قبل عام طلبت من صديق، أن يساعدني في شيء ما في العمل، كان الصديق في بلد، وكنت في بلد آخر، لكنني تفاجأت باعتذاره فتضايقت وحزنت وتألمت، خصوصاً أن ماطلبته لم يكن بالعمل الكبير بالنسبة له، كما أن ما بيننا من صداقة وزمالة وأيام وذكريات وعيش وملح أكبر من أن يرد طلبي بهذه السهولة.
أما طلبي منه أن ينجز لي ما طلبته منه فسببه أنه مختص ومتميز في تنفيذ عمله، كما أنه كان بمقابل مادي وليس عملاً بالمجان، في الحقيقة بقي شيء في قلبي بسبب اعتذار الصديق، بل أكثر من ذلك، لقد تغيرت مشاعري ولم تعد عاطفتي نفس تلك العاطفة التي كنت أحملها تجاهه، لذلك لم أتواصل معه إلا في الأعياد، بعد عدة أشهر من كورونا وبعد سفري إلى بلد الصديق اتصلت به، وكان في قلبي شيء من العتب الأقرب إلى الضيق، وأثناء لقائنا بدأ يحكي لي حكايته التي لم أكن أعرفها، وكيف أنه كان يعيش فترة صعبة، بل صعبة جداً، هي نفسها الفترة التي طلبت فيها منه العمل معي لإنجاز ما كنت أريد إنجازه عندما اعتذر مني، كان يحمل آلامه وحيداً صامتاً ولم يرد أن يزعج أحدًا ما، وأنا واحد من الأحد الـ “ما”، كان حديثه توضيحاً لي عن أسباب اعتذاره للعمل معي، وكشفاً لسوء ظني الذي ظننته طوال عام بنيت عليه مشاعر عمياء وظالمة من على بعد آلاف الكيلو مترات، هكذا ومن دون أي تفهّم أو معرفة حكمت عليه هذا الحكم الغافل، بعد أن ودعته كنت في مواجهة صريحة مع نفسي، ورحت أوجه لها اللوم وخلصت إلى أنني لم أكن إلا جاهلاً ثقيلاً، وحزنت أني طوال عام كامل أصاحب الجهل دون أن أشعر، ما آلمني أكثر أنني كنت أظن بأنني على حق في يقيني بأن صاحبي يعتبر ما بيني وبينه من صداقة هي “صحوبية مراكبية”، وأنني بالغت في محبتي له وأخطأت في تقديري لشخصيته، ثم وفي دقائق قليلة اكتشفت بأنني مخطئ طوال عام كامل.. على هذا القياس الخاطئ قد نقيس الكثير من أمور حياتنا وأصحابنا وأحبابنا، وعلى هذا القياس الخاطئ قد نخوض معارك خاطئة، وقد لا يأتي الوقت الذي نخرج فيه منها. يقول أدهم شرقاوي: “في كل شخص تعرفه شخص لا تعرفه، وراء كل قصة تعرفها قصة لا تعرفها، وبجانب كل حدث تراه حدث لا تراه”.
أما طلبي منه أن ينجز لي ما طلبته منه فسببه أنه مختص ومتميز في تنفيذ عمله، كما أنه كان بمقابل مادي وليس عملاً بالمجان، في الحقيقة بقي شيء في قلبي بسبب اعتذار الصديق، بل أكثر من ذلك، لقد تغيرت مشاعري ولم تعد عاطفتي نفس تلك العاطفة التي كنت أحملها تجاهه، لذلك لم أتواصل معه إلا في الأعياد، بعد عدة أشهر من كورونا وبعد سفري إلى بلد الصديق اتصلت به، وكان في قلبي شيء من العتب الأقرب إلى الضيق، وأثناء لقائنا بدأ يحكي لي حكايته التي لم أكن أعرفها، وكيف أنه كان يعيش فترة صعبة، بل صعبة جداً، هي نفسها الفترة التي طلبت فيها منه العمل معي لإنجاز ما كنت أريد إنجازه عندما اعتذر مني، كان يحمل آلامه وحيداً صامتاً ولم يرد أن يزعج أحدًا ما، وأنا واحد من الأحد الـ “ما”، كان حديثه توضيحاً لي عن أسباب اعتذاره للعمل معي، وكشفاً لسوء ظني الذي ظننته طوال عام بنيت عليه مشاعر عمياء وظالمة من على بعد آلاف الكيلو مترات، هكذا ومن دون أي تفهّم أو معرفة حكمت عليه هذا الحكم الغافل، بعد أن ودعته كنت في مواجهة صريحة مع نفسي، ورحت أوجه لها اللوم وخلصت إلى أنني لم أكن إلا جاهلاً ثقيلاً، وحزنت أني طوال عام كامل أصاحب الجهل دون أن أشعر، ما آلمني أكثر أنني كنت أظن بأنني على حق في يقيني بأن صاحبي يعتبر ما بيني وبينه من صداقة هي “صحوبية مراكبية”، وأنني بالغت في محبتي له وأخطأت في تقديري لشخصيته، ثم وفي دقائق قليلة اكتشفت بأنني مخطئ طوال عام كامل.. على هذا القياس الخاطئ قد نقيس الكثير من أمور حياتنا وأصحابنا وأحبابنا، وعلى هذا القياس الخاطئ قد نخوض معارك خاطئة، وقد لا يأتي الوقت الذي نخرج فيه منها. يقول أدهم شرقاوي: “في كل شخص تعرفه شخص لا تعرفه، وراء كل قصة تعرفها قصة لا تعرفها، وبجانب كل حدث تراه حدث لا تراه”.