|


مساعد العبدلي
تعالوا نختلف
2015-03-13

ما زلنا في العالم العربي لا نجيد لغة (الاختلاف) لأننا نخلط كثيراً بين مفهومين متقاربين (كثيراً) في النطق مختلفين (تماماً) في المعنى..

ـ المفهومان هما (الاختلاف) و(الخلاف)..

ـ الأول (الاختلاف) أمر صحي ومحبب ومطلوب.. والثاني (الخلاف) ممارسة سلبية ومرفوضة..

ـ الاختلاف هو التباين في الرؤى.. وكلما كان بمفهومه الحقيقي المنطلق من مصلحة (عامة) وهدفه الوصول نحو الأفضل والأقرب للكمالية في أي مجال كان كلما كان هذا الاختلاف صحياً ومطلوباً.. هذا هو الاختلاف الإيجابي..

ـ أما الاختلاف السلبي فهو عندما يكون فقط لمجرد المصلحة (الشخصية) ورفض صاحب الرأي الآخر ولغرض التعنت وفرض الرأي وهنا يكون الاختلاف مرفوضاً وسلبياً..

ـ ما سبق كان هو (الاختلاف بنوعيه الإيجابي والسلبي).. أما (الخلاف) فهو أعلى درجة الاختلاف السلبي.. بمعنى أن يختلف طرفان أو أكثر اختلافاً سلبياً لا ينطلق من مصلحة عامة ولا يهدف للتصحيح والتقويم ويتطور (اختلافهما) ليتحول إلى (خلاف) يصل لدرجة الشراسة والإساءة وربما القطيعة..

ـ هكذا هي الحال في كثير من أحوال عالمنا العربي نتيجة عدم فهمنا الحقيقي لمفهوم الاختلاف الذي لا يفسد للقضية ونتيجة لعدم الفهم الحقيقي فإن الاختلاف يصبح خلافاً ويقود لفساد القضية وكذلك الود..

ـ لا أريد أن أخوض في (الاختلافات) السياسية داخل الدول العربية أو فيما بينها وهو الذي تطور في كثير من الحالات ليصبح (خلافاً) نتج عنه القطيعة..

ـ ليس مجالي هنا السياسة إنما الرياضة وهي التي نجد فيها الكثير من (الاختلافات) التي كان من المفترض أنها لا تفسد للود قضية لكنها (بكل أسف) تطورت حتى وصلت لمستوى (الخلافات)..

ـ هنا في الرياضة السعودية يختلف طرفان (في وجهات النظر) حول عمل ما ولأنهما (كلاهما أو أحدهما) لا يفهمان جيداً مفهوم الاختلاف الإيجابي في وجهات النظر الذي يقود للإصلاح ولا يفسد للود قضية فإن (اختلافهما) يتطور بشكل لافت ويخرج الحوار عن (موضوع) الاختلاف نحو شخصنة الموضوع ليصبح الأمر (خلافاً) يتدخل فيه مؤيدون كثير يساندون الطرفين ليس من أجل إعادة الحوار نحو (الاختلاف) الإيجابي بل من أجل رفع حدة الاختلاف ليتحول إلى (خلاف).

ـ الضحية طبعاً هو (العمل) موضع الاختلاف والذي اختلف الطرفان من أجل إصلاحه وتقويمه.. لا العمل تم إصلاحه ولا الطرفان استمرا يحترمان بعضهما بل العمل ازداد سوءاً وسلبية والطرفان باتا أقرب للأعداء..

ـ كل هذا بسبب عدم فهمنا الجيد لمفهوم الاختلاف (الإيجابي)..

ـ تعالوا نختلف.. ولكن بشكل إيجابي يعتمد على احترام الرأي الآخر ومن أجل مصلحة (عامة) ويكون اختلافنا (بالفعل) لا يؤدي لفساد القضية ولا الود..

ـ هل نستطيع؟.