- ما سرّ التناغم في الموسيقى؟! ما سرّ الوزن في الشعر؟! ما سرّ الإيقاع في كلٍّ منهما؟! وعلى نحو أوسع: ما سرّ الأسلوب في الفنون والآداب عمومًا؟! أظن أنّ لديّ إجابة، هي ليست الوحيدة بالتأكيد، لكني مؤمن بأهميّتها القصوى، إجابتي: الأمان حيث الدّيمومة!.
- الإنسان بطبعه يحب الخلود، ولعلّه على هذا فُطِر!. بمعنى آخر: لعلّ هذا جزء أصيل فيه، يمتدّ إلى ما قبل الخروج من الجنّة وإلى ما بعد الخروج من الدّنيا والعودة إلى حيث كان!.
- هذا ما أسمّيه الدّيمومة، حيث الرّغبة بالتواصل الأبدي، وعدم الرغبة في انفصال أي، وكل، لحظة عن سابقاتها وعن لاحقاتها!.
- الأمر يحتاج ثلاثة عناصر: التذكّر، الحلم “التّخيّل”، وبينهما الواقع!.
- هذا الواقع الذي هو بينهما، لا يتعرّف على شكله ولا على مشاعره حتّى، ولا يشعر صاحبه بالأمان، ما لم يكن قادرًا على سحب الماضي “الخفيّ” ودعوة المستقبل “الخفيّ” أيضًا، إلى طاولة الحاضر، ليكون هذا الحاضر “معلومًا”، وإلّا فإن هذا الحاضر سيكون “خفيًّا” أيضًا، وبذلك يفقد الإنسان وجوده نهائيًّا!.
- الوزن والإيقاع، وبشكل أشمل: الأسلوب، يخلق هذه الدّيمومة، التي تمنح بدورها الأمان والطمأنينة!.
- فمن خلال الوزن والإيقاع والتناغم والانسجام، والأسلوب عمومًا، لا ينفرط عِقْد نَصّ أو لوحة أو رواية أو لحن!. كل عمل فنّي يصير قادرًا على الربط بين ماضيه وآتِيه وحاضره!.
- نحن حين نقرأ نصًّا شعريًّا مبنيًّا على تفعيلة، فإنّ “أوّلها” يبقى معنا روحًا، بل جسدًا أيضًا حتى لو نسينا الكلمات!. كل ما بعد الكلمات الأولى يبقى معنا مهما طال النّصّ!. لقد تعلّمنا المشي معه، وهو قد يغيّر مساره، لكنه لن يُغيّر طريقته في المشي، وبذلك نطمئن إلى عدم فراقه، وابتعاده عنّا، مهما أسرع أو أبطأ، فالإيقاع الذي تعلّمناه منه ومعه منذ البدء، تعلّمنا تنويعاته أيضًا، وتشرّبناها، صارتنا وصِرْناها!. كل ما سيأتي فيما بعد مرتبط بما أتى، دون أن يكون مقيّدًا بأكثر من هذا العطر الدّال عليه وعلينا!. قد نضيع معه لكننا لن نضيع منه!.
- في الشِّعر، مثلًا، وكما أنّ القافية لها دور “مُسلٍّ”، وربما “مُضحك” بعض الشيء، من حيث كونها لعبة سيرك!، إلّا أنها تُشعرنا بالطمأنينة والأمان كلّما وصلنا إليها!. وبالدّيمومة حيث نتذكّر بسهولة روح وأجساد القوافي السابقة، ونتخيّل روح وأجساد القوافي اللاحقة!. إنها تفعل بذلك بوضوح لا تصل إليه حتّى الموسيقى، رغم أن القافية جزء من الموسيقى ليس إلا!.
- واحدة من أنظمة الشِّعر الحرّ، أو من ألاعيبه، تُسمّى: “العَوْد”. وهي موجودة في معظم النّصوص الطويلة المُتشعِّبة. كأمثلة: راجع كلمة “مطر.. مطر” عند السّيّاب في أنشودة المطر، و”يطير الحمام.. يحطّ الحمام” عند درويش في قصيدته التي تحمل نفس العنوان!. “العَوْد” حِيلة شِعْرِيّة، لتأكيد أنّ الانفلاتات، وكثرة أسفار التّخيّل، وتعدّد الاتجاهات في النّصّ، لا يعني نُكران الأصل، ولا الانقطاع عنه: أمان الدّيمومة!.
- التكرار أمان!. والعودة دليل حب!. لكن لا متعة ولا سعادة دون تغيّر وتقلّبات!. وللجمع بين هذه المتناقضات، يتحرّك العمل الفنّي بتجلّيات منضبطة، حيث التغيّرات والتّقلّبات تحدث، صانعة للبهجة ومجدُّدَة لها، نافيةً الملل إلى الخارج، لكنها تحدث داخل إطار، وضمن قواعد، التكرار والعَوْد!.
- لا متعة ولا سعادة، أي: لا جَنّة يمكن تصوّرها وتمنّيها، دون مباهج مدعومة ومضمونة بديمومة أمان وحب!.
