قبل ما يقرب من 30 عامًا، اجتمع طلال مداح "قيثارة الشرق"، وفنان العرب محمد عبده في حي الجنادرية في افتتاح مهرجان التراث والثقافة في نسخته السادسة، وصدحا بأحد أفضل الأوبريتات في تاريخ الفن السعودي "مولد أمة" الذي كتب كلماته الأمير سعود بن عبد الله.
وقُدِّم بلوحة فنية رائعة لم تحمل الكثير من اللمسات التقنية الحديثة حينها، لكنَّ هذا الأوبريت بقي عالقًا في الأذهان.
لم يجتمع عملاقا الطرب السعودي قبل "مولد أمة" في عمل كبير، فالساحة يومها كانت لا تستوعب سوى أحدهما، خاصةً أن التنافس وصل إلى أشده منذ بدأ في الستينيات الميلادية، لكن عندما وقفا على خشبة المسرح معًا، صدحا بعمل، صُنِّف بأنه الأفضل على الرغم من أنهما اجتمعا بعد ذلك مرارًا وتكرارًا ومع فنانين آخرين.
أمس، أحيا فنان العرب الأوبريت الخالد بعد مضي ثلاثة عقود عليه في حي الخليج، حيث يقع ملعب الملك فهد الدولي. المسافة بين الموقعين ليست بعيدة، لكنها زمنيًّا طويلة. وقف محمد عبده بين شوطَي المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين، التي جمعت الاتحاد والتعاون، وحيدًا ليحيي ذكرى "مولد أمة"، ويذكِّر في الوقت ذاته
بـ "صوت الأرض". وعلى الرغم من تألق الفنان الأسطوري في أداء الأوبريت إلا أن الجميع ظل يتذكر رفيق دربه الذي رحل قبل 20 عامًا.