|


سعد المهدي
لماذا نخاصم دورة الخليج؟
2023-01-14
عندما استعصت “علينا” كأس دورة الخليج ظهرت حينها أصوات تنتقص من أهمية البطولة وتتهمها بإضاعة الوقت، وأنها استنفدت الأغراض التي أطلقت من أجلها، سبق ذلك أن لعب المنتخب في منافساتها منذ العام 70م إلى 92م دون أن يحقق كأسها، كان هذا سببًا كافيًا للتبرؤ منها “اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول”، لكن لم يكن ذلك كل شيء.
أجيال من الكرة السعودية، مصنفون مواهب وأفذاذ ونجوم كبار، وهم كذلك وأكثر، لكنهم عجزوا عن فك لغز هذه “الكأس”، وكل مشاركة تزيد الأمور تعقيدًا، ولها ضحايا من المدربين واللاعبين والإداريين، بدأت في الأولى 70م بشطب سعيد غراب والنور موسى وطرد المدرب البرازيلي زاجالو في 84م، وبين الشطب والطرد وبعده صدرت عقوبات متنوعة الأحكام ومختلفة الأسباب طالت لاعبين ومدربين، حتى “حل العقدة” جيل التسعينيات ومدربه السعودي الخراشي وأحرز كأس هذه البطولة 94م.
حتى الذين يطالبون بإلغاء “دورة الخليج” أو عدم مشاركة المنتخب في منافساتها بالمنتخب الأول، قبل الحصول على “كأسها” لا ينكرون فضلها السابق على كرة القدم الخليجية، ودورها في ظهور الإنشاءات من مرافق وملاعب، لكن كانوا في حالة “إنكار” أن تكون هذه البطولة “عصية” على منتخب تأهل للأولمبياد، وحصل على لقبين قاريين وتأهل للمونديال، وبالتالي لا بد من قلب الطاولة عليها من أن تكون مقياسًا كمنجز إلى أن يتجاوزها.
لذلك كأسها في 94م لم يلقَ ذاك الصدى المستحق “لفك العقدة” بل تحصيل حاصل، لمنتخب عاد لتوه من المونديال متأهلًا للدور الثاني، ما جعل الإعلام والجمهور بعدها ينخرط في التباري ما إذا كانت “لكأس الخليج” أي أهمية، تعاظم ذلك مع تحقيق اللقب القاري الثالث “96م” وتوالي التأهل للمونديال “98م، 2002م، 2006م” أخفت معها الحصول على الكأس الخليجية “2002م و2003م”، ومنذ ذلك التاريخ غابت هذه “الكأس” واللقب القاري وعاد التأهل للمونديال متأخرًا “2018م 2022م”.
السؤال الآن: لو ألغيت “كأس الخليج” ماذا يمكن لمنتخباتنا الخليجية أن تحقق من “بطولات”؟ وما قيمة التأهل للمونديال بعد رفع عدد المتأهلين إلى 48 منتخبًا؟ وكم نسبة أن يحقق أحدهم كأس أمم آسيا؟