|


فهد عافت
سَلّة كُتُب!
2021-01-29
- التغيير حلو!. كلمة واحدة في هذه المقدّمة التوضيحيّة لن تظل على حالها: “بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
“كتاب” هي الكلمة التي ستتغيّر، والأصحّ: ستتمدّد، وتصير مجموعة كتب!.
المقتطفات التالية منقولة من أربعة كتب: “ذاكرة القراءة” لألبرتو مانغويل، ترجمة جولان حاجي. “زوجة رجل آخر وزوج تحت السّرير” لدوستويفسكي، ترجمة إدريس الملياني. “همس النجوم” لنجيب محفوظ. و”هيّا نشتر شاعرًا” لأفونسو كروش، ترجمة عبدالجليل العربي.
إن راقت لكم الفكرة: خير، ونكررها، وإن لم تعجبكم، نعود لما كنّا عليه و”يا دار ما دخلك شرّ”!. أعدكم بمحاولة استشفاف رأيكم بكل طريقة ممكنة!. نبدأ القطف:
ـ ذاكرة القراءة، لمانغويل:
- عالَم الكلمات:
تساءل نوفاليس كيف يمكن الوثوق بالكلمات وتحميلها معاني الأشياء. فكتب: لا أحد يعرف الخاصيّة الجوهريّة للّغة، إذ هي لا تُعنى إلا بنفسها!. فقط، لو استطاع المرء أن يُفهِم الناس أن اللغة شبيهة بمعادلة رياضيّة. إنها توّلِّف عالَمًا قائمًا بذاته، وهي بكل بساطة تلعب مع نفسها. وذلك تحديدًا هو السّبب الذي يُبيّن لماذا تتجلّى في مرآة اللغة: اللعبةُ الغريبة للعلاقات بين الأشياء!.
- القواميس:
القاموس هو تعويذتنا ضدّ النّسيان. ليس نصبًا تذكاريًّا للّغة، فالأنصاب للقبور!، وليس كنزًا، فالكنوز مكنونة عصيّة المَنال!،...، تجمع القواميس كلماتنا لتحفظها وتردّها إلينا معًا!، لتتيح لنا أن نرى الأسماء التي أعطيناها لتجاربنا عبر الزمن، ولنتخلّى أيضًا عن بعض تلك الأسماء ونجدّدها في شعيرة تعميد متواصل!.
- لا تُخبِر ولكن عَلِّم:
..، لأنّك حين تخبرهم بأشياء كثيرة من دون تعليمهم إيّاها، فسوف تجعلهم يبدون كَمَن يعرفون الكثير، في حين أنّهم، في الأعمّ الأغلب، لا يعرفون شيئًا، ولن تُفعِمهم الحكمة وإنما سيغترّون بِوَهْم الحِكمة!.
ـ زوجة رجل آخر وزوج تحت السرير وتليها رواية في تسع رسائل، لدوستويفسكي:
- مصافحة:
أنا لا أبغضك، إليك يدي. إنما، هنا، غبار كثير، وقد لوّثتها قليلًا، ولكن هذا لا يُنقص شيئًا من نبالة القلب!.
- يا عقل.. يا عقل:
إنك خائف من الحُجج، لذلك تُزيلها!.
- الموسيقى:
فضيلة الموسيقى أننا نستطيع أن نجعل انطباعاتنا الموسيقيّة متناغمة مع حالاتنا النّفسيّة!. فالإنسان السعيد يجد الفرح في النّغمات، والحزين يجد الحزن، وفي أُذُنَي “إيفان أندرييفيتش” كانت تعول عاصفة كاملة!.
- استثنائيّات:
الهوى شيء استثنائي، والغِيرة أكثر استثنائيّة من كلّ أهواء العالَم!،...، لنعترف بأنّ الغِيرة عاطفة جامحة، بل لنقُل أكثر من ذلك: إنها كارثة حقيقيّة!.
ـ همس النجوم، لنجيب محفوظ:
- حرب العفاريت:
..، ولم يُقصّر خفير الدّرَك في سهره، على حين راح إمام الزّاوية يُطارِد الأشباح بالمواعظ والأمثال وحكايات السّلف الصالح!.
- لا تغضب:
لا تستسلم للغضب فالغضبان خسران!.
- على مائدة قمار:
وقال لي مرّةً وهو في غاية القلق: أثمن ما خسرتُ على مائدة القمار، عُمري، لا نقودي!.
- اليأس:
“”: “...، لقد زرتُ الشيخ لبيب وقرأ لي الغيب...”. فلم أتمالك من الضّحك، وسألته: “ لم أعرفك من المُصدّقين لهؤلاء الرّجال”. فقال متنهّدًا: “اليأس يدفع إلى أكثر من ذلك”!.
- وللحيطان لسان أيضًا:
للحارة لسان خفيّ!، لا يُعرَف له صاحب!، يهمس بالهواجس ويذيع الأسرار، فتشيع همساته حتّى تملأ الجوّ كالرّائحة القويّة!.
- الحسناء المُلَعْثِمَة:
..، جميلة لا أُنكر، ولكنها جريئة وترسل نظرتها البرّاقة إلى أعماق من تحادثه حتى ينسى ما يتكلّم فيه!.
ـ هيّا نشترِ شاعرًا، لأفونسو كروش:
- فائدة الشعراء:
يقول لنا “هولدرين” لأي شيء يصلُح الشاعر: “كلّ ما يبقى يؤسسه الشّعراء”!. يقول لنا الفيلسوف وعالم الرياضيات الإنجليزي “أ. ن. وايتهاد”: “على العِلم أن يتعلّم من الشعر، فعندما يشيد شاعر بجمال السماء والأرض فهو لا يُعبّر بخياله عن تصوّر ساذج للعالَم ولكن عن أحداث محدّدة من الخبرة الإنسانيّة”!.
- الخيال:
الخيال والثقافة يبنيان كل ما نحن عليه،...، الحقيقة تنقذنا لأسباب واضحة ولكن الخيال يفعل ذلك أيضًا. يُمكن أن نُنَبّه إلى أن هناك نمرًا يقترب منّا، فمن المهم قول الحقيقة، الملاحظة، ولكن لندافع عن أنفسنا نحتاج، وقبل أن يقترب منّا الحيوان، إلى تخيّل إمكانيّة نجاتنا!. حرفيًّا، الخيال يُنقذنا!. فلأننا تخيّلنا، استطعنا أن ندرك ماذا علينا فعله!.
- أطول حكاية:
اقترب الشاعر وقال إنّ لديه عصفورًا حزينًا في القلب!.