن يلومه أحد إن أخطأ في ذكرها على العكس إن حدث (إهمال) من أباطرة (ذوي الاختصاص) عن طريق استخدام كوبري (مغشوش) في توليفة بنائه وصناعته.. وعلمي وسلامتكم.