|


بدر السعيد
ليس دوريكم وحدكم
2020-01-04
لا يشك اثنان في أن أصحاب المناصب المؤثرة في كل قطاع حيوي هم من يملك القرار “الظاهر” في معظم جوانب العمل ومفاصله .. والكيانات الرياضية أحد تلك القطاعات الحيوية التي تلامس المجتمع بشكل مباشر وغير مباشر، وتمثل جانباً مهماً في حياة كثير من منا.. وهذا في الأصل يعتبر واقعاً لا مناص منه..
إلا أن أصحاب القرار في تلك القطاعات يخيل إليهم في لحظة أو لحظات من عمر عملهم في القطاع، أنهم تجاوزوا مرحلة امتلاك القرار إلى مرحلة امتلاك المشهد، بل القطاع، وأقصد بذلك الامتلاك المعنوي الذي يجعلهم يعتقدون لوهلة أنهم أرباب المكان أو الكيان أو المنتج، وهذا خطأ جسيم لا يمكن قبوله في القطاعات والأعمال التي تعود ملكيتها للجميع بلا استثناء..
وفي الرياضة، ومنذ أن بدأت علاقتي الوجدانية والجسدية معها في صغري، وأنا أعيشها وأتعايش معها كعنصر مهم في مجتمعي ويشاركني في ذلك الجميع.. فمتابعتي واهتمامي بها وبمنافساتها حق مشروع لي ولغيري.. والمباهاة بمنجزاتها أمام الآخرين حق مكتسب آخر أفخر به كما أفخر بأي منجز يحققه وطني..
ولعل أبرز ما يلفت النظر ويحظى بالاهتمام في معظم دول العالم هو منتجهم الرياضي الأبرز في سوق العمل الرياضي حول العالم، وهو دوري المحترفين لكرة القدم باعتباره أحد أهم روافد الحركة الرياضية في كل بلد، بل وأحد المرتكزات التي تبنى عليها الصورة النمطية في ذهن المتابع والمهتم من خارج البلد.. لذا فإنه منتج يخص الجميع ولا يخص أصحاب القرار في اتحادات كرة القدم أو روابط الأندية المحترفة فحسب..
ومن ذلك المنطلق وجب علينا أن نقف أمام الأحبة في اتحادنا الوطني ورابطة دوري المحترفين لنطالبهم وبكل وضوح وشفافية بأن يحسنوا التعامل مع مجريات الدوري بكل مهنية واحترافية وعدل، بعيداً عن التخبطات والفوضى.. فكونهم يملكون القرار داخل تلك الكيانات فإنه لا يعني أنهم يملكون تلك الكيانات أو أي من منتجاتها، فهي لنا جميعاً شئتم ذلك أم أبيتم..
دوري المحترفين يا كرام يمثلنا جميعاً لدى العالم ولا يمثلكم وحدكم.. ويحمل أماني الملايين وليس أمانيكم وحدكم.. ورافد وطني يعبر عن صورتنا ومنهجيتنا أمام الآخرين خارج الحدود.. ورافد حضاري وثقافي قبل أن يكون رياضيًّا يصور واقعنا.. فكيف به وقد ارتبط باسم قائد حركة التنمية والتطوير والنهضة وعرّاب الرؤية في بلادنا..؟!
من يمثلون الجهات الكيانات بشكل رسمي....
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..