يكفي متابعة حلقة واحدة من حلقات البرامج الرياضية، أو لفة قصيرة على حسابات من يصفون أنفسهم بإعلاميين، لتعرف مقدار الفوضى، التي يعيشها الإعلام الرياضي، لغة متدنية، وطرح ركيك، وأسلوب أقل ما يقال عنه أسلوب مراهقين، وسلسلة من الأكاذيب والمعلومات غير الصحيحة يروج لها من يظهر في تلك القنوات، ومن يدير تلك الحسابات، وهو يعلم أنها غير صحيحة، ولكنه يبحث عن الإثارة، أو إرضاء ميوله، لا عن الحقيقة، للأسف حتى بعض كبار الإعلاميين باتوا كذلك، للأسف نسفوا كل ما تعلموه خلال عشرات السنين، وتساووا مع من قدم للمهنة بالبراشوت.
لم يعد للمعلومة قيمة، ولم يعد للرأي تقديرًا، دخل المجال العشرات مما لا تاريخ لهم ولا تجربة، أشخاص كان منتهى طموحهم السلام على لاعبهم المفضل، والتقاط صورة معه، اليوم يتم الترويج لهم على أنهم نقاد، البعض منهم أخذه الغرور حتى اعتقد أنه بتغريدة منه يحول مسار البطولات، ضن أنه عنترة، وهو لم يصل حتى لشيبوب، ضن أنه الزير طالب ثأر كليب، ولم يصل حتى لجحدر.
قبل أيام، أطلق عبد العزيز الشرقي، الإعلامي المخضرم، تحذيرًا، حذر فيه من خطورة الوضع، وأن “الكرة” ستتحول لـ “كُره”، وأيده في ذلك صالح الحمادي، وخلف ملفي، وكلاهما من كبار الإعلاميين قامة وتجربة، فالوضع بات جدًا خطير، وينذر بالسوء، فتصدير المشجعين وقليلي الخبرة للشارع الرياضي، يعني أننا نسير بسرعة نحو ما لا تُحمد عقباه، بالأمس خرج إعلامي أتهم لاعبي المنتخب بتعاطي المنشطات، وجيّش الجماهير ضد مدرب المنتخب، لعدم ضم لاعب ما للقائمة الأولية، وآخر يتهكم على المنافسين بطريقة مستفزة، وثالث كل همة التصيد للآخرين والتقليل من شأنهم، يؤكد أننا أمام منحدر خطر، نسير نحوه على غير هدى. لا أقول إن الإعلام الرياضي كان في السابق منارة للحق، كان هناك قصور بلا شك، وتعصب، ولكن اليوم الأمر تجاوز التعصب، بات منارة للشر، وللكذب، حتى بات كثير من الإعلاميين يتساءلون: هل أهدرنا حياتنا عبثًا؟ وصلنا لمرحلة لا معنى فيها للحقيقة ما لم يراها المتلقي أنها توافق هواه؟ بات الميزان معوجًا، بل مكسورًا عن عمد. في وسط كل هذه الفوضى، ما دور الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي في ضبط الساحة، وهل القائمون عليه راضون عما يحدث؟ كيف يقبل بتصدير المشجعين كإعلاميين ونقاد، يتحدثون بما لا يفهمون، ويقيمون وينتقدون ويكذبون وفق الميول والأهواء، أليس من المفترض أن يجيز من يدعي أنه إعلامي، ويسمح له بالظهور أو تسحب عنه هذه الصفة كي لا يسيء للآخرين؟ أن لم يفعل ذلك، فالوضع سيكون أسوأ، الشارع الرياضي بات محتقنًا بدرجة لم أرَها في حياتي.
لم يعد للمعلومة قيمة، ولم يعد للرأي تقديرًا، دخل المجال العشرات مما لا تاريخ لهم ولا تجربة، أشخاص كان منتهى طموحهم السلام على لاعبهم المفضل، والتقاط صورة معه، اليوم يتم الترويج لهم على أنهم نقاد، البعض منهم أخذه الغرور حتى اعتقد أنه بتغريدة منه يحول مسار البطولات، ضن أنه عنترة، وهو لم يصل حتى لشيبوب، ضن أنه الزير طالب ثأر كليب، ولم يصل حتى لجحدر.
قبل أيام، أطلق عبد العزيز الشرقي، الإعلامي المخضرم، تحذيرًا، حذر فيه من خطورة الوضع، وأن “الكرة” ستتحول لـ “كُره”، وأيده في ذلك صالح الحمادي، وخلف ملفي، وكلاهما من كبار الإعلاميين قامة وتجربة، فالوضع بات جدًا خطير، وينذر بالسوء، فتصدير المشجعين وقليلي الخبرة للشارع الرياضي، يعني أننا نسير بسرعة نحو ما لا تُحمد عقباه، بالأمس خرج إعلامي أتهم لاعبي المنتخب بتعاطي المنشطات، وجيّش الجماهير ضد مدرب المنتخب، لعدم ضم لاعب ما للقائمة الأولية، وآخر يتهكم على المنافسين بطريقة مستفزة، وثالث كل همة التصيد للآخرين والتقليل من شأنهم، يؤكد أننا أمام منحدر خطر، نسير نحوه على غير هدى. لا أقول إن الإعلام الرياضي كان في السابق منارة للحق، كان هناك قصور بلا شك، وتعصب، ولكن اليوم الأمر تجاوز التعصب، بات منارة للشر، وللكذب، حتى بات كثير من الإعلاميين يتساءلون: هل أهدرنا حياتنا عبثًا؟ وصلنا لمرحلة لا معنى فيها للحقيقة ما لم يراها المتلقي أنها توافق هواه؟ بات الميزان معوجًا، بل مكسورًا عن عمد. في وسط كل هذه الفوضى، ما دور الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي في ضبط الساحة، وهل القائمون عليه راضون عما يحدث؟ كيف يقبل بتصدير المشجعين كإعلاميين ونقاد، يتحدثون بما لا يفهمون، ويقيمون وينتقدون ويكذبون وفق الميول والأهواء، أليس من المفترض أن يجيز من يدعي أنه إعلامي، ويسمح له بالظهور أو تسحب عنه هذه الصفة كي لا يسيء للآخرين؟ أن لم يفعل ذلك، فالوضع سيكون أسوأ، الشارع الرياضي بات محتقنًا بدرجة لم أرَها في حياتي.