|


مساعد العبدلي
التحليل التحكيمي
2014-09-24

ـ كنت ذات يوم من أشد المتابعين والحريصين على متابعة الفقرات الخاصة بالحالات التحكيمية في البرامج الرياضية لأنني كنت أبحث عن الفائدة والإلمام بقانون اللعبة وكنت خلال متابعتي لتلك الفقرات أشعر في كثير من الأحيان بتناقض غريب في شرح الحالات سواء من المحلل نفسه أو بين المحللين...

ـ كنت أحدث نفسي بالقول أنني ربما لا أفهم طبيعة القانون الذي يتحدثون عنه لذلك لا بد من الصبر ومواصلة المتابعة...

ـ اليوم أقولها بأنني بدأت أفقد كثيراً من الأمل في استمرار متابعتي للحالات التحكيمية بعد أن زادت حالات التناقض...

ـ ربما يتفق معي الكثيرون بأن ذات المحلل (دون ذكر محلل بعينه) يختلف شرحه لحالة تحكيمية من حالة لأخرى رغم تشابه الحالتين واختلاف الأندية.

فمثلاً تجده يقر بوجود ركلة جزاء في حالة معينة وفي حالة مشابهة تماماً لا يراها ركلة جزاء ويقدم مبررات لا يقتنع بها المشاهدون بل ربما مقدم البرنامج نفسه.

ـ وعندما يحاول الناقد الرياضي مناقشة المحلل التحكيمي حول الحالة أو تناقضه ينفعل المحلل التحكيمي ويؤكد أنه يحلل ما يقوله القانون وليس ما يرضي الميول

ـ والسؤال هنا...أليس هو ذات القانون في الحالتين المتشابهتين

ـ بل الأغرب من ذلك أن نجد اثنين من المحللين يتناقضان ويقولان قراراً مختلفاً ومتناقضاً وكل منهما يقول أنا أتحدث عما ينص عليه القانون، ولا أعلم هل سر تناقضهما هو (اختلاف شخصي) أم طريقة قراءة كل واحد منهما لنص القانون... وفي النهاية الضحية هو المشاهد الذي يحاول أن يفهم القانون ويستفيد من (خبراء التحكيم)...

ـ ونحن نسأل هل لكل محلل تحكيمي قانوناً خاصاً أم أنهما يتحدثان عن ذات القانون

ـ لا أتحدث عن الاختلاف في حالات تقديرية تقبل الاختلاف إنما أتحدث عن حالات واضحة لا شكوك حولها ولا مجال فيها للتقدير ومع ذلك نجد نفس المحلل يختلف مع نفسه ومع محلل أخر

ـ لا أشكك إطلاقاً في اجتهاد ونوايا محللي التحكيم في كافة البرامج الرياضية لكن عليهم أن يعلموا جيداً أنه باختلافهم (غير المبرر وغير المنطقي) في حالات تحكيمية واضحة يساهمون في زيادة الاحتقان لدى الجماهير لأن كثيراً من الجماهير في حواراتهم مع بعضهم باتوا يستشهدون برأي هذا المحلل التحكيمي أو ذاك وهي أراء للأسف باتت تختلف من موقف لموقف في حالتين متشابهتين ما يزيد من توتر واحتقان الجماهير.

ـ أعلم أن لدى حكامنا ومحللينا شيئاً من الحساسية عندما نضرب مثلاً خارجياً لكن عليهم أن يبتعدوا عن هذه الحساسية عندما يكون المثال يصب في المصلحة العامة...

ـ اتحدث هنا عن البرنامج الناجح جداً الذي يقدمه الزميل بدر بلال على قناة الدوري والكأس (برنامج الحكم) والذي يستضيف من خلاله 3 محللين تحكيميين لإيمانه بأن القرارات التحكيمية في معظمها تقديرية وبالتالي بات يبحث من خلال ضيوفه الثلاثة إلى الوصول (قدر المستطاع) إلى إقناع المشاهد على الأقل من خلال اتفاق اثنين من المحللين على القرار الصحيح..

ـ الجميل في برنامج الحكم أيضاً أنه لا يكتفي بحكم مواطن (قطري) بل يستعين بمحللين غير قطريين أمثال الخبير التحكيمي جاسم مندي عضو لجنة الحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم والبحريني عبدالرحمن عبدالخالق عضو لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى جانب الحكم القطري عبدالله القحطاني وفي بعض الأحيان نرى الحكم الدولي السعودي السابق عبدالرحمن الزيد...

ـ تعدد المحللين مع مناصبهم التحكيمية العالية يجعل المشاهد (أقرب) إلى الاقتناع عندما يسمع شرحاً للحالات التحكيمية مع توافق حكمين على الأقل على الحالة عكس ما نراه في برامجنا وهو انفراد المحلل وحيداً بوجهة النظر خلاف تناقضه مع نفسه من موقفين مختلفين لحالة متشابهة تماماً .

ـ أؤمن تماماً بأن قانون كرة القدم في (معظمه) تقديري اجتهادي لكن لا يمكن أن يصل لحالات التناقض التي نشاهدها في برامجنا.

ـ نريد برامج تحليل تحكيمية يجتمع فيها أكثر من خبير دولي ليس لإقناع المشاهد بشكل تام لأن هذا أمر يصعب تحقيقه إنما للوصول به لأعلى درجات القناعة...

ـ ما دفعني لهذه المقالة هو الاحتقان الشديد الذي بات يسيطر على الوسط الكروي السعودي بعد 5 جولات فقط من الدوري بسبب أخطاء التحكيم والغموض والتفاوت الشديد من قبل المحللين.