|


خالد الشايع
ضجيج ذاكرة سمك السردين
2023-02-15
مع أن الاتحاد السعودي لكرة القدم اتخذ القرار الصحيح بتأجيل مباراة الهلال والفيحاء ضمن مباريات دوري روشن السعودي للمحترفين إلى موعد لاحق، بسبب قصر الوقت ما بين عودة الهلال من المغرب محملًا بفضية كأس العالم للأندية وبين أولى مبارياته في كأس دوري أبطال آسيا، إلا أن بعض من ابتلي ‏بضعف الذاكرة، عمدًا أو متعمدًا، ملأ الدنيا ضجيجًا وصراخًا متىباكيًا على العدالة والمنافسة التي يزعم أنها انتهكت وأسيء لها.
متناسيًا أن اللجنة التي اتخذت القرار هي ذاتها التي أجلت مباراة الاتحاد والشباب في الدوري نفسه بسبب مشاركة لاعب من الاتحاد مع منتخب بلاده في كأس العالم، وهي ذاتها التي اتخذت قرارًا مثيرًا للجدل بتأجيل مباراة ‏الطائي والنصر في الدوري ذاته بسبب عامود إنارة، لن أدخل في الجدل والمزاعم التي قيلت في هذا الأمر، ولكن اللجنة ذاتها أجلت في الموسم الماضي مباراة النصر والفيصلي رغم أن الأخير رفض التأجيل بخطاب رسمي، ومع ذلك تم تأجيل.
لنعد بالذاكرة قليلا قبل نحو عشر سنوات عندما أجل الاتحاد السعودي مباراة الأهلي والاتحاد بعد خسارة الأول نهائي دوري أبطال آسيا ‏بحجة “مصلحة الذات الرياضية”، حسنًا، لا داعي للعودة بعيدًا جدًا، في الموسم الماضي تأجلت مباراة الاتحاد والهلال بعد أن رفض الاتحاد أن تلعب في 14 ديسمبر بسبب وجود أحمد حجازي مع المنتخب المصري في كأس العرب.
كل هذه التأجيلات في نظرهم مشروعة ومنطقية ولا غبار عليها، ولكن أن تؤجل مباراة للهلال لأنه لا يوجد وقت ليستعد للمباراة، كما فعل الاتحاد المصري مع الأهلي، ‏فهذا عند أصحاب ذاكرة سمك السردين في نظرهم قتلٌ لمنافسة العدالة، فهم يرون أن العدالة تتحقق فقط عندما يُظلم الهلال ويُجبر على اللعب مرهقًا أو مثخنًا بالإصابات لكي يتعثر وتخلوا لهم الساحة، عدا ذلك فغير مقبول، معتبرين أن تكافؤ الفرص وحصول الهلال على ما يحصلون عليه أكثر من مرة في الموسم الواحد محاباة وعدوانًا وعدالة غائبة، للأسف ابتلينا بإعلاميين لا يتورعون عن الكذب والتدليس للحصول على بعض المتابعين، لا يتورعون عن توزيع الاتهامات وليّ عنق الحقائق بشكل فج وصفيق، فكانت النتيجة أن يظهر لنا من يتهم الفيفا ببيع الميدالية الفضية للهلال، من الطبيعي أن يصل المشجع العادي لهذا المستوى المتدني من الطرح، طالما إعلاميون وفي قنوات رسمية يتحدثون بأسواء من ذلك، وللأسف الأسواء لم يأت بعد.