ـ الذي نَظَّمَ حياة فرنسا، كان أحد أكثر خلق الله فوضويّة!. اعتمدت عليه أوروبّا كلّها في استقرارها، وهو الذي عاش حياته شريدًا، مطرودًا، ومُطارَدًا، من مكان لمكان!. الحضارة الغربيّة بكل هذا الغِنى والصّحة الذي تعيشه، قامت على أكتاف رجل عليل، عاش ومات فقيرًا، ولم يكتب عن الحضارة إلا مستنكرًا لها، هازئًا بها، داعيًا بحماسة للعودة إلى الطبيعة!.
ـ هذه الحضارة التي تبجِّل “العقل” اليوم أكثر من أي شيء آخر، هي في حقيقتها نتاج كاتب لم يُهاجِم شيئًا أكثر من “العقل” ولم يُبجِّل شيئًا أكثر من “الشعور”!. كان يرى أن السعادة هي الأهم وينادي بوجوب تفضيلها على المعرفة!.
ـ حريّة العلوم والفنون والآداب، تدين بفضل كبير لهذا الرجل الذي ظلّ ينادي بضرورة الضبط والربط لها!. كان يرى أنّ العلوم والفنون ضارّة متى ما تُركت لها الحريّة كاملة دون ضابط!.
ـ تقريبًا، يمكن القول أنّ كل هذا “التّقدّم” الذي يعيشه الغرب اليوم، يدين بمساهمة لا يمكن إنكارها لهذا الرجل “الرّجعي”!، أو الذي يبدو كذلك في كثير من أفكاره!.
ـ ذلك هو “جان جاك روسو”، صاحب كتاب: “أميل أو التربية”، الكتاب الذي عُدَّ “روسّو” بسببه مؤسس التربية الحديثة!. وكتاب: “عقيدة قس من جبال السافوا” أو “دين الفطرة”، وفيه أقام “روسو” نظرة التسامح، وفتح أبواب التناغم بين العقل والوجدان!. وكتاب: “العقد الاجتماعي” الذي اعتُبِر بعد ثلاثين سنة من نشره: “إنجيل الثورة الفرنسيّة”!.
ـ يمكن إضافة هذه البَلَّة إلى الطّين:
على ذِكْر أنّ “جان جاك روسّو” اعتُبِر مؤسس التربية الحديثة بعد كتابه “إميل”. لم يعترف “روسّو” بأحد من أبنائه. قيل أنهم كانوا خمسة. رماهم جميعًا في الملجأ!.
ـ هو نفسه، انتهى به المطاف للعيش في ملجأ!. لم يدم ذلك طويلًا. مات بعدها بأيّام. ولا تزال الشكوك قائمة، تُلمّح إلى انتحاره!.
الرجل الذي لم يكن يقبله مكان واحد تقريبًا، صار له بعد موته مكانين!. ضريحه لا يزال قائمًا في تلك الجزيرة التي دُفِن فيها. أمّا رُفاته فقد انتقل بعد ستة عشر عامًا من وفاته، إلى مدفن العظماء بباريس!.
ـ خُلاصَتان:
الأولى: مثلّث الماء والهواء والغذاء، قد يكفي لتعيش سنين طويلة في هذه الحياة، لكن الاكتفاء بهذا المثلّث، وفي أفضل الحالات، ومع الحظّ الحسن، فإنّ هذه الحياة لن تكون بالنسبة لأيّ منّا أكثر من زوجة أب!. الحياة لن تكون بالنسبة لأي منّا أُمًّا، إلا من خلال مثلّث آخر، مثلّث الضمير والعقل والحريّة!. الضمير لنُحبّ الخير، العقل لنعرفه، والحريّة لنختاره!. هذا ما تركه لنا “روسو” من حكمة!.
ـ الخلاصة الثانية: لا شيء مؤكَّد. أحيانًا، فاقد الشيء هو الذي يُعطيه!.
ـ هذه الحضارة التي تبجِّل “العقل” اليوم أكثر من أي شيء آخر، هي في حقيقتها نتاج كاتب لم يُهاجِم شيئًا أكثر من “العقل” ولم يُبجِّل شيئًا أكثر من “الشعور”!. كان يرى أن السعادة هي الأهم وينادي بوجوب تفضيلها على المعرفة!.
ـ حريّة العلوم والفنون والآداب، تدين بفضل كبير لهذا الرجل الذي ظلّ ينادي بضرورة الضبط والربط لها!. كان يرى أنّ العلوم والفنون ضارّة متى ما تُركت لها الحريّة كاملة دون ضابط!.
ـ تقريبًا، يمكن القول أنّ كل هذا “التّقدّم” الذي يعيشه الغرب اليوم، يدين بمساهمة لا يمكن إنكارها لهذا الرجل “الرّجعي”!، أو الذي يبدو كذلك في كثير من أفكاره!.
ـ ذلك هو “جان جاك روسو”، صاحب كتاب: “أميل أو التربية”، الكتاب الذي عُدَّ “روسّو” بسببه مؤسس التربية الحديثة!. وكتاب: “عقيدة قس من جبال السافوا” أو “دين الفطرة”، وفيه أقام “روسو” نظرة التسامح، وفتح أبواب التناغم بين العقل والوجدان!. وكتاب: “العقد الاجتماعي” الذي اعتُبِر بعد ثلاثين سنة من نشره: “إنجيل الثورة الفرنسيّة”!.
ـ يمكن إضافة هذه البَلَّة إلى الطّين:
على ذِكْر أنّ “جان جاك روسّو” اعتُبِر مؤسس التربية الحديثة بعد كتابه “إميل”. لم يعترف “روسّو” بأحد من أبنائه. قيل أنهم كانوا خمسة. رماهم جميعًا في الملجأ!.
ـ هو نفسه، انتهى به المطاف للعيش في ملجأ!. لم يدم ذلك طويلًا. مات بعدها بأيّام. ولا تزال الشكوك قائمة، تُلمّح إلى انتحاره!.
الرجل الذي لم يكن يقبله مكان واحد تقريبًا، صار له بعد موته مكانين!. ضريحه لا يزال قائمًا في تلك الجزيرة التي دُفِن فيها. أمّا رُفاته فقد انتقل بعد ستة عشر عامًا من وفاته، إلى مدفن العظماء بباريس!.
ـ خُلاصَتان:
الأولى: مثلّث الماء والهواء والغذاء، قد يكفي لتعيش سنين طويلة في هذه الحياة، لكن الاكتفاء بهذا المثلّث، وفي أفضل الحالات، ومع الحظّ الحسن، فإنّ هذه الحياة لن تكون بالنسبة لأيّ منّا أكثر من زوجة أب!. الحياة لن تكون بالنسبة لأي منّا أُمًّا، إلا من خلال مثلّث آخر، مثلّث الضمير والعقل والحريّة!. الضمير لنُحبّ الخير، العقل لنعرفه، والحريّة لنختاره!. هذا ما تركه لنا “روسو” من حكمة!.
ـ الخلاصة الثانية: لا شيء مؤكَّد. أحيانًا، فاقد الشيء هو الذي يُعطيه!.