|


د.تركي العواد
فن إضاعة الوقت
2018-09-05
دائمًا ما يقدم المجلس الدولي لكرة القدم "إيفاب" قوانين ومقترحات لزيادة المتعة والعدل في المباريات. قرابة السنة والمجلس يناقش تغيير دقائق لعب المباريات لتصبح 60 دقيقة "زمنًا فعليًّا"، بحيث لا تُحسب إلا الدقائق التي تكون فيها الكرة بين أقدام اللاعبين وعندما تخرج أو يتوقف اللعب تتوقف معها الساعة، كما هو حاصل في كرة السلة. لست مع الاقتراح ولكني مع زيادة دقائق اللعب ومحاربة إضاعة الوقت.
الدوري السعودي يعاني من إهدار هائل لزمن المباراة، حيث إن متوسط دقائق اللعب الفعلي 51 فقط. وهو معدل ضعيف لدوري طموح يرغب في اقتحام قائمة الأفضل عالميًّا. فالدوري السعودي في المركز الرابع آسيويًّا من حيث دقائق اللعب. الدوري الياباني يحل أولاً بزمن فعلي للمباريات يصل لـ 55 دقيقة، والدوري الكوري في المركز الثاني بـ 54 دقيقة متساويًّا مع الصيني. أي أن الدوري السعودي بحاجة إلى إضافة خمس دقائق ليقفز للمركز الأول في آسيا. وهو هدف واقعي وقابل للتحقيق إذا تم رفع وعي اللاعبين والمدربين والحكام بأهمية تسريع اللعب في إضافة المتعة والإثارة.
المتابع للجولة الأولى من الدوري يكتشف أن السبب الأول لإضاعة الوقت هو تأخير استئناف اللعب. فبعد أن يتوقف اللعب باحتساب خطأ أو تغيير لاعب أو خروج الكرة من الملعب تتأخر عودة الكرة للدوران من جديد. خصوصًا من حراس المرمى الذين يحرقون ثواني ثمينة من عمر المباراة مع كل ركلة مرمى. كما أن الحراس يبالغون في السقوط على الأرض حتى لو لم تكن الكرة تستدعي السقوط ويتثاقلون في الوقوف بعد ذلك. رمية "الأوت" التي تستغرق ثانية واحدة في منافسات العالم أصبحت مصدرًا خصبًا لإضاعة الوقت وقتل المباراة.
ادعاء الإصابة بكل تأكيد من الأسباب الرئيسة في انخفاض معدل الزمن الفعلي للمباريات المحلية. فعندما يتقدم فريق في النتيجة يصبح سقوط اللاعبين المتكرر على الأرض جزءًا من الخطة التي يعتمد عليها المدرب من أجل الحفاظ على النتيجة. المشكلة أن اللاعب يسقط والهجمة ضده؛ ما يضطر الفريق لإخراج الكرة وبعد دقائق من علاج اللاعب في الملعب يرمي الخصم الكرة للفريق الآخر الذي بدوره يرسلها طويلة لأبعد نقطة في الملعب.
لدينا طموح كبير بأن يصبح الموسم الحالي الأجمل في تاريخ الكرة السعودية، لذلك نحن بحاجة إلى العمل بإصرار على محاربة فن إضاعة الوقت الذي "عكس كل الفنون" يجلب الملل ويقلل جاذبية المباريات.