ديربي آسيوي مجنون أعاد الحيوية لملاعبنا ليس على مستوى الجماهير وتفاعلهم فقط بل أيضاً على مستوى العطاء داخل الملعب في ليلة كروية جميلة ربما هي كذلك بالنسبة للأهلاويين ولكن حتماً لم تكن مبهجة لمحبي الاتحاد الذي خانهم الحظ الآسيوي هذه المرة، فاز الأهلي الأفضل رغم أن الفرصة كانت أقرب للاتحاد عطفاً على نتيجة المباراة السابقة ولكن للأسف لم يكن أكثر لاعبي الاتحاد مهيئين للفوز بعد أن تفرغ أكثرهم للشتم والضرب (عمال على بطال) بدلاً من التركيز على المباراة بحثاً عن العطاء الأفضل داخل الملعب، حتى نور الأكثر خبره وكقائد للفريق لم يكن له دور في إعادة هؤلاء اللاعبين لأجواء المباراة خاصة إبراهيم هزازي وعسيري اللذين ساهما بشكل كبير في تشتيت تفكير زملائهم دون مبرر، في الواقع ديربي جميل بحماس اللاعبين رغم أن المباراة في أكثر أوقاتها كانت تلعب على (باب واحد) مع بعض الاستثناء لبعض الكرات المرتدة للاتحاد الذي حاول لاعبوه مجاراة حيوية لاعبي الأهلي ولو كان عماد الحوسني في حضوره المعتاد لزاد من معاناة دفاع الاتحاد المرتبك، على أي حال المباراة كانت جميلة في معظم فتراتها رغم محاولة الهزازي المستميتة في تشويه هذا اللقاء بكل ما أوتي من قوة للحد من خطورة فيكتور الذي نجح في إخراج دفاع الاتحاد من أجواء المباراة بعد أن أدخلهم في سباق البحث عن إصابته وأظن أن إصابة فيكتور كانت هدفاً (استراتيجياً) منذ بداية المباراة لأكثر من لاعب اتحادي، في اعتقادي أن هناك ثلاثة عوامل ساهمت في هزيمة الاتحاد في ليلة الوداع الآسيوي وهي أولاً: ضعف دكة الاحتياط وكبر السن بالإضافة لحماقة هزازي وعسيري وغبائهما المركب في التعامل مع ظروف المباراة، مبروك للأهلي وحظ أوفر للاتحاد الذي أسعدنا آسيوياً في فترة من الفترات مع إيماني بأن الأهلي سيكون خير سفير لنا في نهائي آسيا. وقفات ـ هناك لاعبون لا يملكون الحد الأدنى من الذكاء الكروي، لذا فهم يتسببون في تضييع مجهود فرقهم في ثوان معدودة والأمثلة كثيرة، لاعبون بمثابة القنابل الموقوتة قد تنفجر في أي لحظة من لحظات المباراة لبسبب أو دون سبب يعني (zero) ذكاء كروي فماذا عسانا أن نتوقع. ـ الهلال كأسماء لا أحد يختلف عليها فهي الأفضل ولكن يحتاجون لشحن معنوي مكثف لزيادة معدل الحيوية داخل الملعب، بصراحة الهلال بشكله الحالي سيعاني كثيراً في الجولات القادمة من الدوري رغم أن دورينا فنياً لا يحتاج للكثير من الجهد لخطف لقب البطولة، عموماً الهلال مازال يحقق الأهم ومع ذلك نقول ما كل مرة تسلم الجرة يا هلال. ـ لم ينصت الشبابيون للأصوات المنادية بحل مشكلة الدفاع التي أثرت كثيراً في حالة الشباب وسنرى المزيد من التدهور مع تجاهل حقيقة هذا الضعف، أفضل الفرق في نظري هي التي تملك خطوطاً متوازنة ودكت احتياط قوية، وهذا للأسف غير متاح لفريق الشباب حالياً لذا نحن نتوقع مزيدا من الانحدار رغم كل ما يبذل من عمل فني، وفي ظني أن الدفاع يأتي أولاً من حيث الأولويات ومن بعده الوسط وثم يأتي الهجوم. خاتمة الكرة السعودية تملك هدافين يعتمدون اعتماداً كلياً على صناع اللعب، ولا تملك مهاجمين قادرين على إيجاد الحلول في الأوقات الصعبة، وهذا في اعتقادي ما زاد معاناة منتخبنا الوطني.