|


نبيه ساعاتي
الرياضة والثورة الصناعية الرابعة
2019-12-12
الثورة الصناعية الأولى كانت في القرن السابع عشر عندما اخترع الإنسان الآلة البخارية فأحدثت ثورة التحول من الإنتاج اليدوي إلى الإنتاج الآلي، أما الثانية فانطلقت في عام 1870مع استخدام الطاقة الكهربائية، والثالثة كانت في عام 1969 عندما اكتشف الإنترنت والرقمنة بمفهومها الحالي وإن كانت قد بدأت بمحاولات من غوتفريد في عام 1672 ثم بابينج في عام 1833 وفي عام 1840 ظهر مفهوم البرمجة بمعناه البدائي على يد بايرون.
أما الثورة الصناعية الرابعة التي نعيش حيثياتها حاليًا فقد انطلقت في عام 2016 وهي التي تتمحور حول الذكاء الصناعي Artificial Intelligence والروبوت Robot وإنترنت الأشياء Internet of Things والتسيد الكمي Quantum Supremacy والسايبورغ Cyborg، وغيرها.
ولكن ما علاقة ذلك بالرياضة؟ في الواقع إن لكل المجالات الحياتية علاقة مباشرة بهذه المتغيرات ومن ضمنها الرياضة فعلى سبيل المثال اليوم نحن نستفيد من تقنية الفار في كرة القدم وعين الصقر في التنس ليس ذلك فحسب بل إن إعداد الرياضيين اليوم أفضل بكثير من الأمس بفضل التقنية والأجهزة الحديثة، لذلك نجد أن الأرقام تتحطم في كل مرة، وعلى المستوى الإعلامي ففي السابق كان الإعلام حصرًا على فئة معينة من المتخصصين سواء في الصحف أو القنوات التلفزيونية بينما في الوقت الراهن أصبح الكل يشارك بصور وفيديوهات وكتابات، وفي الغد سيكون التأثير أكبر فاللاعب ربما يغرس شريحة في جسده تطور مهاراته والكرة قد توجه بالتقنية ومحتمل أن يكون الحكم روبوتًا لا يخطئ.
والجميل أن الجهات الحكومية في مملكتنا الغالية تولي الموضوع أهمية بالغة إذ أطلقت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في العام الماضي مركز الابتكار لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة، أيضًا أطلقت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات الإستراتيجية الجديدة لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية منصة رقمي التي تهدف إلى التحول الرقمي وتحفيز المجتمع صوب الرقمنة فتكون المدن رقمية والصحة رقمية والتعليم رقميًا، ولكن غير الجميل أن الرياضة غابت عن الرقمنة على الرغم من الدعم الكبير وغير المسبوق الذي تجده من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
إنني أتمنى من رئيس هيئة الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل أن يوجه بتكوين لجنة رياضية للتنسيق مع هذه الجهات لوضع إستراتيجية تستفيد من خلالها الرياضة السعودية من الثورة الصناعية الرابعة لتحلق في سماء الإنجازات مستقبلًا وتضع حدًا للإخفاقات المتتالية.