من الطبيعي أن يجد أنصار الهلال ومحبوه أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه خاصة وهم يرون هلالهم في أسوأ حالاته الفنية والمعنوية بالرغم من كل الدعم وكل الحب الذي أحيط به الفريق, شخصياً لا أتصور ان ما نراه من تدهور نابع من تأخر الإدارة في اختيار اللاعبين والمدرب (فقط) بل هناك شيئا آخر ساهم ايضاً في ما نراه من تدهور حقيقي لفريق كان مضرباً للمثل في كل شيء ولكن دوام الحال من المحال , وبما ان عناصر النجاح لا تعتمد على عنصر دون الآخر فمن الظلم ان نحمل الإدارة كل شيء ونترك اللاعبين الذين هم رأس حربة المشكلة من خلال ما قدموه من مستويات هزيلة وعطاء سلبي مع غياب واضح للروح داخل الملعب فهم لم يقدموا ما يشفع لهم امام جمهورهم الذي لن يرضى حتماً بمثل هذا الوضع المحزن والمحرج للطرفين النادي الكيان وجماهيره العريضة, حالياً لم يعد يهم الجماهير الهلالية من المتسبب حتى ولو كانت على قناعة بأن الإدارة هي حجر الزاوية فيما نراه من اخفاقات متتالية ولكن الأهم بالنسبة لها هو تجاوز هذا الأمر بالبحث عن وسيلة انقاذ للخروج من هذا الوضع وبما ان الوقت ليس في صالح الهلال خاصة ونحن على مقربة من ابواب البطولة الآسيوية المنتظرة لذا فهي تتمنى ان يتم التركيز على كيفية الخروج من هذا المأزق الذي حتماً لن يكون من خلال العويل والبكاء على اللبن المسكوب بل من خلال البحث عن حلول عملية حتى لو كانت على حساب المنافسة على الدوري الذي أرى انه اصبح بعيد المنال في ظل براعة وابداع الشباب الذي مازال مستمرا في حصد النقاط بلا هوادة وفي نظري ان الاختيارات المتاحة لا تخرج عن الاستعانة بمدرب الفريق الأولمبي زلاتكو(the sooner the better) لخبرته بالدوري السعودي ومعرفته بإمكانات اللاعبين وأيضا من خلاله يمكن حل بعض المشاكل الفنية في أكثر من مركز بالاستعانة بلاعبي الفريق الأولمبي من اجل تعويض ما يمكن تعويضه وضخ أسماء جديدة تعيد الحيوية للفريق او أعطى المدرب كومبواري ما يحتاجه من الوقت لبناء فريق الهلال القادم بغض النظر عن تبعات هذا القرار, عموماً مباراة النصر ستكون مفترق طرق لمسيرة الهلال في الدوري وحتى في الآسيوية. وجهة نظر الرياضة السعودية تعاني الأمرين مادياً ومع ذلك نحاول نجمل الأشياء ونحاول تجاوز هذا الواقع بتبريرات واهية مع ان الموضوع اكبر من ان نتناوله بهذه الطريقة السطحية, نتحدث كثيراً عن تدهور المستوى وتكرر الفشل الذي كان اخره خروج نادي مضر من بطولة العالم ونتساءل عن اسباب هذه المشكلة مع انها اوضح من الشمس في رابعة النهار, ببساطة لا يوجد تطور او ازدهار زهيد الثمن حقيقة يجب ان يؤمن بها كل باحث عن التطور وكل صاحب قرار في المجال الرياضي. بمعنى آخر يجب ان ننسى نظام (لعل وعسى) في مسيرتنا الرياضية ان كنا نرغب في الخروج من المربع الأول. في ظني ان توجه البرامج الرياضية السعودية مازال يراوح في دائرة البحث عما يطلبه المشاهد بغض النظر عن ما يوازي هذه الأهمية فيما يخص الرسالة الإعلامية وأخلاقياتها , نعم المشاهد مهم ولكن هناك اشياء لا تقل اهمية, بكل اسف البرامج الرياضية اوغلت كثيراً في طريق المشاهد وتخلت عن دورها التثقيفي وتنوير المتلقي لذا فهي مازالت تدور في فلك الإثارة السلبية بكل ما فيها من سطحية لجذب اكبر عدد من المشاهدين, اتمنى ان تخرج هذه البرامج من دائرة الإعداد الكلاسيكي والبحث عن كل جديد يفيد المشاهد ويسهم في رفع مستوى الوعي والفكر الرياضي لدينا, نقول نتمنى مع انني حالياً لا ارى نورا يلوح في الأفق مع ما نراه من اهمال للأكاديميين والمختصين في المجال الرياضي وفتح المجال للمتردية والنطيحه للثرثرة في كل شيء. بصراحة طريقة اختيار اللاعبين الأجانب في انديتنا تعتمد بشكل كبير على الحظ والمصادفة والدليل الفشل الكبير الذي تواجهه الأندية بالرغم من الفلاشات والأموال المداولات التي تسبق عاصفة الفشل, شخصياً ارى ان انديتنا بالذات غير محظوظة بشكل كبير في اختيار اللاعبين مقارنة بدول المنطقة بالرغم من المبالغ الكبيرة التي تتكبدها الأندية السعودية, العجيب ان ما يعرض علينا يعرض على غيرنا بأسعار اقل وهذا ما جعلنا نتساءل عن أسباب هذا الطمع وهذا الاستغلال ... عموماً نسبة النجاح في الأندية السعودية لا تتعدى 10% وان كان هناك ما يمكن ان نسميه نجاحا في اختيار اللاعبين هذا الموسم فهو يحسب لنادي الشعلة التي وفقت بالتعاقد مع اللاعب حسن الطير الذي بالفعل يقدم مستويات اكثر من جيدة وهذا دليل على ان الموضوع غير خاضع للقوة المالية او (شو) الأندية الكبيرة. مع التحية للجميع .