|


علي الشريف
.. من ربيع ما تدَمّر
2012-10-23

من أثقل الـ"ملفات" التي سيواجهها الاتحاد العربي بكافة رياضاته ما دمره الربيع العربي، وما خلفه من تركة الدمار باتجاه كافة ما رياضة شهدت التحطيم وتخريب المنشآت وانهيار بنى تحتية كثيرة في دول عدة، بل ومن شخوص شكّلهم الربيع على أنهم نتاج ما يُصلح وسيأتون للطاولة تحت مسميات لا تفصل عن " من يمثل من "، وبتراكم من عجز المال وفاقته، كون تلك الدول ستصبح رياضتها تحت خط الصفر على صعيد المال الذي سيذهب لإعمار ما ليس الرياضة ومن باب الأهمية التي تَعود عليها المواطن العربي من أولويات. لك أن تضيف على هذا "الإحباط" ما كان في أساسه تحت طائلة الإصلاح منذ عدة حروب من عراق إلى لبنان إلى كويت ما بعد الغزو، ومثل هذا الاتحاد عليه أن يدعم فاقة كل هؤلاء، وأن يبادر، وأن يصلح، وأن يقنع من جديد بفكرة الاستقرار من بوابة الرياضة، فلا شام برياضة ولا يمن، فيما دول المغرب العربي هي الأخرى " حضانة " البدء لما تحطم من ليبيا إلى تونس مرورا بمصر التي لازالت تخرج للشارع من أجل الرياضة، وفي هيئة الـ 4 ملايين عاطل، وعدة أشكال المطالبة التي تقنع السياسي بعدم التدخل في الرياضي، ومثل هذه الأزمة ما هي إلا أبسط مما سيواجه به الاتحاد العربي بكافة رياضاته من " فزعة، وحلحلة، وترتيب أجندة " وقد " موافقون، ومحتجون، ودخلاء وغير دخلاء "، ما يعني " خارطة طريق رياضية جديدة " وفق فقه الواقع، وترقب لمستجدات تغلي في العديد من الأمكنة، فيما قد يسهم هذا الـ " تساقط" للمنتخبات العربية من الذهاب إلى كأس العالم في حالة فراغ أو عودة لأصل خلاف العرب حول اتحادهم، وكيف أن " مكاييله" يجب أن تدور بعدل، فيما المتدمر أكثر من المتذمر، والمنهار قد بلا نظام في الأصل. وهذا يعني أن يجمع الاتحاد العربي ملفات ما دمرته السياسة، وأن يحصر فواتيره، وأن يحاول الحلحلة المبكرة وفق المستطاع ذلك الذي دون شك حَذَف بالرياضة العربية عشر سنوات لما خلف، ما اقتصاد أو تطور أو مواكبة آخر يصنع رياضة تستقر ويستقر هناك، يعني أيضا.. وجود " طبقية رياضية " تلغي تلك " الوسطى"، على غرار مكونات المجتمع، من دول ثرية ببنى تحتية جيدة وقليلة، إلى أخرى تفكر في الـ " شينكو" على حساب مقعد الـ " صبة " أو الأسمنت كي لاتتلف رياضتها، فما بالك في مقعد الوثير في منصة المدرج، قس على ذلك رياضة ما فلسطين، وسودان ودول تردَّت أكثر من قبل الربيع العربي، وتعاني ولكنها تختصر الأمر في " مريخ وهلال "، وتلخصه في تفتيش حقائب الرياضي الفلسطيني عند كافة نقاط التفتيش فيما يحلم بقطعة حلوى الكرة. مثل هذا الواقع " مرير" ولو كابرنا عليه، فمن ـ يمن ـ بنى " كم ملعب " - إلى " يرتبك / رياضيا "، ومن عراق خدعه ورد السياسة إلى آخر " يتفرق دمه بين الدول من لاعب محترف هنا أو هناك "، فرياضته ليست آمنة، وبنى تحته مرتبكة، وهذا كله الـ " ملف والأزمة "، حلحلة المستقبل وتصور " العربي/ الاتحاد" لما جيل رياضي مقبل عليه أن يؤدي واجبات كثيرة من أجله، ولو " قلنا " سيواصل جهد السابق إلى لاحق " أجندته" حل كل هذا التأزم. أخلص إلى ضرورة تشكيل " إدارة أزمة " / ولو لجنة / في الاتحاد العربي تعمل بهدوء على هذا النوع من الملف والآخر، والحلحلة والأخرى ـ فيما أثق سلفاً في معرفة قيادة الاتحاد العربي بكل ذلك واجتهادها الدائم ـ ولكني من باب الإضاءة: " سيأتون إليك ياملك"* / للاتحاد / وفق ما تدمر ويطلب الحل، ويعيق ويناضل من أجل التعثر، ولو قالوا "دم بدم.. ولا تصالح"* ولكنها في الأخير الـ"مصالح"، ما تفرقه السياسة وتجمع الرياضة من دم.. غداً نلتقي.