جيل الثمانينيات لا يحتاج إلى تعريف، بل إلى ترفيه..
الكثير من أبناء جيلنا كانت خيارات الترفيه محدودة في ذلك الوقت.. لاحقًا سأتحدث بإسهاب عن تلك الأيام..
“التفحيط” كان يتصدر “منيو الترفيه” يومها..
المفحطون شهرتهم قاربت من ماجد والثنيان.. أصبحوا نجومًا في عالم السيارات رغم أنهم يرتكبون أخطاء..
بعضهم كانت لديه موهبة في التفحيط لم تجد الاحتضان وقتها، فانتهى بهم المطاف في السجن أو الإعاقة أو أبعد من ذلك..
كان لدينا في تلك الأيام “هوس” السيارات وعشق التفحيط، نطارد المفحطين من شارع إلى شارع.. نصطف على جنبات الرصيف لا نبالي بخطورة الموقف، فكان للعمر أحكام يومها.. تشجيع.. تصفيق.. وحماس.. تشعر بأنك في ملعب “الملز” لمتابعة ديربي الهلال والنصر ولست في طريق عام مخصص للمارة وليس لممارسة هواية التفحيط..
في “حصة” الرياضيات.. المعلم يكتب المسائل الرقمية على “السبورة” أو “الصنبورة” كما تغنى بها الراحل سعيد صالح.. ويركز على جدول “ضرب الرقم 9”.. أستعد من أجل الإجابة على الأسئلة المتوقعة.. ولكن صوت يهمس في أذني من زميلي في الفصل يقول عبارة واحدة: “خل عنك الضرب والقسمة.. المفحط الفلاني بيكون في حي الشفا في شارع المطاعم بعد المغرب.. تخاويني”.. كلمة “تخاويني” تعني بالفصحى “تذهب معي”..
تركت القلم الرصاص.. وبدأت أفكر في دعوة زميلي لـ”إيفنت” التفحيط في الشفا.. في هذا الوقت سألني المعلم عندما وجدني شارد الذهن.. “5 في 9 بكم”.. أجبت فورًا “35”.. وبخني المعلم وقال: “خطأ نشوف اللي جنبك”.. أجاب زميلي صاحب الدعوة وقال: “النتيجة 45”.. حياه المعلم ومنحه درجة جيدة في المشاركة.. نظرت إليه مستغربًا.. “صديق سوء وشاطر” ما تجتمع..
تلك الهمسة في أذني وصلت إلى آذان عدة.. كان وقتها الهمس وسيلة التواصل الاجتماعي.. قبل المغرب انطلقنا إلى حيث “الحلبة”.. اصطففنا على جانبي الشارع.. رائحة الإطارات تسبق صوتها.. وصل المفحط “النجم”.. تشعر بطلته كأنك تشاهد “دخلة” المصارع هولج هوجن إلى الحلبة.. أول مرة أحضر التفحيط.. جذبتني مهارة المفحط.. ولكنَّ صوتًا من بعيد لرجل طاعن في السن يدعو عليه.. وامرأة تهرب بصغارها من الشارع.. وسائق أجنبي مع عائلة يرتجف داخل مركبته.. المنظر مفرح بالنسبة لنا، ولكنه في واقع الأمر مرعب.. هذا هو ترفيهنا للأسف..
بالأمس زرت معرض السيارات في الجنادرية الذي يأتي ضمن فعاليات موسم الرياض.. رائحة الإطارات تجذبني.. الصوت القوي يذكرني بالماضي أنه “التفحيط”.. ولكن الرجل الكبير في السن والعائلة والسائق الأجنبي والمرأة وأطفالها كلهم حاضرون يحيون المفحطين من المدرجات.. لم يهربوا.. مكثوا في موقع مخصص للتفحيط وآمن.. هذا هو التفحيط على “أصوله”..
الكثير من أبناء جيلنا كانت خيارات الترفيه محدودة في ذلك الوقت.. لاحقًا سأتحدث بإسهاب عن تلك الأيام..
“التفحيط” كان يتصدر “منيو الترفيه” يومها..
المفحطون شهرتهم قاربت من ماجد والثنيان.. أصبحوا نجومًا في عالم السيارات رغم أنهم يرتكبون أخطاء..
بعضهم كانت لديه موهبة في التفحيط لم تجد الاحتضان وقتها، فانتهى بهم المطاف في السجن أو الإعاقة أو أبعد من ذلك..
كان لدينا في تلك الأيام “هوس” السيارات وعشق التفحيط، نطارد المفحطين من شارع إلى شارع.. نصطف على جنبات الرصيف لا نبالي بخطورة الموقف، فكان للعمر أحكام يومها.. تشجيع.. تصفيق.. وحماس.. تشعر بأنك في ملعب “الملز” لمتابعة ديربي الهلال والنصر ولست في طريق عام مخصص للمارة وليس لممارسة هواية التفحيط..
في “حصة” الرياضيات.. المعلم يكتب المسائل الرقمية على “السبورة” أو “الصنبورة” كما تغنى بها الراحل سعيد صالح.. ويركز على جدول “ضرب الرقم 9”.. أستعد من أجل الإجابة على الأسئلة المتوقعة.. ولكن صوت يهمس في أذني من زميلي في الفصل يقول عبارة واحدة: “خل عنك الضرب والقسمة.. المفحط الفلاني بيكون في حي الشفا في شارع المطاعم بعد المغرب.. تخاويني”.. كلمة “تخاويني” تعني بالفصحى “تذهب معي”..
تركت القلم الرصاص.. وبدأت أفكر في دعوة زميلي لـ”إيفنت” التفحيط في الشفا.. في هذا الوقت سألني المعلم عندما وجدني شارد الذهن.. “5 في 9 بكم”.. أجبت فورًا “35”.. وبخني المعلم وقال: “خطأ نشوف اللي جنبك”.. أجاب زميلي صاحب الدعوة وقال: “النتيجة 45”.. حياه المعلم ومنحه درجة جيدة في المشاركة.. نظرت إليه مستغربًا.. “صديق سوء وشاطر” ما تجتمع..
تلك الهمسة في أذني وصلت إلى آذان عدة.. كان وقتها الهمس وسيلة التواصل الاجتماعي.. قبل المغرب انطلقنا إلى حيث “الحلبة”.. اصطففنا على جانبي الشارع.. رائحة الإطارات تسبق صوتها.. وصل المفحط “النجم”.. تشعر بطلته كأنك تشاهد “دخلة” المصارع هولج هوجن إلى الحلبة.. أول مرة أحضر التفحيط.. جذبتني مهارة المفحط.. ولكنَّ صوتًا من بعيد لرجل طاعن في السن يدعو عليه.. وامرأة تهرب بصغارها من الشارع.. وسائق أجنبي مع عائلة يرتجف داخل مركبته.. المنظر مفرح بالنسبة لنا، ولكنه في واقع الأمر مرعب.. هذا هو ترفيهنا للأسف..
بالأمس زرت معرض السيارات في الجنادرية الذي يأتي ضمن فعاليات موسم الرياض.. رائحة الإطارات تجذبني.. الصوت القوي يذكرني بالماضي أنه “التفحيط”.. ولكن الرجل الكبير في السن والعائلة والسائق الأجنبي والمرأة وأطفالها كلهم حاضرون يحيون المفحطين من المدرجات.. لم يهربوا.. مكثوا في موقع مخصص للتفحيط وآمن.. هذا هو التفحيط على “أصوله”..