|


أحمد الحامد⁩
برامج حوارية
2019-07-08
على الإنستجرام توجد مقاطع قصيرة لبعض اللقاءات التلفزيونية، عادة تكون أسئلة محرجة للضيف، يظهر بها مقدم أو مقدمة البرنامج هم أبطال الحلقة، بينما ضيوفهم ضحايا موافقتهم لإجراء اللقاء، وهنا أود أن أهمس لبعض مقدمي البرامج همسة حب صادق، من تجربة كان بها أخطاء كثيرة لا أود أن يقعوا بها..
حاولوا قدر استطاعتكم أن تجروا لقاءات تبقى للزمن، لقاءات يحكي بها الضيوف قصصهم وتجاربهم وآراءهم، تكون أرشيفاً لهم وللمشاهدين والمستمعين ولكم أيضاً، الإثارة لا تعني وضع الضيف في زاوية وكيل التهم التي تصفه بالضعف وكثرة الأخطاء، أو محاولة دفعه لانتقاد أحد زملائه، البحث عن الانتشار السريع لا يعني النجاح أبداً، وتواجد مقاطع اللقاء في السوشال ميديا لا تفرض بأنها قيّمة، المادة الإعلامية الجيدة هي التي تفيد وتؤثر وتبقى، والمادة التي تعتمد على الإثارة تزول سريعاً لأنها وقتية، في الثمانينيات قدم محمد عبده مجموعة من الأعمال الغنائية وجميع تلك الأغاني لم تحقق الشهرة التي حققتها أغنية لولاكي لعلي حميدة، بقيت أغنية الرسايل إلى غاية يومنا هذا تستمع لها الأجيال، بينما لا يعرف جيل اليوم المغني علي حميدة مع كامل احترامي وتقديري الشخصي له، بقيت أغاني ماجدة الرومي مع أن أغلفة المجلات كانت للمغنيات الجميلات اللائي ذهبن مع ذهاب جمالهن، أهم أسرار نجاح لاري كينج في مادته الإعلامية هو أنه لم يكن يبحث عن الإثارة، بل بإعطاء الضيف المساحة الكافية للحديث والتعبير عن رأيه، لاري لم يكن يضع رأياً مسبقاً في ذهنه، يحاول أن يوصله للمشاهد على حساب الضيف، ولم يركز على الأسئلة التي تقمع الضيف، بمعنى أنه حوار معرفي وليست مباراة بين مقدم برنامج وضيف البرنامج، الرهان على تقديم المادة الإعلامية الجيدة كفيل بالنجاح، حتى إن أخذ وقتاً أطول، لكنه مبني على أسس متينة يمكن البناء عليها، كما أنه يتطلب جهداً أكثر لكنه يضمن مادة قيمة وهذا شرط للنجاح ولاحترام المشاهد للشاشة والمحاور، صناعة البرامج مثل الصناعات الأخرى، منها ما يأخذ جهداً ووقتاً في صناعته لكنه متميز ويحظى بإعجاب الناس، ومنها ما هو للاستهلاك السريع ورغم انتشاره إلا أنه أقل فائدة وقيمة.