في زمن ماض كانت المكتبات تعج بعشرات الكتب من عيّنة " تعلم الاتجليزية في أسبوع " ثم بدأت في التلاشي بعد أن أدرك الناس أن هذا الشيء من سابع المستحيلات فلكل فعل مركب فترة زمنية لا بد من أن يمر بها وهذه الفترة تتضاعف إلى ما لا نهاية عندما تتعلق الأمور ببيوقراطية حكومية تستغرق فيها المعاملات عند التنقل بين المكاتب والمكاتبات إلى سنوات طويلة في بعض الأحيان ولكم في " صيانة " ملعب الأمير عبدالله الفيصل النموذج الأوضح فقد بدأت الأعمال ومازالت في طور البداية وحين بدأت كان ملعب مدينة الملك عبدالله مجرد فكرة على ورق والأرض بيضاء بور والآن هو ملعب متكامل جاهز لاستقبال المنافسات فقد أصبح من أجمل الملاعب على الأقل على مستوى المنطقة وبقيت الصيانة بين سقوط رافعة وارتفاع خافضة وحين تسقط الرافعة فلا تنتظر ارتفاع الخافضة
على النقيض من ذلك كلّه فعل " أبناء الزلفي " فقد نجحوا في تحويل الحلم إلى حقيقة وطبقوا كتاب كيف تتعلم الانجليزية في أسبوع بعد أن نجحوا في أسبوع واحد فقط بين الانتهاء من توقيع العقود مع الشركات والجهات الرسمية إلى الانتهاء من أعمال جبارة وفي فترة زمنية قياسية وكانت البداية بتوسيع الطاقة الاستيعابية للملعب من ثلاثة الآف وخمسمئة مقعد إلى ثمانية الآف مقعد بزيادة أكثر من خمسين بالمئة ثم في " ترقيم " المقاعد بحيث يكون لك تذكرة برقم يتطابق مع الكرسي وعلى ظهر التذكرة يجد المشجع خريطة بيانية يستطيع من خلالها الذهاب بكل يسر وسهولة لمقعده ولزيادة الحرص على التنظيم تعاقدت إدارة نادي الزلفي مع شركة أمنية متخصصة بغرض حفظ الأمن وضمان دقة التنظيم وللمعلومية قضية ترقيم الكراسي لها ثلاثين عاما بمثابة حجر عثرة أمام مسئولي كرة القدم ومع ذلك نجح أبناء الزلفي في تجاوزها في ستة أيام فقط واستمرارا في الرغبة في الإنجاز تم في أسبوع واحد فقط إصلاح أرضية الملعب " المعشّب الأخضر " بدعم خاص من أبناء النادي حين وفروا جميع مستلزمات إصلاح الأرضية من ميزانية النادي ثم تم التعاقد مع شركات دعاية وإعلان بلوحات كهربائية مضيئة على غرار ما يحدث في " درّة الملاعب " وهناك احتمال كبير بتركيب شاشة عرض الكترونية لعرض الأهداف واللقطات المهمة وربما ستهبط الكرة من أعلى من خلال طائرة مروحية قبل بدء لقاء الزلفي بالهلال " عصرية السبت "
باختصار إن مافعله أبناء الزلفي يعطي دلالة كبيرة على أننا إن رغبنا في العمل تجاوزنا الصعاب وإن بحثنا عن الإنجاز سننجز ولن يقف في سبيل مانريد عائق لم يكتبه علينا رب العزة والجلال وأن تعطيل المشاريع يأتي من " قصور " القائمين عليها فمرحى مرحي يا أهل الزلفي
الهاء الرابعة
لا من عسفت اعسف من الخيل شقرا
تعجبك وقت الحرب لا صرت خيال
ولا من عشقت اعشق من الغيد عذرا
منسوبة الجدين والعم والخال
