3 سعوديين رمّموا منزلا في الخرج وافتتحوا مقهى تراثيا
بيت الأجداد.. قهوة بنكهة الماضي
استغرق ترميم بيتٍ شعبي وسط مدينة الخرج، وتحويله إلى مقهى بطابعٍ تراثي، نحو 18 شهرًا، على ما ذكر لـ “الرياضية” محمد النهيو، أحد الملّاك والمؤسسين الثلاثة للمشروع، الذي بدأ استقبال الزبائن مطلع العام الجاري.
في هذا المقهى، المسمّى “بيت الأجداد”، والواقع في حي المنتزه، صوّر المطربان فهد إبراهيم وعهود الشهري أغنيتهما “رؤية الملهم 2023”، التي صدرت في 22 فبراير الماضي تزامنًا مع الاحتفال بذكرى يوم التأسيس.
يقول النهيو: “نحن ثلاثة شركاء، أنا وشقيقي صالح وصديقنا عبد الرحمن المسعود، تجمعنا منذ أعوام بعيدة هواية الحفاظ على المقتنيات القديمة والصور الفوتوجرافية والمشاركة بها في المناسبات”، لافتًا إلى امتلاكه، منذ نحو عقدين من الزمان، متحفًا تراثيًا داخل غرفة من منزله.
وعلى مدى أعوام، كان المتحف الصغير يستقبل الزوّار الأربعاءَ من كل أسبوع، وكان صاحبه يعقد لقاءات دورية مع محبي التراث.
يضيف النهيو: “الإقبال الكبير من الزوّار ألهمني، أنا وشقيقي الذي يمتلك متحفًا مشابهًا في منزله، فكرة تطوير الهواية وتقديمها بصورة مختلفة.. وانضم إلينا صديقنا المسعود.. وأسفر ذلك عن مقهى بيت الأجداد”.
بعد الاستقرار على الفكرة، وجد الثلاثة ضالتهم في منزلٍ شعبي، وأخضعوه إلى أعمال ترميم وتصميم موسّعة.
يقع المنزل، المشيّد قبل 48 عامًا، على مساحة 400 متر مربع. وبعد تطويره، رأى النورَ في صورة مقهى من طابقين يحتوي على 14 غرفة للزبائن يمكن استئجار كلٍ منها بالساعة بمقابل مادي يُراوح بين 50 و70 ريالًا حسب حجم الغرفة وطاقتها الاستيعابية.
وعبرَ جولةٍ بين جنبات المكان، رصدت “الرياضية” تنوُّع أركانه، فأحدها لصور الملوك والأمراء، وآخر لدِلال القهوة، وثالث لصور قدامى لاعبي كرة القدم السعودية، ورابع للأجهزة المنزلية القديمة، كما يعرض ركنٌ إعلانات المشروبات الغازية قديمًا، ويتخصص آخر في عرض الأحذية.
ويُبدي النهيو وشقيقه ارتياحهما لعدم اقتصار زيارات المقهى على كبار السن، ويلاحظان توافد شبّان وعائلات وهواةٍ للتصوير الفوتوجرافي.
ويتولى أربعة موظفين خدمة الزبائن وتقديم فناجيل القهوة والشاي وأطباق تقليدية مثل المراصيع والحنيني، تحت إشرافٍ يومي من الشقيقين النهيو، اللذين عبّرا لـ “الرياضية” عن تمنّيهما توريث شغف الاعتناء بالتراث لأبنائهما.
ويكشف محمد عن تلقّيه، قبل أعوام، عرضًا لشراء مقتنيات متحفه المنزلي مقابل 300 ألف ريال بعدما شارك بها في إحدى نسخ مهرجان الجنادرية. ويُكمِل حديثه قائلًا: “أرفض مثل هذه العروض لقناعتي أني أمتلك تاريخًا يجب أن ينتقل بعدي إلى أبنائي”.