- الفنون جِنَان أكثر بكثير من كونها جنونًا!.
ما استتبّت “جنون” لولا جبروت السّجع: ابن
عمّ القافية!.
- الإنسان بطبعه يحب الخلود، ولعلّه على هذا فُطِر!. بمعنى آخر: لعلّ هذا جزء أصيل فيه، يمتدّ إلى ما قبل الخروج من الجنّة وإلى ما بعد الخروج من الدّنيا والعودة إلى حيث كان!.
- هذا ما أسمّيه الدّيمومة، حيث الرّغبة بالتواصل الأبدي، وعدم الرغبة في انفصال أي، وكل، لحظة عن سابقاتها وعن لاحقاتها!.
- الأمر يحتاج ثلاثة عناصر: التذكّر، الحلم “التّخيّل”، وبينهما الواقع!.
- هذا الواقع الذي هو بينهما، لا يتعرّف على شكله ولا على مشاعره حتّى، ولا يشعر صاحبه بالأمان، ما لم يكن قادرًا على سحب الماضي “الخفيّ” ودعوة المستقبل “الخفيّ” أيضًا، إلى طاولة الحاضر، ليكون هذا الحاضر “معلومًا”، وإلّا فإن هذا الحاضر سيكون “خفيًّا” أيضًا، وبذلك يفقد الإنسان وجوده نهائيًّا!.
- الوزن والإيقاع، وبشكل أشمل: الأسلوب، يخلق هذه الدّيمومة، التي تمنح بدورها الأمان والطمأنينة!.
- فمن خلال الوزن والإيقاع والتناغم والانسجام، والأسلوب عمومًا، لا ينفرط عِقْد نَصّ أو لوحة أو رواية أو لحن!. كل عمل فنّي يصير قادرًا على الربط بين ماضيه وآتِيه وحاضره!.
- نحن حين نقرأ نصًّا شعريًّا مبنيًّا على تفعيلة، فإنّ “أوّلها” يبقى معنا روحًا، بل جسدًا أيضًا حتى لو نسينا الكلمات!. كل ما بعد الكلمات الأولى يبقى معنا مهما طال النّصّ!. لقد تعلّمنا المشي معه، وهو قد يغيّر مساره، لكنه لن يُغيّر طريقته في المشي، وبذلك نطمئن إلى عدم فراقه، وابتعاده عنّا، مهما أسرع أو أبطأ، فالإيقاع الذي تعلّمناه منه ومعه منذ البدء، تعلّمنا تنويعاته أيضًا، وتشرّبناها، صارتنا وصِرْناها!. كل ما سيأتي فيما بعد مرتبط بما أتى، دون أن يكون مقيّدًا بأكثر من هذا العطر الدّال عليه وعلينا!. قد نضيع معه لكننا لن نضيع منه!.
- في الشِّعر، مثلًا، وكما أنّ القافية لها دور “مُسلٍّ”، وربما “مُضحك” بعض الشيء، من حيث كونها لعبة سيرك!، إلّا أنها تُشعرنا بالطمأنينة والأمان كلّما وصلنا إليها!. وبالدّيمومة حيث نتذكّر بسهولة روح وأجساد القوافي السابقة، ونتخيّل روح وأجساد القوافي اللاحقة!. إنها تفعل بذلك بوضوح لا تصل إليه حتّى الموسيقى، رغم أن القافية جزء من الموسيقى ليس إلا!.
- واحدة من أنظمة الشِّعر الحرّ، أو من ألاعيبه، تُسمّى: “العَوْد”. وهي موجودة في معظم النّصوص الطويلة المُتشعِّبة. كأمثلة: راجع كلمة “مطر.. مطر” عند السّيّاب في أنشودة المطر، و”يطير الحمام.. يحطّ الحمام” عند درويش في قصيدته التي تحمل نفس العنوان!. “العَوْد” حِيلة شِعْرِيّة، لتأكيد أنّ الانفلاتات، وكثرة أسفار التّخيّل، وتعدّد الاتجاهات في النّصّ، لا يعني نُكران الأصل، ولا الانقطاع عنه: أمان الدّيمومة!.
- التكرار أمان!. والعودة دليل حب!. لكن لا متعة ولا سعادة دون تغيّر وتقلّبات!. وللجمع بين هذه المتناقضات، يتحرّك العمل الفنّي بتجلّيات منضبطة، حيث التغيّرات والتّقلّبات تحدث، صانعة للبهجة ومجدُّدَة لها، نافيةً الملل إلى الخارج، لكنها تحدث داخل إطار، وضمن قواعد، التكرار والعَوْد!.
- لا متعة ولا سعادة، أي: لا جَنّة يمكن تصوّرها وتمنّيها، دون مباهج مدعومة ومضمونة بديمومة أمان وحب!.
- الفنون جِنَان أكثر بكثير من كونها جنونًا!.
ما استتبّت “جنون” لولا جبروت السّجع: ابن
عمّ القافية!.