|


فهد عافت
بالتِّمام والكمال!
2021-03-15
- لن تجد شخصًا كاملًا، ولا شيء كامل!. لو وجدت أحدًا، أو شيئًا، كاملًا، فهذا يعني إمكانيّة وجود أحد آخَر، أو شيء آخر، كامل أيضًا!. ومتى ما كان الأمر كذلك، فإنه يعني أن كل الناس، وكل الأشياء، يمكن لهم، ولها، الكمال!. ما معنى الجنّة إذن؟!.
- هناك أشياء تامّة، وليست كاملة، والفرق عندي هو أنّ التّام عُرضة للنقص!، بينما الكامل ليس عُرضة للنقص أبدًا!. فالكامل لا يحتاج لغيره، ولا يتأثّر بغيره، ومتى ما شاء وأراد، فإنه يؤثِّر في غيره!. التّام ليس كذلك، التّام تامّ بفعل شهادة الآخرين له بذلك، أي بفعل فهمهم وفعل تطبيقهم له!.
ويُمكن لهم التأثير فيه، وهو بذلك ناقص، أو عُرضة للنّقص، سواءً كان ذلك في وجوده شكلًا، أو في جوده مضمونًا وفهمًا ومعنى!.
- الله سبحانه وتعالى كامل، أمّا دعوته فتامّة!. هو سبحانه لا يحتاج أحدًا أو شيئًا، جلّ عن ذلك وتعالى، كما جلّ وتعالى عن النقص، وعن التغيّر بسبب ظرف أو فعل أو مخلوق أو أي شيء آخر: “كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ” بإرادته وبأمره هو، وهو كامل في كل شأنٍ.
- أمّا الدّعوة فتامّة، من حيث إنّ قبول الإنسان لها من عدمه، والمدّ والجزر في الفهم البشري لها، والانقياد لها وتطبيقها، مسائل متغيّرة، ومتعدّدة، وقد تكون متضادّة!، وكلّها مؤثِّرَة!. هي في حقيقتها كاملة لأنها مُنْزَلَة من الكامِل، لكنها على الأرض، تامّة لأنها مُنْزَلة على غير كامل!.
الدّين مكتمِل “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ”. أمّا نِعمة فهمه واتّباعه فتامّة “وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي”.
- وإنّما يُصعَّدُ، إذ يُصَعّدُ، التّمام إلى الكمال مَجازًا، من باب الحَفَاوة!.
- ملاحظة: ليس لي في هذه الكتابة مَرْجِعٌ غير فهمي الخاص، وتلذّذي بتحسّس الفوارق!. لستُ فقيهًا ولا عالم
لغة. لقد ذهبتُ إلى القواميس، ورجعت خائبًا: كامل وتام من المترادفات، يمكن لكلّ واحدةٍ منهما أن تحلّ محلّ الأُخرى!. اعترضتُ!. سَمِعَتْ لكنها لم تقتنع!. أعدتُ القراءة لكنني لم أقتنع أيضًا!.
- هي أمور أخبّئها في دفاتر صغيرة خاصّة، وأنتقي منها ما أظنه يصلح للنشر!. ذلك أنّ بعض الخواطر خطرة!. فإن أصبتُ فالله أعلم، وإن أخطأت فالله أرحم!.